رئيس التحرير
عصام كامل

ما هي صلاة الحاجة وكيف تؤدى؟.. مفتي الجمهورية السابق يجيب

صلاة الحاجة
صلاة الحاجة
واصل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان، تناول بعض أحكام الصلاة من خلال سلسلة منشورات عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، ومنها بيان "أحكام صلاة الحاجة"، وذلك على النحو التالي:


صلاة الحاجة: هي صلاة يقبل فيها المسلم على ربه في حاجته ليقضيها له؛ لأن المسلم يعلم أنه لا يقضي الحاجات، ولا يغيث إلا الله سبحانه، وهذه الصلاة هي عنوان للتوحيد حيث يعلم المسلم أن المتحكم في الأمر كله هو الله، وأنه ليس لأحد من خلقه قوة يقضي بها الحاجات. فهذه الصلاة تؤكد معنى الركن الأول ألا وهو كلمة التوحيد: « لا إله إلا الله ».

ولصلاة الحاجة أهمية كبيرة حيث أرشدنا إليها الصادق المصدوق ﷺ فقال: « مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِى آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ثُمَّ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ ثُمَّ لْيَقُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ لاَ تَدَعْ لِى ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ وَلاَ حَاجَةً هِىَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ». [رواه الترمذي] وفي رواية ابن ماجة « ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ».

 
فإذا احتاج المسلم إلى نجاح في امتحان، أو رواج تجارة، أو كشف ضر، أو جلب نفع، أو أي خير، فيتوضأ ويحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ويمكن أن يصليها أربع ركعات، ويمكن أن يزيد إلى اثنى عشر ركعة وتكون هذه الصلاة بنية قضاء الحاجة التي يقبل على الله فيها، ثم يدعو الدعاء المذكور في الحديث، ويدعو الدعاء كذلك بعد التسليم من الصلاة كما هو ظاهر في الحديث.


كما أوضح مفتي الجمهورية السابق مبطلات الصلاة والتى تتلخص في :

مبطلات الصلاة 
1- الكلام العمد الصالح لخطاب الآدميين سواء تعلق بمصلحة أو لا.

2- العمل الكثير المتوالي كثلاث خطوات عمدا كان ذلك أو سهوا. أما العمل القليل فلا يبطل.

3- الحدث: الأصغر والأكبر. 

4- حدوث النجاسة: التي لا يعفى عنها ولو وقع على ثوبه نجاسة يابسة فنفض ثوبه حالا لم تبطل صلاته. 

5- انكشاف العورة: عمدا فإن كشفها الريح فسترها في الحال لم تبطل.
 
6- تغيير النية: كأن ينوي الخروج من الصلاة. 

7- استدبار القبلة: كأن يجعلها خلف ظهره. 

8 -  الأكل والشرب: كثيرا كان المأكول والمشروب أو قليلا إلا أن يكون الشخص في هذه الصورة جاهلا بتحريم ذلك. 

9-  القهقهة : ومنهم من يعبر عنها بالضحك.

 10- الردة : وهي قطع الإسلام بقول أو فعل.

العجز عن الصلاة 
 ومن تيسير الله على عباده أن أتاح لهم عبادته على أية حال وخاصة في الصلاة المفروضة وذكره سبحانه وتعالى، فمن عجز عن الجلوس صلى مضطجعا فإن عجز عن الاضطجاع صلى مستلقيا على ظهره ورجلاه للقبلة فإن عجز عن ذلك كله أومأ بطرفه، ونوى بقلبه.

ويجب عليه استقبال القبلة بوجهه بوضع شيء تحت رأسه ويومئ برأسه في ركوعه وسجوده فإن عجز عن الإيماء برأسه أومأ بأجفانه، فإن عجز عن الإيماء بها أجرى أركان الصلاة على قلبه ولا يتركها ما دام عقله ثابتا، ومن صلى قاعدا لعجزه لا قضاء عليه ولا ينقص أجره.


هيئات الصلاة  
وقال إن هيئات الصلاة هي خمس عشرة هيئة بيانها فيما يلي:
1- رفع اليدين: عند تكبيرة الإحرام إلى حذو منكبيه ورفع اليدين أيضا عند الركوع وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول.

2- وضع اليمين على الشمال: ويكونان تحت الصدر ويتم بوضع بطن اليمين على ظهر اليد الشمال ويكونان تحت الصدر وفوق السرة إلى جهة اليسار. 

3- دعاء الافتتاح: ويسمى التوجه وهو أن يقول المصلي: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين" أو يقول غيره مما ورد في استفتاح الصلاة.

4- الاستعاذة: وموضعها بعد دعاء الافتتاح، وتحصل الاستعاذة بكل لفظ يشتمل على التعوذ والأفضل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. 

5- الجهر في موضعه والإسرار في موضعه: وموضع الجهر هو: الصبح، وأولها المغرب والعشاء، والجمعة، والعيدان، والاستسقاء ولو نهارا، وصلاة خسوف القمر والتراويح، ووتر رمضان، وركعتا الطواف ليلا، أو في وقت الصبح، وما يقضى من الفوائت ليلا، وحده أن يزيد على إسماع نفسه حيث يسمع من يقربه، والإسرار في موضعه وهو ما عدا المواضع التي ذكرت في الجهر وحده أن يسمع نفسه. 

