رئيس التحرير
عصام كامل

فن ركوب الموجة عند الإخوان.. يستغلون المصالحة الخليجية لاختلاق حوار وهمي مع الدولة المصرية.. باحث: مشروعهم ‏انتهى بلا عودة

محمد بن زايد وتميم
محمد بن زايد وتميم بن حمد ومحمد بن سلمان

في محاولة للقفز على مكتسبات المصالحة الخليجية، خرج المتحدث باسم جماعة الإخوان الإرهابية طلعت فهمي يشيد ‏بالمصالحة، لكنه زج بصراع الجماعة مع الدولة المصرية في محاولة لفرض التنظيم على القضية بانتهازية غير مستغربة على الإخوان، وهي طريقة يحترفونها منذ ‏نشأتهم وحتى الآن. ‏



عبث الجماعة

اخترع متحدث الجماعة حوارًا متخيلًا مع الدولة المصرية، ثم قفز سريعًا ليطرح مطالبه أو بالأحرى شروطه، وكأنه قوة على ‏الأرض تستطيع أن تفرض ما تريده على الحياة السياسية. 

ويبدو أن المتحدث لايدري أن تنظيم الاخوان انتهى على الأرض، حتى عند كل ‏القوى السياسية حتى المعارضة منها، والتي سبق وتحالفت معه وليس الشارع وحده، بعدما أصبح هناك شبه يقين عند الجميع، أن الاخوان أكثر ‏الناس ميلا إلى العنف رفض الآخر، وبالتالي المواجهة بكل أشكالها وألوانها هي عنوان الفصل والحسم لإنهاء بذرة الإسلام السياسي من الوجود وليس الجماعة وحدها. ‏

بالونة اختبار

المطلع على تاريخ الإخوان وحاضرها، يدرك سريعا أنها تعتمد على بالونات اختبار كل فترة، لمعرفة اتجاهات السلطة ‏السياسية وتبريد غضب الصف الإخواني على قيادته، بينما هم في الواقع لم يقدموا ما يجعلهم مؤهلين لأي نقاش أصلا، فلا أدنى مراجعة تمت لأدبيات التنظيم السياسية ‏والفقهية التي أدخلتهم في صدام دائم مع المجتمع. ‏

كما لم يراجع الإخوان موقفهم الانتهازي من الديمقراطية التي يتغزلون فيها الآن، إذ يتعاملون مع المجتمع منذ ظهورهم ‏على الساحة بعقلية الاختطاف، ولهذا فالديمقراطية بالنسبة لهم ليست أكثر من مجرد أداة للتمكين . ‏

تاريخ من العنف 

تقول مها الشريف، الكاتبة والباحثة أن الإخوان لها تاريخ مليء بالعنف والصراع والصخب الذي لا ‏ينتهي ‏فضلا عن الحقد والكذب في أقبح ما يصوره المصورون.‏

أضافت: لا تكاد تقلب صفحة من صفحات تاريخها إلا تجده أكثر اضطراباً، فالجماعة تنظيم مغمور بالعنف، لا يعرف ‏ماذا ‏يعنيه الولاء للأوطان.

أشارت الباحثة إلى معاناة مصر كثيرًا من هذا التنظيم الذي يحمل أفكارًا ومعتقدات متطاحنة، مردفة: أنصار ‏الجماعة يتلونون داخل المجتمعات مثل الحرباء، ينتظرون لحظة الوصول للسلطة حتى يقيمون أساسات ‏لأفكارهم على ‏الصراع والتدمير.‏

ترى الباحثة أن الإسلام السياسي يضم حركات وجماعات غيرت الواقع والفهم الأعمق للإسلام في أذهان العالم بأكمله، ولن يكون سهلا إعادة الصورة الحقيقية للإسلام إلا بالتخلص من هذه الجماعات تماما. 

تابعت: أساليبهم في الحياة مغلفة بالعنف ومدججة بالسلاح، وأسلوبهم في خسارة السلطة يكشف عن ذلك في مصر ‏وليبيا ‏وغيرها من البلدان، وغير مقبول عودتهم مرة آخرى ‏. 

مشروع ميت ‏

عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن المشروع الفكري لجماعة الإخوان ‏انتهى بعد ‏أن ثبت عدم صلاحيته لأن يكون أداة لنهضة المجتمع وإصلاحه.

لفت إلى أن الحكم على انتهاء المشروع الفكري للتنظيم، ‏لا يكون وفقا لتجربته في الحكم بعد الربيع العربي فحسب، ‏ولكن منذ انتهاء محنته الأولى وخروج أنصاره من السجون في ‏السبعينات وإعادة بناء الجماعة على نفس الأسس والركائز ‏التي وضعها البنا دون تغيير أو تجديد جوهري. ‏

أشار الباحث إلى أن نسخة الجماعة الأصلية كانت تجربة البنا التي انتهت بمقتله وحل الجماعة عام 1949 دون القدرة ‏على ‏تحقيق الأهداف التي وضعها، مردفا: ما جاء بعد ذلك ما هي إلا نسخًا مكررة كان لها نفس المصير.

وتابع: أي محاولة أخرى بعد ‏ذلك لإعادة بناء الجماعة جاءت على نفس الأسس التي لن تعدوا أن تكون نسخة أخرى ‏محكوم عليها بالفشل، مختتما: مستقبل الجماعة لن يخرج عن كونها جسدًا بلا روح.‏

الجريدة الرسمية