رئيس التحرير
عصام كامل

أنيس منصور : الكاتب أطول عمرا من السياسى

الكاتب أنيس منصور
الكاتب أنيس منصور

الكاتب الصحفى انيس منصور صاحب مشوار حياة ومسيرة حياتية صحفية وأدبية بلا بداية ولا نهاية ــرحل فى مثل هذا اليوم 21 اكتوبر 2011 ـــ وفى حوار له مع مجلة اليمامة عام 1985 أجراه الصحفى سيد زايد يروى بداية رحلته مع القراءة والكتابة وحياته الجامعية وذكرياته وعمله فى بلاط صاحبة الجلالة قال :



ليس فى حياتى شيء أخفيه فأنا منذ طفولتى كتاب مفتوح للجميع واسمى أنيس محمد منصور من مواليد عام 1924 بالمنصورة ، تخرجت من قسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة عين شمس عام 1947 وعملت معيدا بالكلية حتى عام 1955 واستقلت منها حين صدر قانون نقابة الصحفيين الذى حرم العمل فى الصحافة على غير المتفرغين .

كنت طالبا مثاليا منضبطا جدا لا علاقة لى بالسياسة وقد برمجت نفسى على الا يشغلنى او يعطل مسيرتى شيء عن الدراسة والبحث والاطلاع وكان فى قسم الفلسفة مجموعتان الاولى هى المجموعة الوجودية التى تلتف حول استاذها عبد الرحمن بدوى وكنت أقرب تلاميذه .

والثانية من الماركسيين الذين يلتفون حول الدكتور لويس عوض ومن ابرزهم زملائى فى قسم الفلسفة مراد وهبة وهو دفعتى ومحمود أمين العالم وهو يسبقنى بدفعتين وكنت وحدى طالب الامتياز الوحيد فى الكلية وقد خلت حياتى الجامعية من الراديو والصحف والسينما والمرأة، كانت للدراسة فقط .

بعد فترة احسست انى منعزل تماما عن الدنيا فلاهم لى الا شراء الكتب ودراسة الفلسفة حتى حدث لى تغيير كبير عندما ذهبت الى صالون العقاد ومن بعدها جاء انفتاحى على الدنيا.

وجدت نفسى فجأة فى مواجهة جيل العمالقة امثال طه حسين والعقاد وسلامة موسى وتوفيق الحكيم وغيرهم من اعلام الفكر والصحافة فى ذلك الوقت .

أنيس منصور يكتب: كلنا يعيش قليلا

كانت بدايتى فى بلاط صاحبة الجلالة فى جريدة "الاساس " التى يرأس تحريرها صديقى الصحفى كامل الشناوى وبعد اغلاقها انتقلت الى فى دار اخبار اليوم مع كامل الشناوى ثم ما لبثت ان تركتها الى الاهرام فى عام 1950 للعمل فى قسم الترجمة ووقتها كتبت مجموعة من القصص القصيرة ووقعت عليها باسم الانسة سيلفانا على انها قصص مترجمة ويوم تركت الاهرام نشرت خبرا انعى فيه وفاة الانسة سيلفانا حتى لا يستغل احد الاسم الذى اخترعته .

ثم سافرت مع كامل الى اوروبا ، وفى ذلك الوقت قامت ثورة يوليو 1952وقمت بإرسال أول موضوعات صحفية الى اخبار اليوم ، وبدأت بعدها الطريق الى كتابة اليوميات ، ثم توليت رئاسة تحرير مجلة الجيل بعد موسى صبرى وبعدها مجلة هى مع على امين ومجلة آخر ساعة بعد يوسف السباعى وظللت اعمل فى اخبار اليوم حتى عام 1976 لأصبح رئيسا لمجلس ادارة دار المعارف ثم أصدرت مجلة "اكتوبر " .

لم تبدأ اهتماماتى الحقيقية بالسياسة الا بعد نكسة 67، وقبلها فى عام 1961 عندما فصلت من الجامعة ومن رئاسة مجلة الجيل بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر لمدة عامين فبدأت انظر باندهاش لكل ما كان معتادا ومألوفا فى شئون السياسة وانعكاساتها على الصحافة بصورة سلبية لكن لم اكتب فيها الا بعد النكسة .

لم اتحزب ابدا ، وقد كلفت من قبل الرئيس السادات بتولى وزارة الثقافة عام 1976 لكنى اعتذرت عن قبول منصب الوزير لانى أدرك جيدا ان عالم السياسة شأن خطير ، فكلمة واحدة تستطيع ان تطيح بوزارة بأكملها والكاتب أطول عمرا من السياسى.

واختتم: انا مفكر سياسى مشغول بالفكر السياسى ومنشغل احيانا بالقضايا السياسية ارى انه لابد ان اكتب وأوضح الرؤية السياسية عندما ينشغل الناس بقضية سياسية .

الجريدة الرسمية