رئيس التحرير
عصام كامل

نقص المياه وانقطاع الكهرباء.. القصة الكاملة لما يحدث في تكساس الأمريكية

تكساس
تكساس
تشهد ولاية تكساس الأمريكية أزمة كبرى بسبب موجة البرد والعاصفة الشتوية الشديدة التي ضربتها وتركت على إثرها قرابة 13 مليونًا من سكان الولاية يواجهون صعوبات في الحصول على المياه النظيفة وانقطاع الكهرباء. 




ومع إصدار السلطات إرشادات بضرورة غلي المياه في ما يقرب من نصف الولاية، انخفضت أيضاً إمدادات المياه في تكساس وسط الأضرار التي لحقت بالأنظمة جراء موجة البرد غير المسبوقة.

وتوفى ما لا يقل عن 24 شخصاً، ويتوقع المسؤولون ارتفاع هذا العدد، وأعلنت عدة ولايات أخرى بجنوب الولايات المتحدة  ضربتها عواصف ثلجية وجليدية هذا الأسبوع عن انقطاع خدمة المياه.

وتأثرت شبكة الطاقة في الولاية، بفعل زيادة كبيرة في الطلب على التدفئة، إذ انخفضت درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها في 30 عاماً، لتصل إلى 0 فهرنهايت (-18 درجة مئوية) في وقت سابق من الأسبوع المنصرم.

 انفجار الأنابيب
وبحلول، أمس الجمعة، كان لا يزال هناك حوالي 180 ألف منزل وشركة في تكساس من دون كهرباء. ووسط درجات حرارة متجمدة في الأسبوع المنصرم، كان ما يصل إلى 3.3 مليون شخص من دون كهرباء.

وواجه حوالي 13 مليون شخص - ما يقرب من نصف سكان الولاية - بعض الانقطاع في خدمات المياه، إذ تضررت مئات الشبكات بسبب الصقيع.


وفي أوستن، عاصمة الولاية، قال مدير هيئة المياه للصحفيين  إن المدينة فقدت (1.2 مليار لتر) من المياه بعد انفجار الأنابيب.

 الماء المغلي 

وتخضع هيوستن، أكبر مدينة في تكساس، لما يسمى "إشعار الماء المغلي"، إذ نصحت هيئة "المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" بضرورة غلي كل المياه المخطط لاستهلاكها لأنها قد تكون ملوثة.


ويقول المسؤولون هناك إنهم يعملون على التوزيع السريع للمياه المعبأة، وكذلك مولدات الطاقة، على المحتاجين. كما تساعد مصانع البيرة وغيرها من الشركات المحلية في الجهود المبذولة لتوفير مياه الشرب.


وقال حاكم ولاية تكساس، جرج أبوت، إنّ الولاية تقدم "جميع الموارد للمساعدة وتسريع الاستجابة على المستوى المحلي".

وقال أبوت أيضاً إن المزيد من السباكين يتجهون إلى الولاية. ومع انفجار أنابيب المياه في شتى أنحاء ولاية تكساس بسبب موجة الصقيع، يكافح السباكون المحليون لتلبية الطلب على خدماتهم.


وقال أبوت إن أكثر من 320 سباكاً جددوا تراخيصهم، وأن وكالات الدولة تعمل مع شركات سباكة من خارج الولاية لتأمين مساعدة إضافية.




ومن جانبه أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس الماضي  إعلان حالة الطوارئ في ولاية تكساس.

وحتى أمس الجمعة، لا تزال التحذيرات من العواصف سارية في معظم أنحاء ولاية تكساس، لكن درجات الحرارة سترتفع في الأيام المقبلة، وفقاً لخدمة الطقس الوطنية.

وحذرت الخدمة أيضاً من ظروف السفر الخطيرة وانقطاع التيار الكهربائي في الأجزاء الشرقية من الولايات المتحدة، إذ من المتوقع أن تتسبب عاصفة أخرى في تساقط ثلوج كثيفة وأمطار متجمدة وجليد.

وبينما تستمر الولاية في مواجهة أزمة الطقس، يواجه عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية تكساس، تيد كروز، رد فعل عنيفا بعد أن غادر هيوستن يوم الأربعاء لقضاء عطلة في المكسيك مع أسرته.

واعتذر كروز  الخميس الماضي عن ذلك وعاد إلى الولايات المتحدة بعد أن خطط في البداية للبقاء في المكسيك خلال عطلة نهاية الأسبوع.





الخارجية الصينية تعلق 
وبدورها قالت وزارة الخارجية الصينية، إن متابعة معاناة الأمريكيين خلال عاصفة ثلجية شديدة ضربت ولاية تكساس هذا الأسبوع عززت الاعتقاد لدى المواطنين الصينيين بأن بلادهم "على الطريق الصحيح".

في تصريحات صحفية قارنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينج، بين معاناة كثيرين من سكان تكساس واحتفالات الصينيين خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.

وقالت هوا: "الحصول على ما يكفي من الطعام أو الملابس، والشعور بالشبع والدفء، هذا هو حق الإنسان الأساسي الأكثر واقعية".

وأضافت: "في الوقت نفسه، في تكساس وجد ملايين الأمريكيين أنفسهم محاصرين في وضع مروع، بدون كهرباء أو تدفئة في المنزل، حتى أن بضع عشرات منهم فقدوا حياتهم بسبب ذلك".

وتابعت: "وهذا ما جعل الشعب الصيني يدرك بشكل أعمق ما هو الحق الإنساني الحقيقي، وجعلنا نعتقد أكثر فأكثر أن الصين تسير على الطريق الصحيح، نحن واثقون تماما بشأن مستقبلنا".
الجريدة الرسمية