رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يحيي العظام وهي رميم.. أشهر حالات الإفاقة من الغيبوبة في العالم.. الأطباء يعجزون عن تفسيرها.. والأمير الوليد وشارون الأبرز

حالات الإفاقة من
حالات الإفاقة من الغيبوبة في العالم
ألم يخطر في بالك يوما ما أو تمنيت عند مواجهة أزمة أو أوقات عصيبة أن تذهب إلى النوم ولا تستيقظ إلا مع انتهاء تلك الضائقة أو المشاكل التي تنغص عليك حياتك؟ ألم تشاهد يوما ما فيلما سينمائيا أو عملا دراميا يتناول قصة البطل الذي دخل في غيبوبة "حالة عميقة من فقدان الوعي" واستيقظ في زمن آخر غير زمنه وتخيلت إمكانية خوض تلك التجربة؟


خلال هذا التقرير تستعرض «فيتو» أشهر الحالات التي دخلت في غيبوبة واستيقظت منها بعد مرور السنوات لعرض بعض النماذج الواقعية التي خاضت مثل هذه التجربة.

إيلين إسبوزيتو (37 عاما)
في 6 أغسطس 1941، ذهبت الفتاة "إيلين إسبوزيتو" البالغة من العمر 6 سنوات إلى المستشفى لإجراء عملية استئصال الزائدة الدودية بشكل روتيني، إلا أنها خضعت للتخدير العام ولم تخرج قط.


وظلت إسبوزيتو، التي أطلق عليه لقب "الجمال النائم"، في غيبوبة لمدة 37 عامًا و111 يومًا قبل أن تتوفى في عام 1978، وهي أطول غيبوبة على الإطلاق، وفقًا لـ «موسوعة جينيس» للأرقام القياسية.

كارولينا أولسون (32 عاما)
كانت كارولينا فتاة سويدية جميلة في سن الرابعة عشرة، بدأت قصتها الغريبة في عام 1876 على أرض "جزيرة أوكنو"، عندما كانت عائدة لمنزل أسرتها في أحد الأيام، وتشكو من آلام صداع شديد.

تفاقم الصداع بألم شديد في الأسنان، لتحاول الفتاة التغلب عليه بالخلود إلى النوم، وبالفعل دخلت الفتاة في سبات عميق لكنها لم تفق منه، إلا بعد مرور 32 عامًا، وهو ما يعد أشبه بمعجزة، وفقًا لموقع «reddit».


ولم تنهض كارولينا من الفراش طيلة هذا السنوات، حيث كانت تؤمن عائلتها بأعمال السحر والشعوذة بين أهل البلدة الصغيرة، وبعد الكثير من المحاولات، فشل الأب والأم في إفاقة ابنتهما، إذ عجز الأطباء، وحتى السحرة من تفسير حالتها.

وعلى مدى 32 عامًا، عاشت الفتاة على تناول الحليب والمياه فقط، إذ كانت والدتها تساعدها على فتح فمها بصعوبة، كي تتمكن من إمدادها بالسوائل التي تساعدها على العيش.

وبعد مرور أعوام من الإحباط، وتحديدا في عام 1892، تم نقل الفتاة إلى مستشفى قريب من بلدتها، لعلاجها بالصدمات الكهربائية، والوخز بالإبر، على أمل استثارتها بأي ألم، لكن جاءت كل المحاولات بالفشل.

طيلة تلك السنوات، لم تتحدث كارولينا مطلقا، إلا برفقة والدتها وبكلمة واحدة وهي "نعم"، وذلك في حال سؤال الأم لها عن أي أمر، وأحيانًا أخرى كانت تبكي فقط، لكن دون كلام ولا تواصل.

في عام 1905، توفيت الأم، وتم تعيين مدبرة منزل للاعتناء بها.

وفي أبريل 1908، صدرت أصوات غريبة من غرفة كارولينا، لتهرول مدبرة المنزل مسرعة إلى مكان الفتاة، لتفاجأ بأنها استيقظت وكانت تتأرجح بغرفتها وتبكي، حيث كانت بلغت حينها 46 عامًا، ولم يكن لديها أية ذكريات على الإطلاق عن الأعوام التي قضتها وهي نائمة، وحتى الوقت الحالي وعلى الرغم من رحيل "كارولينا"، لا يزال يقف خبراء البحث عاجزين أمام تفسير حالتها علميًا.

صني فون بولو (28 عاما)
وبحسب موقع «everydayhealth»، هي مليونيرة أمريكية وشخصية مجتمعية رائدة، دخلت في غيبوبة عام 1979، وظلت ما يقرب من 28 عامًا في حالة إنباتية مستمرة، من ديسمبر 1980 حتى وفاتها في دار لرعاية المسنين بمدينة نيويورك في 6 ديسمبر 2008.


أُدين زوجها الثاني، كلاوس فون بولو، في عام 1982 بمحاولة قتلها بجرعة زائدة من الأنسولين، ولكن تم إلغاء الحكم وتبرئته في عام 1985.

وتناولت هوليوود قصة المليونيرة الأمريكية، وسلطت الضوء عليها في فيلم «انعكاس الظل». 

