رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. السادات في خطاب هام أمام الكنيسيت

السادات امام الكنيسيت
السادات امام الكنيسيت
في مثل هذا اليوم عام 1977 كانت الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات إلى تل أبيب مقدما يده للسلام من اجل منع الحروب.

وترجع قصة الزيارة إلى أنه بعد نصر أكتوبر 1973، وفى دعوة للسلام أعلن الرئيس الراحل أنور السادات في مجلس الشعب أنه مستعد للذهاب إلى تل أبيب لحقن الدماء ووقف الحرب مع إسرائيل.


وبالفعل سافر السادات إلى تل أبيب وهبط بمطار بون جوريون ليقف فى اليوم التالى على منبر الكنيسيت وألقى كلمة أعدها له قبل سفره الصحفى موسى صبرى قال فيها:

جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين لأطرح الحقائق أمام شعب إسرائيل لبناء حياة جديدة ونقيم السلام وكلنا على هذه الأرض مسلمون ومسيحيون ويهود نعبد الله ولا نشرك به أحدا ، والارض كلها أرض الله.

تصور البعض حين سمع قرارى بالسفر إلى إسرائيل بأنه مناورة كلامية للاستهلاك أمام الرأى العام العالمى ، ووصفه آخر بأنه تكتيك سياسى من جانبنا، ويوم إلقاء الخطاب في مجلس الشعب جاءنى ليلا موافقة اسرائيل على الدعوة وقلت سأقبلها على الفور .

طيار الرؤساء: رافقت السادات بالطائرة ليرى انتفاضة الخبز.. ومبارك عاقبني مرتين

فلم يكن يتصور أحد أن رئيس أكبر دولة عربية تتحمل العبء الاكبر فى قضية الحرب والسلام فى الشرق الأوسط يمكن أن يسافر إلى أرض الخصم ، ونحن لا نزال في حالة حرب ولا نزال نعاني آثار أربع حروب قاسية خلال ثلاثين عاما.

اتخذت قرار السفر بعد تفكير طويل وأنا أعلم أنها مخاطرة كبيرة لكن كانت أول واجبات مسئوليتي عن شعب مصر أن أستنفد كل السبل لكي أجنب شعبي المصري العربي ويلات حروب أخرى لا يعلم مداها إلا الله.

أيها الإخوة يجب أن نرتفع جميعا فوق جميع صور التعصب وخداع النفس وفوق نظريات التفوق البالية وأن العظمة لله وحده.

إن الروح التى تزهق فى الحرب هى روح إنسان سواء كان عربيا أو إسرائيليا من حقه أن يعيش سعيدا ويجب علينا أن نوفر لأطفالنا الصغار على أرض العرب أو في إسرائيل الحاضر والغد الجميل.

من أجل هذا تخذت قرارى أن أحضر إليكم لكى أقول كلمتى وكنت قد أعلنت عام 1971 إنى مستعد لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل ، ثم أعلنت فى 16 أكتوبر 73 وأمام مجلس الشعب الدعوة إلى مؤتمر دولى يتقرر فيه السلام العادل وفتحنا قلوبنا لشعوب العالم كله لكى يتفهم العالم دوافعنا وأهدافنا، ولهذه الدوافع حضرت إليكم بقلب وعقل مفتوح وإرادة واعية كى نقيم السلام الدائم القائم على العدل.

دعونا نتصارح كيف نقيم السلام ونحققه الحقيقة الأولى أنه لا سعادة لأحد على حساب شقاء الآخرين ، والحقيقة الثانية أن المواجهة المباشرة والخط المستقيم هي أقرب الطرق لتحقيق الهدف ، كما أن الدعوة إلى السلام العادل القائم على احترام قرارات الأمم المتحدة أصبحت الآن دعوة العالم كله ، وأخيرا أن الأمة العربية لا تتحرك من أجل السلام عن ضعف منها بل تملك كل مقومات القوة.

وأقول إليكم إني لم أجئ لأوقع عقدا منفردا بين مصر وإسرائيل ولم أسعَ إلى سلام جزئي ولم أجئ إليكم لنتفق على فض الاشتباك، لكنني جئت إليكم لكي نبنى معا السلام الدائم والعادل حتى لا تراق نقطة دم واحدة من جسم عربي أو إسرائيلي. 

وأخيرا أقول لكم وللعالم إننا نقبل العيش معكم فى سلام خاصة أن إسرائيل أصبحت حقيقة واقعة اعترف بها العالم.

الجريدة الرسمية