رئيس التحرير
عصام كامل

«الهيلولة».. الاحتفال اليهودي الأضخم بالعالم يتحول لسرادق عزاء |صور

احتفالات الهيلولة
احتفالات الهيلولة
"الهيلولة" مناسبة دينية ينتظرها اليهود بفارغ الصبر كل عام بل ويعتبرونها بمثابة موسم للحج يمارسون فيها طقوسهم والتي تشمل تجمعات كبيرة لم تمنعها حتى جائحة كورونا.



ولكن القدر كان له كلمته تجاه الاحتفال اليهودي الأضخم في العالم والذي تحول هذا العام من موسم للحج إلى سرادق عزاء بطعم الموت، بعد مقتل نحو 44 إسرائيليا نتيجة التدافع والدهس بالأقدام خلال الساعات الماضية أثناء بداية الاحتفالات في جبل ميرون والتي كان من المقرر أن تستمر حتى السبت المقبل.



مزامير داوود



والهيلولة هي تحريف عامي لعبارة "هاليلو يا" الواردة كثيراً في مزامير داوود، ومعناها أن "سبحوا الله"، إذ أطلقت على هذه الاحتفالات الدينية، نظراً لاستغراق المُشاركين فيها في التسبيح والدعاء لله، وأيضاً الاحتفال بالعطاء.


وميرون التي جرى فيها الاحتفال هى بلدة شمالية، تقع على منحدرات جبل ميرون في الجليل الأعلى قرب صفد، تأسست في عام 1949 على أنقاض قرية فلسطينية مهجورة، وتشتهر بقبر الحاخام شمعون بار يوحاي.




لاج بعومر


ويسمي اليهود هذه المناسبة أيضًا بـ عيد "لاج بعومر" الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتّاك أهلك أتباع الحاخام عكيفا، والاحتفال بالهيلولا، وهو ذكرى وفاة الحاخام شمعون بار يوحاي، القديس الأكثر احتراماً لدى يهود السفارديم. وقد كان هذا الحاخام من بين المؤسِّسين للتصوف اليهودي، ومؤلِّف كتاب الزوهار في القرن الثاني من العصر الحالي.




تجمع النار


ويزور اليهود هذا القبر في اليوم الثالث والثلاثين بعد عيد الفصح اليهودي، وتقام احتفالات تتخللها عادات وطقوس مختلفة بينها التجمع حول النار، و"الحلاقة" لأول مرة للأطفال ممن بلغوا سن 3 سنوات.


وفي المغرب أيضًا تشتهر احتفالات الهيلولة حيث تنتشر في ربوع المملكة، مزارات وأضرحة لحاخامات وربيين يهود، بعضها يُعتبر محجاً يزور اليهود، طلباً للبركة وقضاء الحاجات.


ومن بين أشهر المزارات في المملكة المغربية، الموجودة بمدينة الصويرة، للحاخام "حاييم بينتو"، والذي يحج إليه سنويا عشرات الآلاف من اليهود المغاربة القادمين من إسرائيل، وباقي دول العالم، في أكبر موسم ديني يهودي في المغرب.


وفي جزيرة جربة التونسية، يحتفل اليهود أيضا بعيد "لاك بعومر"، حيث يجتمع اليهود الشرقيون للحج في الغريبة، والسفارديم، وأغلبهم من أصول أندلسية وهاجروا إلى بلدان حوض المتوسط ومنها تونس.




مئات الآلاف


وكان من المقرر أن يتدفق مئات الآلاف اليوم الجمعة لحضور أكبر احتفال يهودي في العالم ، بالقرب من ضريح الحاخام شمعون بار يوشاي في ميرون غير أن الأحداث التي وقعت في الساعات الأخير بمقتل عشرات الإسرائيليين حالت دون ذلك.

ووصل الآلاف إلى ميرون قبل أيام أو أسابيع من الاحتفالات ، وهم يعيشون في المنطقة في خيام ومجمعات ملونة. بالنسبة لبعض العائلات ، يعد هذا تقليدًا قديمًا منذ عقود ، والأماكن التي أقاموا فيها المجمعات "محجوزة" لهم.

وكان مفترض أن يشارك نحو 5000 شرطي من جميع الدوائر في عملية تأمين الشرطة في ميرون. بصرف النظر عن الشرطة ، شاركت نجمة داوود الحمراء وفرقة الإطفاء والمنظمات المدنية مثل عيزر متسيون وإيهود هتساله وزاكا، وكذلك سلطة الطبيعة والحدائق ، وقيادة الجبهة الداخلية وغيرها في تأمين الحدث.

الحافلات المباشرة


ومن بين الاستعدادات كانت خطوط الحافلات المباشرة إلى ميرون والمكونة من 16 مركزًا رئيسيًا في جميع أنحاء البلاد: القدس ، بني براك ، حيفا ، أشدود ، بيت شيمش ، طبريا ، نتانيا ، موديعين عيليت ، نتيفوت ، العفولة ، كريات جات ، أوفاكيم ، إلعاد ، رشاسيم وصفد وكذلك من بلدات قرب ميرون.



الجريدة الرسمية