رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد فريد الأطرش.. حكايات وأسرار من دفتر أحوال حياة ملك العود

فريد الأطرش
فريد الأطرش
- انتقل من سوريا إلى القاهرة هربا من اعتقال الفرنسيين لعائلته
- دور برد يتسبب في فصله من معهد الموسيقى
- لجأ لبيع القماش لتحسين دخله

- عشق القمار والخيل ووفاة شقيقته أبعدته عن المقامرة

في مثل هذا اليوم منذ 110 أعوام ولد ملك العود الفنان والموسيقار فريد الاطرش الذى اتى الى مصر من جبل الدروز بلبنان مع شقيقته اسمهان وشقيقه فؤاد ووالدتهم الأميرة علياء المنذر، حيث ولد الفنان الراحل فريد الأطرش في بلدة القريا في جبل الدروز. 

هرب من موطنه
وعانى "فريد" حرمان رؤية والده مما اضطره إلى التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الاطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا. 

عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان. 

تغيير اسمه
التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية (الخرنفش) حيث اضطر إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا. 

ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة والتحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.

بعد انقطاع أخبار الوالد نفد المال الذي كان بحوزة والدته، مما دفعها للغناء في مسارح روض الفرج لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفيها هي وأبنائها، وقوبل قرار الأم بالعمل بالرفض في بداية الأمر إلا أنها بعد إلحاح منها على نجليها (فريد وفؤاد) وافقا بهذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.

طالب وبياع قماش
وحرصت والدته على بقاء فريد في المدرسة غير أن زكي باشا أوصى مصطفى رضا بأن يدخله معهد الموسيقى وعزف فريد في المعهد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة وإلى جانب المعهد بدأ ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة. 

البحث عن الفن
وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود. 

الزكام يفصله من المعهد
بدأ فريد الأطرش العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد، ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت وغنى أغنية الليالي والموال لينتصر أخيرا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة. 

أول أغانيه
سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) كلمات وألحان الملحن الفلسطيني يحيى اللبابيدى فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.

الخيل والقمار
وعرف فريد عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان اتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وعرف أيضا حبه للخيل، وذات يوم وفيما كان في ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم في الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة فترك موت أخته أثرا عميقا في قلبه وخيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه. 

وفاته
توفي في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية وذلك عام 1974 عن عمر ناهز 64 سنة ولقب بـ(ملك العود) و( موسيقار الأزمان ).

وينتمي الفنان الراحل فريد الأطرش إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا هذه المنطقة المسماة جبل الدروز أيضاً نسبة لسكانها الدروز.

والده مناضل
والده فهد فرحان إسماعيل الأطرش من جبل العرب في سوريا، تزوج ثلاث مرات: الأولى سنة 1899 وكانت زوجته طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال، والثانية سنة 1909 وكانت زوجته علياء المنذر، وأنجب منها خمسة أولاد: ثلاثة ذكور، وهم: أنور وفريد وفؤاد، وبنتان وهما: وداد وآمال التي غدت فيما بعد المطربة الشهيرة أسمهان. وفي السنة 1921 تزوج ميسرة الأطرش وأنجب منها أربعة أولاد: منير ومنيرة وكرجية واعتدال. توفي عام 1925 ودفن في مدينة السويداء في سوريا.

والدته أميرة
ووالدته الأميرة علياء المنذر وهي مطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا ، وهو لون غنائي معروف في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وتوفيت سنة 1968 ودفنت في بلدة الشويت في جبل لبنان حيث كان للعائلة منزل هناك إضافة إلى منزلهم الكبير في بلدة القريا في السويداء.

واشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة من 1941 حتى 1975.
الجريدة الرسمية