رئيس التحرير
عصام كامل

بهاء أبو شقة: المعارضة لا بد أن تكون جزءا من النظام بأي دولة.. وتأييد "الوفد" للرئيس لا يعني إعطاءه شيكا على بياض | حوار

بهاء أبو شقة
بهاء أبو شقة

ليس هناك نظام ديمقراطي دون معارضة حقيقية والوفد هو عمود الخيمة 

 

لم نساوم أحدا من أجل «مقاعد الشيوخ» وقررنا خوض الانتخابات بـ«الكفاءات»

 

سنخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة على «القائمة الوطنية».. ولهذه الأسباب قررت عدم الترشح مرة أخرى في أي استحقاق دستوري 

 

لا يوجد عائق لعودة المفصولين من الحزب.. و«رجوع البدوى» قرار في يد الهيئة العليا 

«من الأزمات إلى الإنجازات».. من هنا يمكن المضى قدمًا للحديث عن الأوضاع داخل حزب الوفد، وتحديدًا منذ اللحظة الأولى لإعلان فوز المستشار بهاء أبوشقة، بمقعد رئاسة «بيت الأمة»، فالحزب الذي تسلمه «أبوشقة» غارقًا في الأزمات المالية والداخلية، عاد مجددًا ليكون لاعبًا مهمًا على الساحة السياسية، ليس هذا فحسب، لكنه تمكن من ترك بصمته على الحياة السياسية، سواء فيما يتعلق بالاستحقاقات الدستورية أو الممارسات السياسية. 

 


«أبوشقة» الذي تسلم رئاسة «الوفد» في فترة حرجة للغاية كان يمر بها الحزب، لم يكن من نوع القيادات التي تجيد صناعة الأعداء، أو حتى من تلك النوعية التي تدمن «احتكار السلطة»، فمنذ الساعات الأولى له داخل الحزب أكد أن باب «الوفد» مفتوح للجميع، وأن أمر إدارة الحزب سيكون وفق إستراتيجية «المشاركة لا المغالبة».

 

واستطاع خلال السنوات الماضية تحقيق الأمرين، فهناك طيور مهاجرة خرجت من الوفد عادت مجددًا إلى الحزب، وفي الوقت ذاته أوفى بوعد المشاركة في الإدارة ، وأصبحت ملفات الحزب موزعة على القيادات التي استطاعت بدورها العبور بـ«بيت الأمة» إلى بر الأمان. 


الاستحقاقات الدستورية.. واحدة من المشاهد التي كان لـ«الوفد» حضور واضح فيها، سواء انتخابات مجلس النواب السابقة، أو المنتظرة، وأيضا انتخابات مجلس الشيوخ، العائد مجددًا إلى الحياة السياسية بعد سنوات من الإلغاء.


«لن أخوض انتخابات النواب المنتظرة».. مفاجأة فجرها المستشار بهاء أبوشقة خلال الأيام الماضية، غير أنه في حديثه لـ«فيتو» قدم المبررات التي دفعته لاتخاذ هذا القرار، وبسؤاله عن موقفه من خوض انتخابات رئاسة حزب الوفد المقبلة، اكتفى «أبوشقة» بقول: «كله في وقته» تاركًا الباب مواربًا وفي انتظار مفاجآت جديدة. 


«فيتو» تحدثت أيضا مع رئيس «بيت الأمة» عن كواليس انتخابات مجلس الشيوخ الحالية، واجتماعات اختيار المرشحين، ونوعية الدعم الذي يقدمه «الوفد» إليهم، ليس هذا فحسب لكن الحديث امتد أيضا إلى منطقة «ديون الحزب» و«عودة المفصولين» ومناطق أخرى تحدث عنها المستشار بهاء أبوشقة بكل وضوح في الحوار التالى: 

 

*بداية.. حدثنا عن تفاصيل خطة حزب الوفد لخوض انتخابات مجلس الشيوخ التى جرت أمس وأمس الأول؟


لدينا مركز إعلامي متخصص في تنظيم اللقاءات والندوات والاجتماعات، ونسقنا لقاءات مع مرشحين آخرين حول العملية الانتخابية، والأمر لم يقتصر على فكرة محددة ووضعنا خطة إعلامية لدعم مرشحينا على أعلى مستوى كثير من اللقاءات والمشاورات مع مرشحين آخرين أيضا، لا سيما وأن الانتخابات تجرى على نطاق المحافظات وليست محافظة واحدة.

