رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة: فتنة تونس أكبر من النخبة السياسية

تونس
تونس

حذر معهد أوتاوا لدراسات الشرق الأدني الكندي من انهيار الدولة التونسية بسبب الفتن ، لافتا الي ان تونس تعيش صراعا أيديولوجيا غذّته التجاذبات السياسية والتاريخية وحقنته بشكل قوي الأطراف الداخلية والخارجية التي اعتمدت استدعاء الماضي المخيف لتأجيج صراع الحاضر وترديد مقولات سقوط منظومة حكم”الإسلام السياسي” وفشله في معالجة مشاكل الناس الواقعية.



ولفتت الدراسة التي أعدها زهير مخلوف النائب بمجلس نواب الشعب بتونس، الي ان التحديات التي تعترض الحكومة الجديدة هي تحديات كبيرة ومنها تحدي وباء كورونا وتحديات الوضع الليبي وتداعياته على الداخل التونسي أمنيا واقتصاديا وانسانيا وتحديات المديونية الداخلية والخارجية التي فاقت 98% من الناتج المحلي وتحديات الأزمة الاجتماعية وازمة البطالة والأزمة الاقتصادية فضلا عن الأزمة السياسية التي أنتجها النظام السياسي المعتلّ والنظام الانتخابي المختلّ – علي حد وصفه-.

واضاف الي ان هناك صراعا كثيرة داخل الدولة التونسية أبرزها صراع  تنخفض وترتفع وتيرته بانتظام بين رئيس الجمهورية من جهة وحركة النهضة ورئيسها من جهة أخرى ويتعمق الصراع يوما بعد يوم وينغرس في مسامات الحياة السياسية ويتمظهر علنا في خطابات وخطابات مضادة ومواقف متناقضة ومختلفة يحتدم على إثرها صراع المحاور انتصارا لهذا الطرف أو ذاك داخل البرلمان وخارجه وداخل الحكومة وعلى أطرافها وهو ما ساهم في بروز وتكريس الفشل الحكومي الذي ارتهن للتجاذبات والمناكفات الحزبية ,ويكفي للتدليل والتأكيد على حجم المناكفات واحتدام الصراع تقديم عريضة لسحب الثقة من رئيس الحكومة من طرف جماعة النهضة وحلفائها في نفس اليوم الذي عُرضت فيه لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب من المجموعة المناهضة لها.


وأكدت الدراسة علي ان رئيس الجمهورية التونسية  أصبح يتوجس خيفة من الجميع ولذلك أختار أن يوكل لوزير الداخلية مهمة تشكيل الحكومة ويروج أنه طلب منه أن تكون مصغرة وان تتألف من كفاءات وطنية غير حزبية للنأي بالبلاد عن التجاذبات والمناورات والمؤامرات والتعطيل والإفشال،وقد عاضده في هذا التوجه اتحاد الشغل أكبر منظمة للشغيلة في تونس(700 ألف) واتحاد الصناعة والتجارة وعديد الأحزاب الوازنة ومجموعة من كتل البرلمان وعديد جمعيات المجتمع المدني وكذلك المهجة العامة لعديد الفعاليات الشعبية والجماهيرية وهو ما اعتبرته حركة النهضة خيارا غير صائب وهي تضغط الآن لمحاولة تغيير وجهة نظر رئيس الحكومة المكلّف.
واستطرد : إذا أضفنا لكل ذلك الصراع المعلن والدائر بين رئيس الجمهورية وحركة النهضة وتوابعها فإننا نضع إصبعا واحدا على أصل الداء ونشير إلى بعض التحديات، التي ينتظرها الطاقم الحكومي والتي ستعيق طريقه عومل كثيرة تحتاج اقتدارا جماعيا وابداعا فرديا للوزراء لدفع عجلة التقدم والانتعاش والانطلاق بالبلاد نحو  النمو دون عراقيل تحجب عنها طريق الاستقراروهو ما يستوجب تجاوز إشكالات جوهرية عدة ، ودونه فإن البلاد سترتهن للحلول الانطباعية والروتوش المؤقت ومقاربات ضغط الواقع وإكراهات الحلول الخارجية ولن تؤسس لإستراتيجية انطلاق راديكالية ناجعة وبناء حقيقي مستدام .

الجريدة الرسمية