رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لتأخر انطلاق مدفع رمضان بساحة متحف الشرطة.. استخدام التكنولوجيا للحفاظ على المنطقة الأثرية.. وجار إعادة فحصه

مدفع رمضان بساحة
مدفع رمضان بساحة متحف الشرطة
30 عاما غاب فيها صوت مدفع رمضان من الإنطلاق بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة لتعلن وزارة السياحة والآثار عن ترميم المدفع ليعود انطلاقه من جديد منوهاً للصائمين عن موعد الإفطار، ولكنه لم ينطلق إلا بعد عدة محاولات استغرقت 30 دقيقة لينطلق المدفع بالضرب.


وقالت إيمان زيدان مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية، إن أعمال ترميم المدفع جاءت في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي، مؤكدة أن المدفع عاد ليضرب من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة.

ترميم مدفع رمضان

وأوضح الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن أعمال ترميم المدفع شملت إزالة طبقة الصدأ المكونة علي جسم المدفع وتنظيفه من الداخل.


استخدام الصوت والدخان

وقال الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن فكرة عودة مدفع رمضان تهدف لإدخال البهجة والسرور على قلوب المصريين، واستعادة معلم من التراث المصري الموروث، وإطلاقه من قلعة صلاح الدين الأيوبي هدفه الدعاية للآثار، مشيرا إلى أن المدفع لا يعمل بواسطة قذيفة صوتية، ولكنه يعمل بشكل مختلف بواسطة الصوت والدخان وشعاع الليزر بهدف الحفاظ على المعالم الأثرية في المنطقة.

استخدام الليزر

وأوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن تأخير إطلاق المدفع جاء بسبب عمله تلقائيًا وضبطه من خلال كميبوتر، وتم ضبطه ليعود للانطلاق في موعده قبيل أذان المغرب، بعدما فحصه المهندسون ومعالجة مشكلة التأخير، مؤكدا أنه بعد إصدار الوزارة للبيان الخاص بإعادة عمل مدفع رمضان أكدت أن المدفع سيعمل بشكل مختلف لضمان الحفاظ على معلم أثري مهم والحفاظ على التراث الأثري للقلعة، وكذا مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة عبر إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع لضمان وصوله لمسافة بعيدة.

الحفاظ على المنطقة الأثرية

وأشار إلى أنه للحفاظ على المنطقة الأثرية بالقلعة فقد تم توجيه فوهة المدفع تجاه السلطان حسن والرفاعي، حيث إنه لا يجوز وضع قذيفة حقيقية ومن ثم إطلاقها، الأمر الذي يؤدي لأضرار كبرى.

قصص مدفع رمضان

وتابع أنه تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان إلا أنها جميعا تؤكد على أنها نشأت في مدينة القاهرة، تحديداً بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.

السلطان المملوكي

وتروي إحدى القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم حين أراد أن يجرب مدفعاً جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام ١٤٦٧م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.


الخديوي إسماعيل

وهناك قصة أخرى تقول إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد اضيف إطلاقه فى السحور والأعياد الرسمية.

ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هى مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١م عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود فى الفوهة والأخر لاطلاق القذيفة.

وعلى الرغم من مرور ٣٠ عاماً منذ توقفه إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.
الجريدة الرسمية