*هل شارك الحزب في تحمل جزء من نفقات الدعاية الانتخابية؟


فيما يخص نفقات الدعاية الانتخابية فالمرشح القادر ينفق والحزب يقدم الدعم المادي والمعنوى بقدر المستطاع، وأريد الإشارة هنا إلى أن الحزب يقدم الدعم المعنوى للجميع سواء من ينفق أو غيره واللقاءات التي يتم عقدها يراعى فيها الإجراءات الاحترازية والضوابط التي أقرتها الهيئة الوطنية للانتخابات لعدم انتقال فيروس كورونا.

*ما الأسباب التي دفعتك لإعلان أن «الوفد» سيستقبل أوراق مرشحى مجلس النواب قبل انتهاء انتخابات الشيوخ؟


أي حزب سياسي لا بد وأن يكون لديه استعداد كامل لمجلس النواب، وأصدرت تعليمات بأن يلتزم الجميع بالدعاية الانتخابية دون التجريح لأحد أو الإساءة لأى شخص أو مرشح منافس له في الانتخابات، وأن نقدم للداخل والخارج نموذجا محترما لانتخابات فيها المنافسة الشريفة وعدم التعرض لأى شخص أو الإساءة له والجميع يلتزم بنفسه.

*كيف جرت عملية اختيار مرشحي الوفد في انتخابات مجلس الشيوخ؟


كنا نستطيع أن ندفع بمرشحين أكثر في هذه الانتخابات، لكننا راعينا أن نكون أمام مستوى يليق بمجلس الشيوخ، والذي يحتاج إلى كفاءات فنية وعلمية، ودفعنا على سبيل المثال بالدكتورة منى مكرم عبيد شخصية معروفة ولها مكانتها تاريخيًا والجميع يعلم والدها مكرم عبيد الوفدى الراحل والدلالة الكبرى أيضا أنها مسيحية وهى تصدر أن الحزب ما زال عند شعاره الهلال مع الصليب.

 

كما أن الدفع بمنى مكرم عبيد في القاهرة وهى عبارة عن العاصمة قلب مصر لها دلالة تاريخية لقيمتها وتاريخها الوفدى ووالدها مكرم عبيد ودلالة الهلال مع الصليب أيضا، وحزب الوفد منذ تاريخه المنبثق في ثورة 19 التي شاركت فيها المرأة وسقطت فيه شهيدات يظل دائما مع حقوق المرأة ومشاركتها في كافة المجالات، كما أن الحزب يساند المرأة منذ اللحظة الأولى لمشاركتها في الحياة السياسية.

*وماذا عن دعاية القائمة الوطنية الذي يعد الوفد حزبا فيها؟


هناك التزام في دعاية القائمة الوطنية، بأن يدعو الحزب لنفسه وللجميع، وغالبًا ستكون نفس أحزاب القائمة الوطنية في انتخابات مجلس النواب المقبل إذا لم يشارك جديد أو ينسحب أحد وحزب الوفد مستمر في القائمة الوطنية في مجلس النواب المقبل، ومجلس النواب المقبل ستكون الأعداد كبيرة ضعف مجلس الشيوخ وليست بهذا العدد الحالى والمقاعد الفردية عبارة عن منافسة حقيقية فيه.

