رئيس التحرير
عصام كامل

ما مكانة الأخلاق في الإسلام؟

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

الأخلاق الكريمة هى عماد وأساس المجتمع السليم وقد حثت الديانات جميعها على ضرورة التمسك بالأخلاق الكريمة ولنا فى رسول الله أسوة حسنة، فما مكانة الأخلاق في الإسلام؟


ويجيب الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق فيقول: للأخلاق فى الإسلام مكانة كبيرة وعظيمة، ويدل على تلك المكانة قول النبى صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) أخرجه أحمد ومالك.

 

ويبين النبى صلى الله عليه وسلم تلك المكانة فى حديث آخر حيث قال (إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم الى وأبعدكم منى مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون) قالوا: يارسول الله: قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون.

 

وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله كريم يحب الكرم ويحب معالى الأخلاق، ويكره سفسافها "رواه البيهقى فى شعب الإيمان".


هذه الأحاديث وغيرها الكثير تدل على المكانة العظيمة للأخلاق، والحديث الأول يوحى بأن رسالة النبى صلى الله عليه وسلم مقصورة على مكارم الأخلاق، و"إنما" أداة حصر وقصر، وهذا الأسلوب البليغ ينبه المسلمون على تلك المكانة العظيمة التى جعلها الله للأخلاق.


بل إن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطرة السليمة، والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها.


فالمسلم الحسن الخلق هو من تجتمع فيه الأخلاق الفاضلة، ويخلو من الأخلاق السيئة، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أفضلها فى الحديث الذى يخاطب فيه أحد أصحابه وهو عقبة بن عامر حيث قال: يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك، وتعطى من حرمك.

 

الأوقاف تحرر محضرًا ضد مرشح حزب النور بمطروح لاستغلاله مسجداً في الدعاية الانتخابية


وتجمعت خصال حسن الخلق فى عدة خصال وهى: الحياء، الصلاح، الصدق، قلة الكلام، كثرة العمل ، ترك مالا يعنيك ،بر الوالدين ، صلة الأرحام، الصبر، الشكر، الحلم ،العفة ، وأصل الاخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة .


ولحسن الخلق عظيم الأثر على المجتمع فى الرقى والازدهار، فعندما تنتشر الأخلاق الفاضلة في المجتمع يتقدم ويزدهر بل إن أصل الحضارة الحقيقية هى حضارة الإنسان وسمو أخلاقه ويقول أمير الشعراء فى هذا المعنى:
إنما الأمم الأخلاق مابقيت .. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا 

الجريدة الرسمية