رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلادها.. كيف استغلت سعاد محمد خلاف السنباطي وأم كلثوم.. وهل كان عبد الوهاب يكرهها

المطربة سعاد محمد
المطربة سعاد محمد

لقبت بقيثارة السماء، شادية العرب، الشيماء، هى من مطربات الزمن الجميل والفن الأصيل صوتها فيه رقة وعذوبة السماء شدت بأروع الأغانى والألحان فى فيلم الشيماء، هى الفنانة والمطربة الكبيرة سعاد محمد التى ولدت فى مثل هذا اليوم عام 1926  فى حى تلة الخياط ببيروت لأب مصري كان يجيد الإنشاد الدينى، وأم لبنانية.



تعرفت سعاد محمد على الشيخ زكريا أحمد فى منزل الفنانة صباح وكانت فى التاسعة من عمرها وعندما سمعها انبهر بصوتها لدرجة انه أمسك الرق يضرب عليه مع غنائها، وقال لها "مستقبلك فى مصر" .

غنت فى الحفلات وهى فى سن صغيرة وذاع صيتها فى أفراح الجيران وفى مدرستها حتى سميت أم كلثوم المشرق العربى وحازت جماهيرية حتى حملت الجماهير فى حلب سيارتها بعد انتهاء إحدى حفلاتها ..

ورشحتها الفنانة عزيزة أمير التى كانت تستعد لإخراج فيلم " فتاة من فلسطين"، وهو أول فيلم عن القضية الفلسطينية بعد الاحتلال عام 1948 بدور صغير فيه  وكانت فى الخامسة عشر وقدمت  خلاله عدداً من الأغنيات.

تزوجت سعاد محمد من جارها الشاعر الصحفى محمد علي فتوح عام 1951، الذى كان له دور كبير فى مسيرتها الفنية وألف لها 140 أغنية.

وفى عام 1952 أنتجت لها آسيا داغر ثانى وآخر أفلامها فيلم "أنا وحدى"، وغنت فيه مجموعة من أروع أغانيها ومنها " فتح الهوى الشباك، مين السبب فى الحب، أنا وحدى" كلمات الشاعر الكبير صالح جودت والحان الموسيقار الكبير رياض السنباطى.

 وتعاونت سعاد محمد مع عمالقة الفن والتلحين، ومنهم زكريا أحمد، محمد القصبجى، رياض السنباطى، أحمد صدقى، بليغ حمدى، عبدالعظيم محمد، والموجى، محمد فوزى، محمد سلطان، فريد الأطرش الذى سمح لها بغناء أغنيته "بقى عاوز تنساني"، وقال لها بعد أن غنتها " إيه الحلاوة دى ياسعاد أنت غنتيها أحسن مني"، وكان يحرص أن تكون موجودة فى حفلات الربيع التى يشارك فيها.

ورغم الشهرة والنجاح الذى حققته سعاد محمد إلا أنها لم تتعاون مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب رغم إعجابه وإشادته بصوتها الا أن الرفض كان من جانبه.

تحكى سعاد محمد وتقول:"  منذ حضرت الى مصر وعندما قابلت عبد الوهاب قلت له عاوزة منك لحن ، فقال هاتى لي الكلمات لالحنها فعلمت انه يرفض التلحين لي الا أنه اتصل بى بعدما سمعنى أغنى " انا هويت وانتهيت"  وكان يغنيها بنفسه من تلحين سيد درويش وقال لى " ياظالمة انت قضيتي على الاغنية ومحدش حايقدر يغنيها بعدك ".

وهناك سر آخر كشفه الكاتب الصحفى عماد فتوح ابن زوج سعاد محمد عن عدم تلحين عبد الوهاب لها وقال إن طموحه للتلحين لأم كلثوم جعله يصرف النظر عن التلحين لسعاد محمد، خاصة أن صوتها قريب من صوت ثومة، معتقدا أنه لو قام لحن لسعاد محمد سوف يقضى على حظه فى التلحين لكوكب الشرق.

وعن حياتها في مصر قالت سعاد محمد:" عشت تقريبا طول حياتي فى القاهرة وقدمت أكثر من الف اغنية لكبار الملحنين الذين تعاملت معهم ومنهم " أحمد صدقى، زكريا أحمد، سيد مكاوي، محمد سلطان، محمد الموجى وعبد العظيم محمد وغيرهم .

وتابعت:" أما اهم محطة فنية فى حياتى فهى مرحلة التعاون مع الملحن رياض السنباطى الذى لحن لى قصيدة "انتظار " كتبها الشاعر إبراهيم ناجي والتى كان من المفترض أن تغنيها أم كلثوم لكنها اعتذرت عنها بعد خلافها مع الملحن فكانت من نصيبى.. ويقول مطلعها: 
أنا فى بعدك مفقود الهدى .. ضائع أهفو الى نور كريم 
اشترى الاحلام فى سوق المنى .. وأبيع العمر فى سوق الهموم 
الجريدة الرسمية