رئيس التحرير
عصام كامل

كيف دعا الإسلام إلى مواجهة العنف ونشر التراحم بين الناس؟

د. أحمد عمر هاشم
د. أحمد عمر هاشم
دعا الإسلام أتباعه إلى التيسير وعدم التعسير وإلى الرفق والبعد عن العنف وإلى التراحم والبعد عن التشدد والإرهاب فما موقف الإسلام من العنف والإرهاب وكيف دعا إلى التراحم بين الناس أجمعين؟


يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر فيقول: كما صان الإسلام حرمة النفس الإنسانية وحماية حقوق الإنسان: "دمه وماله وعرضه"، فقال صلى الله عليه وسلم (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه البخاري.

حماية حقوق الإنسان 
وحذر الإسلام من الخروج على الجماعة وتوعد من دعا بدعوى الجاهلية فقد جاء فى الحديث (آمركم بخمس الله أمرني بهن: بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله، فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم، قالوا يارسول الله وإن صام وصلى؟ فقال (وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ..) رواه أحمد.

إن الإسلام يقرر لأتباعه أنه دين اليسر حيث قال (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) ووضح رب العزة في كتابه العزيز أنه يريد من خلقه اليسر ولا يريد بهم العسر، فهو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء فقال تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) 

مقابلة السيئة بالحسنة 
وما خُيِّر رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهمما مالم يكن إثما، وينأى الإسلام بأتباعه عن ظواهر الغلو والتشدد وعن العنف والإرهاب ويغرس في قلوبهم الرفق والرحمة والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة حيث قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت. 
أحمد عمر هاشم: المسيئون للنبي لا يمثلون فرنسا
ورب العزة سبحانه يحب الرفق وهو جل شأنه موصوف بالرفق فقال رسول الله (إن الله رفيق يحب الرفق ) وبين صلوات الله وسلامه ثمرة الرفق وانه يزين كل شئ فقال (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم.

ووصف رب العزة رسول الله بالرفق والرحمة واللين حيث قال تعالى في سورة آل عمران (بِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).

ونهى الإسلام عن التشدد والتزمت حتى فى العبادة فلا تستغرق العبادة في الإسلام مساحة كبيرة من الزمن وإنما حددها سبحانه فى مواقيت معينة دون افراط ولا تفريط ولا مشقة في أدائها ولا حرج .يقول تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) البقرة.

النهى عن التشدد
ونرى في أداء الصلاة والقراءة فيها لا يجهر بها ولا يخافت كما قال تعالى (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا)

وأمرنا الله تعالى ان نقتدى برسول الله حيث قال (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
ومقاومة ظاهرة التطرف والارهاب واجب كل انسان مسلم لان أمثال هذه الظواهر تسئ الى الاسلام والمسلمين وفى هذا يدعو اتباعه الى الثبات على الشخصية الإسلامية واستقلال الشخصية وألا يحبس الإنسان نفسه بين أسوار التقاليد الموروثة أو اتباع قرناء السوء .

الجريدة الرسمية