رئيس التحرير
عصام كامل

أنت عمري.. حكاية أغنية لقاء السحاب حبيسة أدراج عبدالوهاب 5 سنوات

عبد الوهاب وام كلثوم
عبد الوهاب وام كلثوم اثناء بروفة "انت عمرى "
تحت عنوان "حكاية أنت عمرى" كتب الشاعر الغنائي والصحفي مصطفى الضمراني، في كتابه "حكايات ونوادر من وراء كواليس أغاني الزمن الجميل"، عن كواليس أغنية أنت عمري أو ما سُمي بلقاء السحاب بين كوكب الشرق وموسيقار الأجيال. 


يقول الضمراني: في مثل هذا اليوم 5 فبراير 1964 انطلق صوت الإذاعي جلال معوض، معلناً تقديم حفل أم كلثوم، ومعلناً اللقاء الذي جمع بين عملاقين في الساحة الغنائية الموسيقار محمد عبد الوهاب وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، في رائعة أحمد شفيق كامل أغنية أنت عمري.

وبحسب الضمراني، قرأ معوض نص الأغنية كاملاً على الجمهور الذي استقبلها بحفاوة بالغة استمر فيها التصفيق ثلاث دقائق حتى عزفت الموسيقى وبدأت أم كلثوم تشدو وتطرب بأغنية أنت عمري.

مسجلة بصوت عبد الوهاب 
كتب القصيدة الشاعر أحمد شفيق كامل منذ أكثر من خمس سنوات وأعطاها إلى عبد الوهاب ليغنيها بصوته، وبالفعل قام عبد الوهاب بتسجيلها بصوته، إلا أنه وضعها فى درج مكتبه خمس سنوات، لا يعلم عنها أحد شيئاً.

طلب عبد الناصر 
وانتظر الموسيقار محمد عبدالوهاب سنوات طويلة لكي يقدم لحناً تغنيه أم كلثوم، وكان سبب هذا الانتظار داء الوسوسة الذي يسيطر على عبد الوهاب عند دخوله أي تجربة، خاصةً وأن الوضع مع أم كلثوم يختلف.

جاءت أغنية أنت عمرى بطلب مباشر من الرئيس جمال عبدالناصر للجمع بينهما في أغنية واحدة، حتى أنه قال لهما: "أمتى نشوفكم في عمل واحد؟"، وكان ألح عليه كثير من النقاد والأدباء والشعراء والفنانين والصحفيين لتلحين أغنية لأم كلثوم، ودخل عبد الوهاب في حالة الصراع النفسي والقلق والأرق في شكل الأغنية التي يمكن أن يقدمها وتوافق عليها أم كلثوم .

/3795024

ذهب عبدالوهاب إلى صديقه وزميل رحلته في جمعية المؤلفين والملحنين الشاعر أحمد شفيق كامل، وفي جلسات متعددة بين الاثنين وقع الاختيار على قصيدة أنت عمري التي كان قد كتبها أحمد شفيق كامل، ليغنيها عبد الوهاب الذي كان قد بدأ تلحينها بالفعل، إلا إنه استمر سر الاغنية بينهما قرابة العام. 

تلقفت الصحافة العربية لقاءات الشاعر والموسيقار واتفاقهما على تقديم الأغنية لأم كلثوم ونشرت الخبر، وطلب عبد الوهاب من شفيق أن يقدم الاغنية بنفسه الى أم كلثوم ،لكن شفيق تردد كثيراً خوفاً من رفض أم كلثوم للأغنية وطلب من عبد الوهاب أن يقوم بهذه المهمة.



بالفعل عرض عبدالوهاب كلمات الاغنية على أم كلثوم التي أبدت إعجابها بكل كلمة فيها، وبدأت اللقاءات بينهما عدة أسابيع، وعندما علم الشاعر الكبير كامل الشناوي صديق عبد الوهاب وأم كلثوم بخبر الأغنية أطلق على لقاء الثلاثة بلقاء السحاب، وأطلق عليه صالح جودت في المصور "مؤتمر قمة غنائي"، لتكون آخر أغنية تقدمها أم كلثوم على مسرح الأزبكية عام 1964 .



وقبل بدأ الحفل حضر عبد الوهاب متخفياً وظل واقفاً خلف الكواليس يراقب ويقرأ سور من القرآن، وما إن بدأ الحفل وغنت أم كلثوم الكوبليه الأول واستقبلها الجمهور بالتصفيق انسابت الدموع من عينيه ودخل الى صالة المسرح وسط تصفيق الجماهير.



وعلق الأديب عباس محمود العقاد على الأغنية بأن كلماتها ولحنها كفل لها النجاح، وأن أم كلثوم لها سبقت نفسها وجلا اللحن صوتها، وعلى العكس قال الأديب نجيب محفوظ إنه على العكس لم يقدم كل من عبد الوهاب وأم كلثوم المتوقع منهما في هذه الأغنية وأن اللحن عادياً لولا الضجة التي حدثت حوله .
الجريدة الرسمية