رئيس التحرير
عصام كامل

معركة بين سهير المرشدي وحسين كمال بسبب رقصة

سهير المرشدى
سهير المرشدى
في عام 1968 وبعد شهور قليلة من نكسة 67  نشرت الصحف عن مشادة وخلاف كبير نشب بين المخرج حسين كمال - رحل في مثل هذا اليوم 24 مارس عام 2003 ـ والفنانة سهير المرشدي أثناء تصوير فيلم "البوسطجي" الذي يخرجه عن قصة يحيى حقي وسيناريو وحوار صبري موسى وبطولة شكري سرحان وزيزي مصطفى .


وسبب الخلاف رقصة كما كتب الصحفي الساخر محمود السعدني في مجلة صباح الخير عام 1968 أن المخرج أضاف رقصة على دور ناعسة الغازية الذي تؤديه الممثلة سهير المرشدي ـ وكانت في بداية مشوارها السينمائي ـ في الفيلم ، ورفضت سهير الرقص وقالت إنها لا ترقص في أدوارها.

وأكد كمال أنها رقصت من قبل وردت بأنها لم ترقص، ولن ترقص فوقعت الأزمة التي تناولتها الصحافة وأصبحت المشكلة الرقص قبل الفيلم أم الفيلم قبل الرقص تماما مثل حكاية البيضة ولا الفرخة .


يقول الكاتب محمود السعدني: "المخرج حسين كمال مختلف مع الممثلة سهير المرشدي والصحف تؤكد أن الأزمة عنيفة وتحتاج تدخل مجلس الأمن الذي احتار في مشكلة نكستنا مع إسرائيل منذ شهور، والمخرج يصرح بأن الخلاف بسيط وأن الممثلة المختلفة معه رقصت من قبل".

وأضاف: "أن تفسيرات المراقبين والمحللين السياسيين تؤكد كلها أن الخلاف بسبب رقصة حيث أن دور الممثلة كله في الفيلم خمس دقائق والممثلة تنفي تماما أنها رقصت قبل الفيلم، وهي مشكلة رهيبة وعجيبة تشبه إلى حد كبير قضية الأدب والعلم، وهل الأدب قبل العلم أم العلم قبل الأدب، وهل كان العلم الحديث قد أثبت أن الباذنجان المخلل قبل الأدب وقبل العلم".

وتابع السعدني: هذه هي القضية الخطيرة التي شغلت الصحف وهي قضية خطيرة ينبغي دراستها فورا وكشف الجوانب الخفية فيها وإلقاء الضوء عليها حتى لا نترك جزءا هاما من تاريخنا الحديث نهبا للتكهنات في المستقبل خاصة وأن هذه القضية ليست أقل خطورة من قضية البطل العربي أحمد عرابي وهل فر بعد معركة التل الكبير أم فر قبلها ؟ 

وصدقوني أنها قضية هامة للغاية وينبغي علينا جميعا صحفيون وكتاب وأساتذة تاريخ وعلماء آثار أن نبحثها الآن على الأقل لنثبت لأنفسنا وللعالم أن صحافتنا قد دخلت عصر التكنولوجيا، والتكنو من التكنوكلر الذي يلونون به الأفلام الملونة في السينما، واللوجيا من اللوبيا ومن الكوبيا ومن الدوبيا وهي أسماء كلها تركية بمعنى اللي اختشوا ماتوا واللي عاشوا مش عاوزين يختشوا .


وأعود مرة أخرى إلى أصل القضية وأقول اختشوا ياسيادنا، إلا أنني أخشى ما أخشاه أن يطلب المخرج أو الغازية من مجلس الأمن أن يتحرك ويتدخل وتصبح مصيبة .
الجريدة الرسمية