رئيس التحرير
عصام كامل

أعماله تزين الفاتيكان والإمارات.. كيرلس غالي قصة نحات جسَّد رحلة العائلة المقدسة وكرسي البابا | صور

نحَّات الصعيد
نحَّات الصعيد

لا يزال صعيد مصر زاخرًا بالعديد من المواهب التي تبحث عن مكتشف لها، ففي وسط البيوت المتلاصقة تتجسد روح العراقة والأصالة بين أبناء الوطن الواحد، صورة حية تعيد إلى الأذهان حياة الطيبة والمحبة والتآخي بين مسلمي ومسيحيي قرية حجازة التابعة لمركز قوص بقنا.



حارة المحبة


وفي شارع ضيق منزل صغير بمدخله يوجد ورشة بها العديد من الأدوات الخشبية وأيقونات متعدد تجسد الكثير من الشهداء والقديسين المسيحيين يقف شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره ممسكًا بأدواته مرتديًا نظارته، وبورشته إضاءة خافتة تتناسب مع طبيعة عمله، إنه الفنان والنحات كيرلس غالي ابن قرية حجازة قبلي الذي عُرف بأنه "نحات الصعيد الأول" والذي يجسد أيقونات وتماثيل رحلة العائلة المقدسة، بكافة الأشكال والأحجام، بالإضافة إلى الشغل السياحي المطلوب في البازارت السياحية.



يوميات نحات


وقال كيرلس: "النحت لا يعرف حدود، عملت بالفن الفرعوني أيضًا أو ما تطلبه السياحة منِّي".

 

وعن مدى الإقبال على عمله قال: "وفي السنوات الأخيرة هناك قلة في الطلب بسبب تراجع السياحة، وحاليًا أقوم بالنحت في الفن القبطي والأيقونات التي تجسد حياة القديسين والشهداء وهو الأكثر طلبًا".


أعماله


وعن أشهر أعماله أضاف أن قام بنحت الكثير من التماثيل التي يتم وضعها في بعض الكنائس، بالإضافة إلى الأيقونات التي يحرص الكثير اقتنائها.

وأشار إلى أن التماثيل من أصعب الأعمال التي يتم العمل بها وتستغرق وقتًا طويلًا في ساعات العمل خاصة التي يوجد بها تفاصيل كبيرة في الملامح والشكل، وهذا يكون ضمن طلبات بعض الزبائن ولكن أحيانًا أجد صعوبة لذا أتوقف عن عمله.




لوحة العائلة المقدسة


وأشار كيرلس إلى أن من أشهر الأيقونات التي نحتها هي رحلة العائلة المقدسة التي تم أهداها إلى بابا الفاتيكان في رحلته الأخيرة لمصر منذ عامين تقريبًا.

 

وتابع: "كان طلب من الأب عمانوئيل أسقف الكاثوليك بالأقصر، وكانت من أكثر الأعمال التي استغرقت وقتًا منِّي ولكني كنت سعيدًا بعملها، وبعد هذا العمل أصبح هناك تعاون معهم، وأقوم بنحت أي طلبات لهم".


واستطرد: "كما أنني قمت بنحت كرسي البطريرك بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثاني الذي يجلس عليه بكنيسة دولة الإمارات الشقيقة التي زارها مؤخرًا في رحلته الرعوية لبعض البلدان ومنها الإمارات".



رهبان فرنسا


وسرد كيرلس قصة تعلمه فن النحت قائلًا: "لقد تعلمته من خالي منذ كان عمري حوالي 10 سنوات، وهو تعلمه على أيدي رهبان فرنسيين عاشوا في حجازة فترة كبيرة، وكنت عاشقًا لهذا الفن ومولعًا به كثيرًا منذ نعومة أظافري وحتى وصلت إلى المرحلة الجامعية حيث كانت الدراسة إلى جوار العمل بورشتي الصغيرة في منزلنا الكبير".


وأشار إلى أن هذا الفن يحتاج لموهبة وتقنية عالية في العمل ليخرج بصورة جيدة وبشكل حقيقي يجسِّد صورة العمل حتى يخرج بصورة فنية مبهرة.



وتابع: "عملت فترة في التجارة عقب التخرج ولكني لم أستطع الاستمرار وترك مهنة النحت فكنت دائمًا أخرج للعمل صباحًا وأعود للورشة بعد انقضاء عملي بالتجارة، وهذا الأمر كان صعبًا جدًا بالنسبة لي ولذا تركت العمل ورجعت إلى ورشتي".


كما أكد أن النحت بالنسبة له حياة ولا يمكن العيش بدونه، لافتًا إلى أن العمل متعب ومرهق ولكن المتعة في استخراج العمل مجسدًا بشكل جميل ينسينه أي تعب.



الصعب
وعن أصعب عمل واجهه قال: "من أصعب ما قمت بنحته كان تمثال مارجرجس الذي يحمل تفاصيل أكثر دقة، وبعض التماثيل تكون صعبة وتستغرق مجهودًا كبيرًا معي ولذا أنحتها مرة واحدة فقط ولا أعود إليها مرة أخرى كما فعلت في هذا التمثال".

اظهار ألبوم ليست




الجريدة الرسمية