رئيس التحرير
عصام كامل

رأي الشرع في ضرب الرجل زوجته؟.. مفتي الجمهورية يجيب

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتز برأى المرأة، كما يعتز برأى الرجل سواء بسواء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أم المؤمنين عائشة: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"، وهو حديث يوضح مدى ثقة الرسول الكريم بالمرأة.

 
حكم ضرب الزوج لزوجتة 
وأضاف في تصريحات تليفزيونية، أن المرأة حاضرة بعلمها وعقلها ورجاحة فكرها، ولا بد أن يختفى التحرش من مجتمعنا المصرى الأصيل المعروف بالنخوة والكرامة، لافتا إلى أن العنف ضد المرأة و"الضرب" ظاهرة غريبة عن مجتمعنا الإسلامى لقول الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وأقول لكل رجل أن يجعل الرسول (ص) نصب عينيه، فلم يكن يضرب أهل بيته قط، ولم يضرب أحدًا قط بيده.
 
وتابع: "الرواية تقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم على خدمة أهله، فالزوج والأب يمثلان الحنان فى حياة المرأة، مشيرا إلى أن هناك بعض العادات والتقاليد أدت إلى إنقاص قيمة العلاقات الزوجية وقيمة العلاقات الأسرية وحتى قيمة العلاقات الحقوقية بين أفراد الأسرة، ولفت إلى أن فى بعض الأماكن ما زال هناك مبدأ اجتماعى: "لا توريث للمرأة"، وهو أمر مخالف تمامًا للنص الشرعى وللقانون.
 
الحقوق الزوجية في الإسلام 
وأشار إلى أنه إذا أجاد الزوج لغة الحوار والملاطفة بينه وبين زوجته فكثير جدًّا من المشكلات الأسرية ستحل، ولا يمكن أن تصل إلى مرحلة الهجر أو الانفصال، فالزوجان الناجحان هما من يتجاوزان المشكلات وأسباب الكدر بالمناقشة الهادئة والذكاء والمودة والرحمة، وعلى الزوجين الحفاظ على مشكلاتهما بينهما فقط وألا تصل للأبناء أو أهل أحدهما.
 
وشدد على أنه حين يضرب الرجل زوجته فهو ارتكب جريمة بكل المقاييس، كما أنه تعد الخمس السنوات الأولى فى الحياة الزوجية هى الأخطر، وكلما صبر الزوجان معًا وتحملا المشكلات مرت السنوات بهدوء، وطابت عيشتهما معًا، كما أرجو من أهالى الزوجين أن يكونوا عونًا لهما ولا يكونوا سببًا فى انهيار الأسرة.
 
حكم الطلاق في الإسلام 
وكشف مفتى الجمهورية، أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت سببًا رئيسيًّا فى الطلاق، والرعونة الزوجية من قِبل الرجل فى إطلاق لفظ الطلاق، غير مقبولة، وتحتاج إلى يقظة إفتائية، لافتا إلى أن مبدأ الرضا مبدأ أصيل في الفقه الإسلامى، كاشفا أن متوسط حالات الفتوى الخاصة بالطلاق التى تأتينا شهريًّا 4800 حالة، لا يصح الطلاق فيها إلا فى أربع أو خمس حالات فقط.
 
كما أكد مفتى الجمهورية، أن التنمر والتحرش والشائعات هى أمراض جديدة على المجتمع المصرى وساعد على انتشارها هذا الفضاء الإلكترونى الكبير، مضيفا أن الأمراض الاجتماعية التي نعاني منها الآن من تحرش وتنمر هى خلل في المنظومة القيمية فى مصر، موضحا أن التنمر يعد واحدًا من أخطر الأمراض الاجتماعية؛ لما يمثله من إيذاء للآخرين نهانا عنه الإسلام الحنيف، والإنسان هو سيد الكون مهما كان لونه أو جنسه أو دينه، ولتكن أسوتنا الحسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء بعثته المشرفة؛ وجدنا أجناسًا مختلفة وكان بينهم وبين المسلمين العرب مودة ورحمة، مثل: "بلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي".

حكم التنمر في الإسلام 
 
وتابع:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: "الناس سواسية كأسنان المشط، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم"، من الأمثلة الطيبة ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب عما فعله سيدنا أبو بكر الصديق مع بلال الحبشي فقال: "سيدنا أعتق سيدنا"، وكأنما المنظومة واضحة منذ اللحظة الأولى للإسلام.
 
وأشار إلى أنه فى جلسة للصحابة يتذاكرون الأنساب، لم يجد سيدنا سلمان الفارسى ما يقوله من أنساب العرب، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا أهل البيت"، فنسبه الرسول صلى الله عليه وسلم إليه وهو شرف عظيم، مشددا على أن التنمر اعتداء صارخ على مشيئة الله في التنوع.
 
وأفتى بأن التنمر محرم فى الإسلام، والتحرش جريمة بعيدة كل البعد عن المنطق الدينى والاجتماعى والقانونى والإنساني

حكم الطلاق الشفوي 

ومن الأسئلة التى تشغل العديد من الأذهان حول قضية الطلاق مؤخرًا هو حكم الطلاق الشفوى، ومن جانبه  قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الله عز وجل خاطب الرسول الكريم في بداية سورة الطلاق في قوله: "إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة".


وأضاف خالد الجندي، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع عبر فضائية «dmc»، أن الله خاطب سيد وأشرف الخلق، في بداية السورة وما جاء بها من آيات ليؤكد أنه لا يوجد طلاق عشوائي، ولا يوجد طلاق وليد اللحظة أو بالصدفة، وإنما الطلاق يكون بخطة ودراسة، فالزواج لا يحدث بالصدفة ويحتاج إلى خطة واستعداد وتجهيز، وهو ما يحتاجه الطلاق أيضا، ومنه حساب فترة العدة بعد الطلاق؛ لأنه خلال فترة العدة تكون المرأة على ذمة زوجها".

شروط وقوع الطلاق 

وقال الجندي: "لهذه الحسابات أنا أقول عن الطلاق الشفوي «كلام فارغ»، لا قيمة له، لأن من يطلق شفويا لا يحصي العدة، فشرط إحصاء العدة أن تكون الزوجة بمنزل زوجها، وهو ما لا يحدث مع الطلاق الشفوي، فغالبا ما ينفصل الزوجان عقب وقوع الطلاق الشفوي بينهما".

الجريدة الرسمية