رئيس التحرير
عصام كامل

الأم وكل هذا الحب!

بالغريزة.. تشعر الأم -أي أم- بأبنائها برادار خاص منحه الله سبحانه لها.. تشعر به.. أحزانه قبل أفراحه.. قلقه وتوتره وخوفه قبل السعادة والهدوء النفسي! منحها الله أيضا جهازا لكشف الكذب خصوصا في الأمور المصيرية.. قل لها عند الضرورة ما تشاء.. لكن اترك لها حرية أن تصدق ما تقوله أم لا.. والحقيقة عندها دائما!


جزء منها ينفصل إذا سافرت أو إذا تأخرت أو إذا غبت لأي سبب.. وقلبها لا يطاوعها أن تظل علي حالها وأنت خارج المنزل دون سبب واضح أو مقنع.. ستجدها من شباك إلي آخر ومن شرفة إلى أخرى حتي يهدأ القلب ويرتاح البال.. وتعود!

هي الأكثر فرحا بأبنائك.. ترى "حتة" منك تمشي وتنطق.. تراك فيه أو فيها وتشعر أن "ثمرة" جديدة للأصل الذي بدأ بها.. أمامها!
هي الأكثر ألما وقلقا عند أي مكروه حقيقي يصيبك. ولا ترتاح حتي ترتاح.. ولذا.. هذه المشاعر فوق الإنسانية لا يمكن إلا أن تحترمها وتقدرها وتقدر تداعياتها من دموع حتي عند الفرحة.. وضعف مبرر حتي أمام حماقات قد نرتكبها!

هذا القلب.. قلب الأم.. منحة من الله.. جزء من رحمته.. رفقه.. نوره.. هدية.. فما بالنا بمن منحها كل ذلك؟ تخيل كيف تكون رحمة الله بعباده ورفقه بهم وحبه لهم.. تخيل ثم تخيل.. ستدرك أنك أمام إله عظيم.. رحمن رحيم لا يأمر بالقتل ولا بالذبح ولا بالحرق ولا بالتفجير.

كل عيد أم وكل الأمهات بخير.. ورحم الله كل أم رحلت بعدما ربت وكبرت.. والشكر لله العظيم صانع وواهب كل هذا الحب!
الجريدة الرسمية