6- التأمين: أي قول (آمين) عقب الفاتحة لقارئها في صلاة وغيرها لكن في الصلاة أكد: ويؤمن المأموم مع تأمين إمامه في الجهرية فقط ويجهر به.

7-  قراءة شيء من القرآن الكريم بعد الفاتحة: فإن لم يقرأ سورة بعد الفاتحة قرأ أي شيء من القرآن لإمام ومنفرد في ركعتي الصبح والجمعة وأولتي غيرهما فلو قدم السورة على الفاتحة لم تحسب، فلو يجوز تغير موضع القراءة بعد الفاتحة. 

8- التكبيرات: أي تكبيرات الانتقال عند النزول للركوع، وعند النزول للسجود، والرفع ما عدا الانتقال من الركوع إلى الرفع منه فإنه يقول سمع الله لمن حمده.

9- قول سمع الله لمن حمده: حيث يرفع رأسه من الركوع سواء كان إماما أو مأموما ولو قال من حمد الله سمع له كفى، والالتزام بالصيغة الواردة أولى، ومعنى سمع الله لمن حمده تقبل الله منه حمده وجازاه عليه.

 10- قول ربنا لك الحمد: ويقولها المصلي إذا انتصب قائما بعد الانتهاء من قوله سمع الله لمن حمده.

11- والتسبيح في الركوع والسجود: وأدنى الكمال في التسبيح في الركوع سبحان ربي العظيم ثلاثا وفي السجود سبحان ربي الأعلى ثلاثا، والأكمل في التسبيح في الركوع والسجود إحدى عشرة لمنفرد وإمام قوم راضين بذلك.

12- وضع اليدين على الفخذين في الجلوس:  ويضعهما المصلي للتشهد الأول والأخير ويبسط اليد اليسرى بحيث رؤوسها متجهة لركبته ويقبض أصابع اليد اليمنى إلا المسبحة منها فلا يقبضها فإنه يشير بها رافعا لها حال كون متشهدا، وذلك عند قوله إلا الله ولا يحركها، فإن حركها كره ولا تبطل الصلاة على الأصح.

13- الافتراش: وهيئته والافتراش أن يجلس المصلي على كعب اليسرى، جاعلا ظهرها للأرض وينصب قدمه اليمنى ويضع بالأرض من أطراف أصابعها لجهة القبلة، وموضعه في جميع الجلسات الواقعة في الصلاة كجلوس الاستراحة والجلوس بين السجدتين وجلوس التشهد الأول ما عدا الجلسة الأخيرة.

14- التورك: في الجلسة الأخيرة من جلسات الصلاة، وهي جلوس التشهد الأخير، والتورك مثل الافتراش إلا أن المصلي يخرج يساره على هيئتها في الافتراش من جهة يمينه، ويلصق فخذه بالأرض، أما المسبوق والساهي فيفترشان ولا يتوركان. 

15- التسليمة الثانية: والهيئة التسليمة الثانية فقط، أما الأولى فسبق أنها من أركان الصلاة وألفاظها نفس ألفاظ التسليمة الأولى.

وأوضح أن هذه هي هيئات الصلاة التي إذا أتى به المسلم في صلاته حاز الكمال والتمام، وإن تركها أو ترك شيئًا منها لم تبطل صلاته، ولا يسجد للسهو، وإنما يكون قد ضيع ثوابًا بغير مبرر، والرشيد لا يفعل ذلك.

وأضاف أن هناك هيئات تخالف المرأة الرجل في الصلاة، وذلك لطبيعة تكوينها، وصفاتها المميزة لها من حياء وغيره، وهذه الهيئات هي: 

هيئات تخالف المرأة الرجل: 
1- المجافاة: فالرجل يجافي مرفقيه عن جنبيه، والمرأة تضم بعضها إلى بعض فتضم مرفقيها إلى جنبيها. 

2- رفع البطن: فالرجل يرفع بطنه عن فخذيه في الركوع والسجود، والمرأة تلصق بطنها بفخذيها في ركوعها وسجودها لأنه أستر لها.

3- الجهر في موضع الجهر: فالرجل يجهر في موضع الجهر، والمرأة تخفض صوتها بحضرة الرجال الأجانب، فإن صلت بعيدة عنهم جهرت في موضع الجهر. 

4- طريقة التنبيه: الرجل إذا نابه شيء في الصلاة ما يحتاج إلى تنبيه سبح فيقول "سبحان الله" والمرأة إذا نابها شيء في الصلاة صفقت بأي كيفية من كيفياته، بشرط ألا تقصد به اللعب، وإلا بطلت صلاتها إن كانت عالمة بتحريمه وإلا فلا تبطل لعذرها بالجهل.

5- العورة في الصلاة: وعورة الرجل في الصلاة ونحوها ما بين سرته وركبته أما نفس السرة والركبة فليستا بعورة، وأما الحرة فجميع بدنها عورة في الصلاة عدا الوجه والكفين والأمة عورتها في الصلاة كعورة الرجل.
الجريدة الرسمية