*ما الأسباب التي دفعتك لإعلان عدم ترشحك في انتخابات مجلس النواب أو الشيوخ؟


أؤدى دوري في مجلس النواب حاليا بكل أمانة وأمام الله وأمام ضميرى وأمام نفسى وأؤدى في هذه المرحلة أداء وطنيا راضيا عنه في مجلس النواب، وكم التشريعات التي خرجت من اللجنة التشريعية التي ترأستها منذ بدء البرلمان وحتى نهايته لم يحدث في تاريخ الحياة النيابية في مصر ، أن يأتى رئيس للجنة التشريعية طوال هذه المدة من أول انعقاد البرلمان حتى آخره وهى أكبر لجنة في البرلمان ويأتى محسوبا أيضا على حزب معارضة.

 

وإذا وجدت الدولة لى دورا في المستقبل سأؤدى إلى آخر يوم في حياتى، لقد أديت دوري وأثبت أننى لا أسعى إلى منصب أو إلى مال، لهذا كان إعلانى أنى لن أترشح في انتخابات مجلس الشيوخ أو النواب المقبل، وأكرر مرة أخرى أنه إذا كان لى دور مستقبلا فلن أتوانى في أداء هذا الدور إزاء المسئولية الوطنية، وكما أديت خلال عملى في مجلس النواب أؤدى دوري خدمة لمصر ومساندة المشروع الوطنى الذي يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو بناء دولة ديمقراطية حديثة.

*ماذا عن رئاسة حزب الوفد.. هل ستخوضها؟


ترشحى على رئاسة حزب الوفد في الانتخابات المقبلة متروك لوقته، ومن يريد أن يرى الوفد الآن فليأت التواجد السياسي للحزب حاليا قويا والعمل السياسي والحزبى له ضوابط ممنهجة وهو ما تلتزم به كافة النظم السياسية الأزمة المالية.

 

وعندما تسلمت الحزب كانت الصحيفة مفلسة تماما والحزب كان رصيده 400 ألف جنيه استطعنا أن تمضى الصحيفة بقوة حاليا، ومن يقرأها يعلم هذا الأمر، والدكتور هانى سرى الدين رئيس مجلس الإدارة في الصحيفة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل أننى لا أسعى إلى منصب ومن لديه كفاءة يتولى الأمر، وكانت هناك ديون تصل إلى 48 مليون جنيه عندما توليت رئاسة الحزب وأجرينا جدولتها وسدادها وأصبح الحزب لديه رصيد كبير يستطيع أن يغطى الالتزامات والديون تسدد وهناك رصيد في الميزانية ولدينا مبادئ وهى الشفافية والنزاهة ومن يريد أن يطلع على الأمور المالية فهى موجودة.

*بالحديث عن الديون.. كيف جرت عملية إدارة الأزمة الاقتصادية التي كان يعانى منها حزب الوفد ؟


الأزمة الاقتصادية بالحزب أديرت على أعلى مستوى علمى ممنهج، والجميع يرى حاليا تواجد الحزب في الشارع المصرى وفقا لضوابط علمية ممنهجة منها مبادرات الحزب الوفد مع المسئول واستضفنا مسئولين ووزراء كثيرين ورأينا كيف يأتى المسئول للحزب واستقبلنا العديد من سفراء الدول الأجنبية وكنا في رسالة وهى أن المصريين كلهم على قلب رجل واحد وراء زعيم وطنى مخلص وهو السبب وراء بناء دولة ديمقراطية حديثة.

 

وأؤكد أننا نعارض معارضة وطنية والمعارضة الموضوعية عندما نعرض الخطأ نعرضه دون تصيد المعارضة الرشيدة التي تساعد الدولة وليس مهمتها المعارضة فقط وتشويه إنجازات الدولة، فحزب الوفد عندما يعارض يكون على حق وعندما نؤيد الرئيس في مشروعه الوطنى لا يعنى إعطاء شيك على بياض ، طالما أنه يعمل الإنجازات الوطنية نؤيده.

