رئيس التحرير
عصام كامل

أحد أبطال شدوان: قاتلنا ٣٦ ساعة متواصلة أمام القوات الإسرائيلية

المستشار كامل الحسيني
المستشار كامل الحسيني
معركة جزيرة شدوان إحدى الملاحم الخالدة التي أظهرت بسالة أبطال القوات المسلحة المصرية أثناء حرب الاستنزاف ففي مثل هذا اليوم عام١٩٧٠ قامت القوات الإسرائيلية الغاشمة مهاجمة الجزيرة ليلا بواسطة قواتها الجوية وحدثت معركة شرسة استمرت ٣٦ ساعة من القتال المتلاحم.


ومن هؤلاء الأبطال الذين حضروا ملحمة جزيرة شدوان المستشار كامل الحسيني وكان وقتها عريف مجند الذي يروي  لـ "فيتو" هذه اللحظات الفارقة قائلا:

شدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة لا تزيد مساحتها عن ٧٠ كيلومترا تقع عند مدخل خليج السويس وبالقرب من خليج العقبة بالبحر الأحمر وعليها فنار لإنارة الطريق للسفن وتبعد عن الغردقة ٣٥ كيلومترا كانت تؤمنها سرية من الكتيبة ٩٣ صاعقة وتشتهر الجزيرة بسياحة ممارسة الغوص والغطس. 



ولم يقترب منها العدو منذ عدوانه على سيناء في ٦٧ وفي ليلة ٢١ يناير ٧٠ فوجئنا بطائرات العدو تلقى علينا منشورات للاستسلام واستعمال مكبرات الصوت تنادي أفراد السرية بالاستسلام لكننا لم تستجيب بالرغم من تسليح القوات البسيط وهو عبارة عن طبنجات وبنادق آلية وقاذف للدبابات وآر بي جي وبعد ساعة من التحذيرات بدأت الطائرات الفانتوم والسكاي هوك تقذف على الجزيرة قنابل ١٠٠٠ رطل وبعد ٦ ساعات من القصف ورجال الصاعقة صامدون يدافعون عن الجزيرة حتى بدأت عملية الإنزال للجنود الإسرائيليين من طائرات الهليكوبتر وكبدناهم خسائر كبيرة فتركوا القتال وظلوا يلملموا في الجثث. 

أوامر القيادة:
صدرت لنا الأوامر بالاختباء في منطقة الخيران على شاطئ الجزيرة حول الفنار وبدأت القاذفات المصرية في قذف أماكن التمركز للعدو فأحدثت بهم خسارة كبيرة أيضا وحاولوا النزول مرة أخرى للجزيرة فقد كانت طائرة جولدا مائير وموشي ديان يحومون حول الجزيرة بغرض النزول لعمل مؤتمر صحفي يعلنون فيه احتلال الجزيرة لكن قوات الصاعقة لم تمكنهم من غرضهم الدنيء وعادوا يجرون أذيال الخيبة. 

بيان القيادة:
صدر بيان عن القوات المسلحة المصرية نصه (القوات المسلحة المصرية تعتبر معركة جزيرة شدوان والتي دامت ٣٦ ساعة متصلة في قتال متلاحم رمزا للصلابة والجرأة في قتال متلاحم وصل لحد الاشتباك بالسونكي). 

خسائر المعركة :
خسر العدو الإسرائيلي برغم تفوقه العددي والسلاح ٥٠ فردا واستشهد من رجالنا البواسل ٨٠  بينهم عدد المدنيين من الصيادين وأهالي المنطقة.
الجريدة الرسمية