يشار إلى أن الحالة الإنباتية المستمرة، هي إحدى حالات اضطراب الوعي تحدث نتيجة وقوع أضرار أو تلف بخلايا المخ، وتختلف عن الغيبوبة كونها قد يمر فيها المريض بمظاهر اليقظة والنوم، وفتح العينين وتحريكهما بشكل عشوائي، وإصدار بعض الأصوات غير المفهومة أو الصراخ أو البكاء.

تيري والس (19 عاما)
بعد إصابته بجروح بالغة، جراء خروج الشاحنة التي كان يستقلها عن الطريق في عام 1984، أعلن الأطباء أن تيري دخل في حالة غيبوبة مزمنة، ولكن في السنوات التي أعقبت الحادث، تحسنت حالة والس إلى ما كان الأطباء قد بدأوا مؤخرًا في تسميته بـ "حالة الحد الأدنى من الوعي"، وهي حالة يكون فيها الشخص مصابًا بأضرار بالغة في الدماغ ولكنه يستجيب أحيانًا.


وفي 11 يونيو 2003، تحسن والس بشكل كبير، حيث رحب بوالدته بكلمة "أمي" بعد أن ظل صامتًا لمدة 19 عامًا.

وبسبب التعافي أصبح والس من المشاهير، وأتت طواقم التصوير والبرامج الحوارية والصحافة من اليابان والمملكة المتحدة، كما أنه أصبح أسطورة علمية أيضًا، فبعد استخدام تقنيات التصوير المتطورة، تمكن العلماء من دراسة كيف نجح دماغ والس في تنمية روابط جديدة بشكل فعال (إعادة توصيل نفسه خلال فترة طويلة في الظلام) واستنباط رؤى جديدة حول كيفية عمل الدماغ وشفائه.

الأمير الوليد بن خالد بن طلال (15 عاما)
ودخل الأمير الوليد بن خالد بن طلال في غيبوبة، بعد التعرض لحادث سير عام 2005 خلال دراسته بالكلية العسكرية، ليطلق عليه لقب "الأمير النائم"، واختلفت التشخيصات الطبية لحالة "الأمير النائم"، وتمت دعوة وفد طبي مكون من 3 أطباء أمريكيين وآخر إسباني في محاولة لإيقاف النزيف من رأسه لكنه بقي في غيبوبة.


وبعد غيبوبة دامت 15 عاما، أظهر مقطع فيديو، "الأمير الوليد وهو يقوم برفع أصابعه إلى أعلى استجابة لتوجيهات الطبيب".

تيري شيافو (15 عاما)
وبحسب صحيفة «TIME»، دخلت تيري في غيبوبة أثناء تواجدها بمنزلها في عام 1990 بسبب أزمة قلبية، ثم انتقلت إلى الحالة الإنباتية المستمرة، بعد أن ظلت على قيد الحياة على أنابيب التغذية لأكثر من 15 عاما.


وتوفيت الأمريكية تيري شيافو، التي باتت رمزا وطنيا في بلادها فيما يتعلّق بمسألة كيفية إنهاء الحياة، في عام 2005، حيث لقيت مصيرها المحتوم، وهي في الحادية والأربعين من عمرها.

جاءت وفاة شيافو بعد 15 عاما من المعارك الطبية والقضائية بين زوجها "ميكاييل شيافو" ووالديها، "ماري وبوب شيندلر"، إذ أصبح مصير المرأة التي ترقد في حالة "خمول دائم"، قضية للمحافظين المسيحيين، كذلك جذبت إليها أيضا أنظار الكونجرس والرئيس جورج بوش وشقيقه جيب بوش حاكم فلوريدا.

وعلّل زوجها مساعيه القانونية بكونه لا يريد سوى تنفيذ رغبتها في عدم البقاء حية في مثل الظروف الصحية التي كانت تمر بها، فيما اعتبر والداها أن من شأن ذلك خرق أحد حقوقها، لكونها تتبع طائفة الروم الكاثوليك.

وتحت ضغط اليمين المسيحي أجاز الكونجرس قانونا خاصا يسمح لوالدي المرأة بنقل قضيتهما إلى محكمة اتحادية وقطع الرئيس بوش عطلته للتوقيع عليه.

لكن المحاولة باءت بالفشل حيث إن محكمة تلو الأخرى وصولا إلى المحكمة العليا الأمريكية رفضت سلسلة من الالتماسات منذ نزع أنبوب التغذية عن تيري في 18 من مارس 2005.

وتم إعلان وفاتها رسميا في 31 مارس 2005.

بدوره، وصف زعيم الأغلبية في مجلس النواب آنذاك توم ديلاي، هذه الخطوة بأنها "عمل من أعمال الإرهاب الطبي"، كذلك وصف الأخ بول أودونيل، وهو راهب فرنسيسكاني ومستشار روحي لوالدي شيافو، الفعل بأنه "صلب العصر الحديث".

أرييل شارون (8 أعوام)
دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون في غيبوبة بسبب جلطة دماغية في 4 يناير 2006.


ولم يخرج شارون من الغيبوبة حتى وفاته في عام 2014، عن عمر ناهز الـ 85 عاما.

