رئيس التحرير
عصام كامل

بعد ترشيح مجمع اللغة العربية لحصوله على نوبل.. محاكمة أحمد عبد المعطي حجازي.. عبد الحميد: أبرز الشعراء العرب.. وحمودة: ليس مجرد شاعر

أحمد عبد المعطي حجازي
أحمد عبد المعطي حجازي
دور ثقافي كبير ورحلة شعرية حافلة خاضها الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي على مدار عقود طويلة، أسس بها نموذجا وأسلوبا فريدا في الشعر العربي، ومنهجا اختص به وميزه عن شعراء جيله، واستمرارية جعلته يحصد العديد من الجوائز والتكريمات المهمة خلال مسيرته.


الترشيح لنوبل

حفاوة أدبية كبيرة استقبل بها النقاد والمثقفون ترشيح أحمد عبد المعطي حجازي من قبل مجمع اللغة العربية لجائزة نوبل في الأدب، حيث صاغ المجمع مبرراته وأسباب الترشيح معتمدا على ما قدمه حجازي خلال مسيرة ثقافية مؤثرة في تاريخ الشعر العربي والثقافة المصرية.



الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية أكد أن لجنة الأدب قامت بترشيح الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بعد مشاورات وبحث كبير تطرق لكافة الجوانب وأخذ تاريخ الشاعر الحافل في الاعتبار، موضحا أن اللجنة وضحت مبررات الاختيار بشكل واف للجميع.

معايير الاختيار

وأضاف رئيس مجمع اللغة العربية أن اللجنة قررت ترشيح حجازي في ظل عدم انعقاد المجمع وتعليق أنشطته لأزمة فيروس كورونا المستجد، وذلك قبل أن ينقضي موعد التقديم لجائزة نوبل.

وأوضح "فضل" أن جميع القرارات التي تصدر عن اللجان التابعة لمجمع اللغة العربية خلال فترة التعليق، من المقرر أن تعرض على المجلس في أول انعقاد له بعد تجاوز أزمة الجائحة.

وفي سياق متصل عبر الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق عن سعادته بترشيح أحمد عبد المعطي حجدازي لجائزة نوبل في الأدب، مؤكدا أنه يستحق أن يكون موجودا ضمن المرشحين، مضيفا لـ"فيتو": عبد المعطي حجازي يعد أحد رواد الشعر العربي في العصر الحديث، حيث انتهج مذهبا خاصا به تميز عن غيره، ونجح في تجربته التي استمرت لأكثر من نصف قرن من الزمان.

وأوضح أن عالم عبد المعطي حجازي الشعري شديد الحساسية، كما أن موهبته الكبيرة في تكوين الصور الشعرية في كلماته تعد أحد أبرز ما جذب له أسماع الجمهور، ونال إعجاب وإشادات النقاد في مختلف العصور.

كما يشير الدكتور شاكر عبد الحميد إلى جوانب ملهمة في شعر أحمد عبد المعطي حجازي، مؤكدا أن وفرة إبداعاته وتنوعها يجعل من الصعب على من يأتي بعد من الشعراء مماثلتها، وكذلك الجوانب الاجتماعية في شعر أحمد عبد المعطي حجازي كان لها نصيب كبير من أعماله، يقول وزير الثقافة الأسبق: "احتوت كتاباته على حياة المدينة وما تكون عليه الحياة في الريف أيضا.

كما بين حجازي علاقة الاثنين ببعضهما وأوجه الخلاف وكل ذلك بين سطور شعره الذي نجد فيه دائما أسلوبا خاصا يبرز الواقع والحياة".

وأردف "عبد الحميد" كل شاعر له شطر وتجربة وأسلوب، وأعتقد أن كلا من صلاح عبد الصبور وأمل دنقل وعفيفي مطر وأحمد عبد المعطي حجازي 4 شعراء استطاعوا إشباع ألوان مختلفة من الشعر العربي.

متابعا: "لازم الشباب الموهوب في الشعر يقرأ للناس دي قبل أن يبدأ في الكتابة كما يجب أن يطلع على الشعراء العرب والمصريين، وما تميزوا به في الخمسينيات والستينيات مما يعد ذخرا كبيرا للأدب والثقافة العربية".

تجربة إبداعية

في سياق متصل أوضح الناقد الأدبي حسين حمودة أن أحمد عبد المعطي حجازي صاحب تجربة إبداعية وثقافية رحبة، تمثل شاهدا جميلا على عصر بأكمله، مشيرا إلى أن كتاباته التي لم تقف عند حدود الشعر، بل ارتبط أيضا بوقائع كبرى شهدها وطنه وشهدها العالم كله.

وتابع: "اهتم بالقضايا المختلفة التي وعبر عنها بطرق متعددة، وخاض معارك شتى دافع فيها عن تصوراته، والمساحات التي تحرك فيها خلال إبداعه بموازاة ترحالاته بين بلدان عدة، كل ذلك يجعل حجازي بمثابة شاهد جميل على عصر بأكمله".

وأضاف: "رحلة أحمد عبد المعطي حجازي في الشعر، منذ ديوانه الأول (مدينة بلا قلب)، وحتى قصائده المتأخرة وقبلها ديوانه (أشجار الأسمنت)، مرورا بدواوينه الأخرى، تعبر عن صوت إبداعي متفرد، جميل النبرات، وفي الوقت نفسه تقدم تمثيلا كافيا لحركة الشعر العربي الحديث في مرحلة حاسمة من تحولاته.. ونموذجا مثاليا لانشغالات هذا الشعر واستكشافاته الجمالية".

وأكد الناقد حسين حمودة أن كتابات حجازي النثرية سواء في المقالات التي ظل يكتبها خلال عقود طويلة، في عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، أو التي نشرها في كتب مهمة ومنها "أحفاد شوقي"، "محمد وهؤلاء"، و"الشعر رفيقي" وغيرها تمثل بحد ذاتها درسا في الكتابة النثرية التي يقارب جمالها جمال الشعر، على ما تحتفي به من أفكار، وعلى ما تهتم به من قضايا موصولة بعالم مركّب ومتنوع ومتغير.

كما أن هناك "رحلة أخرى خاضها أحمد عبد المعطي حجازي" يشير "حمودة" إلىها وهي الأدوار الثقافية المهمة التي قام بها في رئاسة تحرير بعض المجلات، وفي التدريس والمحاضرات وخصوصا في فرنسا، وفي مئات المؤتمرات التي شارك فيها في بلدان كثيرة.

واختتم الناقد الأدبي قائلا: "أحمد عبد المعطي حجازي، بإبداعاته وبأعماله وبتجربته الحافلة، يمثّل علامة كبرى على الإبداع المصري والعربي والإنساني، وأتصور أنه من المبدعين العرب الذين استحقوا، ولا يزالون يستحقون، الحصول على انتباه أكبر وعلى تكريم أعظم بكثير".

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية