رئيس التحرير
عصام كامل

ما المقصود بقول الرسول: "لا وصية لوارث"

الدكتور محمد رأفت
الدكتور محمد رأفت عثمان

الميراث ركن من أركان النظام الاجتماعى والاقتصادى فى المجتمع الإسلامى.. كما أنه جزء مهم من أجزاء الفقه، والقرآن الكريم هو الذى تحدث عن الميراث بالتفصيل.. وتأتى بقية الأحكام مجملة وأحكام الميراث لا شك فيها لأنها ارتبطت بآيات من القران، فما المقصود بالقول: "لا وصية لوارث" ؟



يجيب الدكتور محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر سابقا، رحمه الله، فيقول:

إن الثابت فى مجال تشريع المواريث أن القرآن الكريم قد فرض الوصية على صاحب المال، فكانت الوصية واجبة للوالدين والأقارب.. كما قال الله تعالى: "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت.. إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين".
 
الوصية الواجبة 

ثم نزلت بعد ذلك آيات المواريث، وأصبح الميراث ليس من نصيب كل الأقارب، وإنما محصور فى نوع من الأقارب لهم الحق فى الميراث، وقد كان العرب قبل الإسلام يحرمون البنات من الميراث.

حق المرأة فى الميراث

جاء القرآن الكريم يبين أن للمرأة حقا فى الميراث، سواء كانت زوجة أو بنتا أو أما أو أختا، وقد بينت النصوص القرآنية نصيبها فى كل هذه الأحوال فى قول الله تبارك وتعالى: "يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين".. وفى قوله تعالى فى حق الزوجات: "ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم".
 
أما من يجتهد ويكتب تركته كما يشاء فهذا الشخص يريد أن يتهرب من القسمة التى بينها القرآن الكريم، وأوضحتها سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنه سيكون آثما لأن تقسيم التركات لابد وان يتم حسب ما بينته النصوص فى الشرع.

علي جمعة: ثلث تركة الجد تؤول لحفيده عند وفاة والده | فيديو

وتفضيل بعض الورثة على البعض الآخر لايصح أن يكون الأبر هنا الطرف الآخر، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "لا وصية لوارث إلا أن يجيزها بقية الورثة".

إذن على الانسان ألا يتدخل، ومن الخطأ أن يتدخل بعض الناس فى تقسيم التركات على صورة تخالف ما شرعه الله لنا فى هذا المجال، وهو من أشد الذنوب لأن الله عز وجل قال بعد بيانه لبعض الأنصباء فى المواريث ققال تعالى: "تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك هو الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله، ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين".
الجريدة الرسمية