رئيس التحرير
عصام كامل

رجب حميدة يروي خناقة صفوت الشريف مع قيادات الحزب الوطني بسجن طرة

صفوت الشريف
صفوت الشريف
قال رجب هلال حميدة عضو مجلس النواب السابق، إن صفوت الشريف كان يميل بقوة إلى ضرورة وجود أحزاب فاعلة على الساحة السياسية طبقا لطبيعة المرحلة وليست كما كانت تراها بعض الأحزاب، مشيرا إلى أن الشريف كان يرى أن الديمقراطية مثل جرعة الدواء التى لا يجب أن تعطى مرة واحدة وكان يؤمن بالتدرج الديمقراطي. 


وأضاف لفيتو: "اقتربت كثيرا من صفوت الشريف خاصة خلال فترة تواجدنا بسجن طرة معا لمدة عامين بعنبر 5 وحكى لى أنه كان ضد كل الإجراءات التى اتخذت فى انتخابات 2010 وكان يرى ضرورة التمثيل الحزبى وتعدد القوى داخل البرلمان".

وتابع: "وفى أحد الأيام كنا بجوار المسجد بسجن مزرعة طرة ودخل في نقاش حاد مع العديد من قيادات الحزب الوطنى واتهمهم أنهم سبب سقوط نظام مبارك برفضهم الاستماع إلى نصائحه".

وأشار إلى أن "الشريف"، كان يولي اهتماما كبيرا بالحياة الحزبية خاصة وأنه كان يرى وجودها ضروري للقضاء على التطرف والإرهاب. 

صفوت الشريف، وزير الإعلام والأمين العام السابق للحزب الوطني المنحل، الذي توفي في الساعات الأولى من صباح أمس بعد صراع مع المرض، لم يكن هناك من لا يعرف اسمه قبل ثورة ٢٥ يناير، بسبب تصدره المشهد الإعلامي والسياسي طوال نحو ٣٠ عاما.

تولى الشريف مسئولية وزارة الإعلام في عام ١٩٨٢ حتى ٢٠٠٤، وهى أطول فترة يستمر فيها وزير في منصبه، حول فيها الشريف وزارة الإعلام إلى وزارة سيادية يتحكم من خلالها فيما كان يتم إذاعته.

ولم يكن الشريف متحكما بالإعلام فقط، بل كان متحكما في المشهد السياسي أيضا من خلال تواجده بالحزب الوطني الذي كان يترأسه الرئيس مبارك، منذ تأسيسه، حتى تولى منصب الأمين العام للحزب منذ عام ٢٠٠٢ حتى ٢٠١١ ثم رئاسة مجلس الشورى في عام ٢٠٠٤، بعد تركه وزارة الإعلام.

كان من المقربين جدا للرئيس حسنى مبارك، نظرا لثقة الأخير فيه واعتماده عليه في عدد من الملفات السياسية والإعلامية، وهو ما دعمه فيما كان يقوم به من سيطرة وخطط سياسية.

ورغم الثقة التي كان يحظى بها من جانب الرئيس مبارك، إلا أنها لم تضع حدا للصراع الذي اشتعل بينه، وبين جمال مبارك نجل الرئيس مبارك، بعدما شرع نجل الرئيس في خطوات التوريث من خلال بناء أمانة السياسات التي استحدثها في كيان الحزب الوطني والتي كانت تهدف للسيطرة السياسية والحكومية أيضا من خلال فريقها الجديد، وهو الأمر الذى جعل هناك صراعا غير معلن بين فريق صفوت الشريف الذي يريد إدارة المشهد السياسي بحكمة وحنكة سياسية، وبين فريق جمال مبارك الذي كان متسرعا في رغبته نحو السيطرة.

ومع اندلاع ثورة ٢٥ يناير، كان صفوت الشريف في مقدمة صفوف المتهمين في قضايا فساد وكسب غير مشروع، تم تداولها في المحاكم حتى وفاته.
الجريدة الرسمية