صنفه الأطباء على أنه مصاب بالحالة الإنباتية الدائمة والتي ظل راكدا فيها لمدة 8 سنوات. 

أنتوني بلاند (4 سنوات)
في 15 أبريل 1989، دخل مشجع نادي ليفربول الإنجليزي وصاحب الـ 17 عاما، أنتوني بلاند، في حالة إنباتية دائمة لمدة 4 سنوات، بعد إصابته بتلف شديد في الدماغ، وفقا لصحيفة «TIME» الأمريكية.

ويعتبر بلاند، الضحية الأكثر شهرة لـ "كارثة هيلزبره" ، التي تم سحق 95 مشجعًا فيها حتى الموت في مدرجات الاستاد المكتظة، ويصنف على أنه "الحادث الأكثر دموية في تاريخ بريطانيا".


وكما في قضية "تيري شيافو" في الولايات المتحدة، أصبح قرار إطالة أمد حياة بلاند قضية قانونية مشحونة في بريطانيا، فبعد تقديم التماس من قبل أطبائه وعائلته، قضت المحكمة العليا، في أول قضية قانونية في المملكة المتحدة، بأن أنبوب التغذية الذي كان يُبقي بلاند على قيد الحياة، يشكل علاجًا طبيًا وبالتالي يمكن سحبه.

وتوفي بلاند في 3 مارس 1993.

ليليان شعيتو (5 أشهر)
استفاقت مواطنة لبنانية من غيبوبتها في اليوم الأول من العام الجديد بعد مرور 5 أشهر على إصابتها في انفجار مرفأ بيروت.


وبحسب وسائل إعلام لبنانية، كانت "ليليان شعيتو"، ترقد على سريرها في المستشفى غارقة في غيبوبة منذ أغسطس، إذ صادف وجودها في أحد محال أسواق بيروت لحظة وقوع الانفجار، ما تسبب بإصابة حرجة في رأسها وكسور في الجمجمة ونزيف داخلي جراء سقوطها أرضاً ووقوع واجهة زجاجية عليها. 

إيفل كنيفيل: (29 يومًا)
يعد كنيفيل من أشهر الرجال في كل العصور.

أقام كنيفيل، أحد أكثر عروضه التي لا تُنسى في ليلة رأس السنة الجديدة عام 1967، لركوب الدراجة البخارية، وتعرض لحادث مروع أمام جمهور التلفزيون الوطني.


نتج عن الحادث كسر في الحوض وكسر في الضلوع وكسر في الجمجمة، وأمضى كنيفيل الأيام الـ 29 التالية في غيبوبة.

حالات شهيرة أخرى
- منيرة عبد الله، إماراتية من مواليد عام 1959، دخلت في غيبوبة لمدة 27 عاما جراء حادث سيارة واستيقظت في عام 2018.

- جاري دوكيري (1954-1997)، ضابط شرطة أمريكي قضى أكثر من سبع سنوات ونصف في غيبوبة بعد إصابته برصاصة في رأسه، لكن على عكس معظم المرضى الذين خرجوا من غيبوبة بعد سنوات، فقد عاد إلى الغيبوبة من جديد لبقية حياته، بعد يوم واحد فقط من الاستيقاظ.

- يان جرزيبسكي (1942-2008)، عامل سكك حديد بولندي، أصيب بغيبوبة في عام 1988 واستيقظ في عام 2007.

سارة لين سكانتلين (1966-2016)، مراهقة أمريكية في المدرسة الثانوية دخلت في غيبوبة عام 1984 بسبب إصابات أصيبت بها في حادث سيارة، واستيقظت بعد 20 عامًا في عام 2004.

ليونارد لوي من مواليد عام 1920، وهو صبيًا أمريكيًا، دخل في غيبوبة عام 1939، جراء مرض كان من مخلفات الإنفلونزا الإسبانية، وفي عام 1969، تمكن الدكتور أوليفر ساكس من إيقاظه مع عدد قليل من مرضى الإنفلونزا الإسبانية، ولكن بعد فترة وجيزة من التعافي سقط لوي وجميع المرضى الآخرين في الغيبوبة من جديد، وسلط فيلم 1990 Awakenings الضوء علي الحالة.

عبد الحق نوري من مواليد 1997، دخل لاعب كرة القدم الهولندي في عام 2017، أثناء إحدى المباريات في غيبوبة، وبعد أكثر من عام استيقظ.

مارتن بيستوريوس من مواليد 1975، وبسبب مرض غامض، أمضى الجنوب أفريقي ثلاث سنوات في حالة غيبوبة، وأربعة في حالة الحد الأدنى من الوعي، وخمسة غير قادر على تحريك أي شيء آخر غير عينيه (متلازمة الانغلاق)، ثم في عام 1999، استيقظ تمامًا وتعافى منذ ذلك الحين لدرجة أنه أصبح قادرًا على أن يصبح مصمم ويب ومطورًا ومؤلفًا، وفي عام 2011 ، كتب كتابًا بعنوان Ghost Boy ، يصف فيه السنوات العديدة التي قضاها في غيبوبة.
Advertisements
الجريدة الرسمية