رئيس التحرير
عصام كامل

هيفاء أبو غزالة: كورونا أظهرت خلل الأنظمة الصحية

السفيرة هيفاء أبو
السفيرة هيفاء أبو غزالة
قالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية ، ما زالت الأوضاعُ العربية تواجه تحديات على مختلف الجهات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية واضيفت الى اعبائها ما أصاب العالم من جائحة كورونا التي القت بظلالها على الوضع العربي والعالمي برمته.


وأكدت خلال كلمتها اليوم فى المجلس العربي للسكان والتنمية
فى دورته الثانية ، أنه تبين للحكومات بعد مرور أكثر من عشرة أشهر من بداية جائحة كورونا الممتدة أن الحلول الصحية وحدها ليست كفيلة بإعادة البلاد الى اللحاق بقطار التنمية والحفاظ على الاستقرار على المدى الطويل وخاصة ان العديد من دول المنطقة كانت تعاني من أوضاع معيشية صعبة بسبب النزاعات قبل الجائحة.


وأشارت إلى أن جائحة كورونا أظهرت الخلل الموجود في الأنظمة الصحية وفي مسار التنمية بشكل عام وعملت الحكومات من خلال الأجهزة الأمنية والصحية على المستوى الوطني الى محاولة ضبط تردي الأوضاع الصحية بغض النظر عن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت على ذلك مما أثقل كاهل المواطن بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية ان كان على مستوى الصحة، التعليم، العمل، التنقل، العلاقات الاجتماعية وغيره. ولقد اثبتت الفترة الماضية ان الحلول يجب ان تأتي بمشاركة كل القطاعات فلا أحد ولا جهة قادرة على أن تحقق النجاح بمفردها في معالجة أبسط القضايا والتحديات فما بالك إن تعلق الأمر بجائحة كونيّة مستجدة، شرسة وخفية الوجه والتقلبات.
 
ونوهت إلى أن الأمانة العامة عملت بدون توقف تحت ظروف استثنائية، وعقدت مجالسها الوزارية اجتماعات طارئة من ضمنها المجلس العربي للسكان والتنمية الذي اتخذ قرارات عديدة واهمها إعادة النظر في خطته السنوية لمواكبة الأوضاع التي تأتت على الدول وكذلك مراجعة أدوار المجالس واللجان السكانية في الدول العربية بما يتلاءم مع الوضع الراهن ودعمها.
وأوضحت إن انشاء المجلس العربي للسكان والتنمية في هذه الظروف هو فرصة للدول لكي تعمل على تعزيز دور المجالس واللجان الوطنية للسكان لديها والاستعانة بالأمانة الفنية من اجل تطوير وسائل العمل وتقديم الدعم الفني لها وخاصة فيما يتعلق بالاستجابة للازمات وتقديم المشورة لصاحب القرار. 
ونوهت إلى أنه حاولت بعض المجالس المساهمة في جهود الاستجابة للأزمة، مدفوعة بقناعة القائمين عليها بأن مسؤولياتهم يجب أن تكون مُضاعفة، ومساهماتهم أكثر ابتكارا وفعالية  ولكن باستثناء عدد قليل جدّا منها، فإن مساهمة المجالس واللجان ومن في حكمها في الاستجابة كانت محدودة، ويعود ذلك في اغلبها لظروف الحجر والإغلاق، في حين وجد آخرون أساليب وآليات للعمل والتحرّك تتماشى وخصوصية الوضع، مثل توفير البيانات لدعم القرار ورفع الوعي لكافة فئات المجتمع، وإعداد سيناريوهات افتراضية لتقدير عدد الأفراد المحتمل إصابتهم بالفيروس ولتقدير الاحتياجات، والمشاركة في إعداد بحوث ميدانية
وأضافت: ومن هنا وانطلاقا من الحاجة الى القاء الضوء على الثغرات والصعوبات التي تواجه هذه المجالس قامت الأمانة الفنية بالتعاون مع المجلس الأعلى للسكان في المملكة الأردنية رئيس الدورة الأولى للمجلس بتطوير دليل للمناصرة والدعم الفني للمجالس التي تحتاج الى هذا النوع من الدعم كما وسوف تعمل الأمانة الفنية الى عقد دورات للمجالس بحسب الاحتياجات المختلفة لديها. 
وأستطردت : تجدر الإشارة الى أهمية تعاون الدول الأعضاء فيما بينهم بالدروس المستفادة من التجارب الناجحة وتقديم الدعم والمشورة فيما بينهم تحت مظلة المجلس. وهنا أحب ان أشيد بدور المجلس الأعلى بالأردن الذي قام بالمبادرة الاولى من هذا النوع مع المجلس الأعلى للسكان في السودان والتي اثمرت عن تعاون ومتابعة بين البلدين ونتمنى ان تعمم هذه المبادرة على الدول كافة بشكل ثنائي او جماعي. 
وأوضحت أن جدول أعمال الدورة العادية الثانية للمجلس ثري بالمواضيع الهامة التي تأتي كاستجابة ملحة للوضع الراهن والتي تتطلب إعادة ترتيب الأولويات وتعديل السياسات والبرامج بما يتناسب مع الازمة الحالية والأزمات الأخرى المحتملة الحدوث، فضلاً عن أهمية وضع اجندات مبتكرة ترتكز على الانسان وتنطلق من حقوقه احتياجاته وتساهم في تقدمه ورفاهه.
وأعلنت أبو غزالة عن توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة شركاء من اجل السكان والتنمية متمنيين لهذه الشراكة الجديدة الكثير من الإنجازات المتميزة تصب في مصلحة وتقدم ورفاه شعوبنا العربية

الجريدة الرسمية