رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى ميلاد توفيق صالح.. مخرج سينما المثقفين

المخرج توفيق صالح
المخرج توفيق صالح والاديب نجيب محفوظ
اسم كبير فى تاريخنا السينمائى رغم أن كل رصيده سبعة أفلام فقط ، أخرج أول أفلامه "درب المهابيل " عام 1955 فقامت الدنيا عليه واتهموه بالسعى إلى تغيير شكل ومضمون السينما المصرية ، وتكاتف الجميع لإعاقة ثوريته التى تكشف أفلامهم الاستهلاكية.


والمخرج توفيق صالح ــ ولد فى مثل هذا اليوم 27 اكتوبر 1926 ورحل 2013 ـــ مخرج متميز أبحر ضد التيار باحثا عن القيمة والمضمون رغم انف الموزعين داخليا وخارجيا ،


فكان أشبه بـ"دون كيشوت" الذى يحارب طواحين هواء الواقع وتناقضاته حتى انه لقب بمخرج سينما المثقفين ،عاش عشرين عاما بعيدا عن مجال السينما رافضا اوضاعها .

ويعتبر هروبه العشرين عاما احد اخطائه لان البعد لم يكن فى صالحه بالرغم من انه قدم خلالها تجربتين يفتخر بهما دائما هما "المخدوعون " فى سوريا ، "الايام الطويلة "فى العراق .

وفى حوار اجرته حنان مفيد مع المخرج توفيق صالح ونشرته ملحق المخرج فى مصر الصادرة عن الاهرام عام 2000 قال فيه:

جاءنى قرار السفر  بعد حالة من حالات القرف والغضب التى انتابتنى ليس لأنى مخرج فاشل لكن لانى كنت أضيع كل وقتى فى خناقات حول العمل الفنى بدلا من استثمار هذا الوقت فى تقديم المزيد من الاعمال ..اى كنت اعمل بربع طاقتى وادافع عن الفيلم ببقية طاقتى خاصة مع الرقابة فى الحذف والتغيير والتعديل.

بعد هذه العشرين جاء قرار العودة حيث واجهت فى سوريا مصاعب لا تختلف عما واجهتها فى مصر فرفضوا لى فيلما كتبه سعدالله ونوس ووصفونا بالشيوعية وأوقف ونوس عن العمل وطلب منى مغادرة سوريا خلال 24 ساعة وتدخل وزير الثقافة لابقائى ، ومات جمال عبد الناصر فأعددت فيلم المخدوعون الذى كتبه غسان كنفانى وفوجئت بوزير الثقافة يمنع عرضه لكنى عرضته فى باريس وحصل على عدة جوائز .

21 فيلمًا لنجيب محفوظ ضمن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية

ثم جاءت مرحلة العراق حيث محاضرات تدريب مخرجى التليفزيون مع صلاح ابو سيف وهناك قدمت فيلم الايام الطويلة واتهمت بالجنوح نحو افكار البعث فكانت العودة الى مصر .

وحول خلافاته مع القائمين على السينما فى مصر قال: لست وحدى على خلاف فيوسف شاهين كان هناك اتجاه رافض لأعماله بحجة انها غير جماهيرية لذلك نجح يوسف ان يفلت بجلده الى لبنان فقدم هناك بياع الخواتم مثلا .

حول اتجاهه الى الكوميديا قال: كل ماقدمته هو سبعة افلام فقط وكانت افلام ساخرة وليست درامية منها درب المهابيل ، يوميات نائب فى الاياف وليس كل مخرج يستطيع تقديم الكوميديا .

حول السينما اليوم قال كاسمى: السينما اليوم السينما الهروبية المخدرة فهناك افلام تشاهدها وبعد ساعة تنساها وهناك ناس ثابتة يشاهدون هذه الافلام ويمتد اثرها الى عقولهم ويخدرها على المدى الطويل.



شلة الحرافيش

واخيرا حول علاقته بشلة الحرافيش قال: تعرفت على نجيب محفوظ بعد عودتى الى مصر صحيح توقف التعاون بيننا لكن علاقتنا لم تتأثر وكنا شلة كبيرة جدا رحل اكثرنا وتختلف جلساتنا زمان عن الان نتيجة للسن والصحة والظروف المحيطة ، كنا نجتمع فى شقة حتى آذان الفجر وانتقلنا الى قهوة نجيب محفوظ نتحاور ونتناقش ، ثم اجتمعنا اثنين وخميس فى بيت محمد عفيفى وبعده عند عادل كامل ومرة فى بيتى .
الجريدة الرسمية