*صراحة.. هل كانت نسبة حزب الوفد قليلة في القائمة الوطنية بانتخابات الشيوخ؟


كان لدينا من الصمود والعلم أننا لا نساوم من أجل مقاعد، وقوة الأحزاب والعمل السياسي ليست بالكثرة القوة في الفكرة والأداء ونحن لسنا في حلبة مصارعة والعمل السياسي له ضوابط كثيرة وليس من شروطها الأساسية الكثرة العددية، وقد أديت أداء كبيرا في اللجنة التشريعية بالبرلمان على مدار سنوات البرلمان.

 

فقوة الحزب ليست في كثرة الممثلين، وبشكل عام فإن حزب الوفد تجاوز عمره الـ 100 عام وعندما يقال عنه «ضمير الأمة» فهذا يقال عن حق، كم من الأحزاب نشأت واندثرت، لكن حزب الوفد ما زال قائما شامخا ويذكر اسم الوفد في أي محفل دولى ويثير الانتباه لأنه ليس على المستوى المحلى والإقليمى فقط، لكنه معروف بتاريخه وعلى المستوى الدولى وكان جزءا من الحركة الوطنية.

*وهل تحدثت عن نسبة الحزب في القائمة الوطنية؟


ترفعت أن أتحدث في نسبة الحزب بالقائمة الوطنية ، دفعنا بأسماء وحصلنا على هذا العدد من الأسماء المرشحة في القائمة وعندما نراجع الـ 6 مرشحين لحزب الوفد في القائمة الوطنية فكلها أسماء لها وزنها ووضعها على الساحة.

*وماذا عن ملف عودة المفصولين للحزب.. هل هناك خطوات جديدة تم اتخاذها؟


ليس هناك أي عائق لعودة المفصولين للحزب ويجرى التواصل مع الجبهة المفصولة ومن يريد العودة يتقدم بطلب ويعود، من له الرغبة في ذلك وباب الحزب مفتوح للجميع وهى سياسة انتهجتها في رئاسة حزب الوفد وبمجرد انتهاء الانتخابات وفوزى برئاسة الحزب أعلنت عن عودة الطيور المهاجرة أو المهجرة من الحزب وبالفعل تم عودة الكثيرين اللذين يحتلون مناصب حاليا بالحزب لم تكن مزايدة أو دعاية انتخابات في حينها.

 

أما فيما يخص موقف رئيس الحزب السابق الدكتور السيد البدوى فكان قرار من الهيئة العليا وصدر القرار من مؤسسة في الحزب فهنا الأمر يعرض على الهيئة العليا وهى صاحبة القرار ورئيس الحزب لا ينفرد بالقرار واى قرار مؤسسى يعرض على مؤسسات الحزب ويجرى النقاش حوله وليس بينى وبين أي شخص سواء وفدى أو غير وفدى أي مشكلة أو خصومة وانا شخص واضح أؤمن بالشفافية وإذا كان قرار صدر من رئيس الحزب يستطيع أن يأخذ قرار فيه وأيضا أعرض كل الأمور المتعلقة بالحزب على الهيئة العليا والمكتب التنفيذى بالحزب.

*مقابل «المفصولين» هناك وجوه جديدة انضمت إلى صفوف الوفد.. حدثنا عنها؟


الشخصيات التي انضمت لحزب الوفد مؤخرا انضمت عن قناعة، مع الأخذ في الاعتبار أننا لن نكون أمام تفعيل حقيقى للديمقراطية إلا أن نكون أمام حزب الوفد لأنه أساسيا على المسرح السياسي وليس هناك نظام ديمقراطى دون معارضة حقيقية، والوفد هو عمود الخيمة، والمعارضة أيضا لابد أن تكون جزءا من النظام في أي دولة طالما معارضة بناءة ووطنية لا تزايد وليست معارضة من أجل المزايدة وهى مبادئ حزب الوفد نموت نموت وتحيا مصر وفى شعار ثورة 19 رأينا هذا المشهد.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..

الجريدة الرسمية