رئيس التحرير
عصام كامل

أطباء على خطى الدكتور مشالي.. عبد الباسط مرسي بالجيزة.. مجاهد مصطفى ببني سويف.. ياسر ضيف بالدقهلية.. وعبد العزيز حامد بالقاهرة

طبيب الغلابة محمد
طبيب الغلابة محمد مشالي

الطب من أسمى المهن وأنبلها، يطلق على العاملين بها لقب ملائكة الرحمة ويتجولون كالملائكة بأرديتهم البيضاء، وابتسامتهم النبيلة، وأخلاقهم الطيبة مخففين عن المرضى آلامهم وأحزانهم وأمراضهم.. راسمين البسمة على وجوههم.

 

وستظل هذه المهنة في بلدنا الحبيب تحتفظ بتلك السمات الكريمة رغم ما قد يصيب الثوب الأبيض من بعض النقاط السوداء، إلا أن هذا لا يقلل من شرف المهنة ونبل القائمين عليها، وسيتم سرد بعض النماذج التي ضربت مثلا للمروءة والشهامة على نهج طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي الذي توفي اليوم.

محمد مشالي
والدكتور محمد عبد الغفار مشالي، من مواليد البحيرة في عام 1944م، وقد تخرج في كلية طب القاهرة عام 1967م، ونجح في أن يسجل اسمه بحروف من نور في قلوب المصريين بعد أن أفنى حياته في خدمة الفقراء، فقد كان ثمن كشفه ٥ جنيهات وأصبح الشهور الأخيرة ١٠ جنيهات.

قال مشالي فى تصريحات سابقة مع طارق يحيى مذيع برنامج زملكاوي المذاع على قناة نادي الزمالك: "إنه تتلمذ على يد أطباء كبار أمثال إسماعيل باشا محرز وعبد العظيم سليمان وعبدالعزيز الشريف"، وأضاف أن الطب مهنة إنسانية وليس تجارة"، مشيرًا إلى أن والده أوصاه بالفقراء خيرا.

عبدالباسط مرسي
لم يكن الدكتور مشالي الوحيد الذي يهتم بالغلابة، فقد سار على نهجه 
الدكتور عبد الباسط محمد مرسي، استشاري الجراحة العامة، وخريج كلية الطب بجامعة عين شمس دفعة 69، والمدير الأسبق لمستشفى نصر المركزي بأسوان لمدة 13 عاما.

ومنذ 19 عاما بدأ الدكتور عبد الباسط عمله بتلك العيادة البسيطة في كفر غطاطي بالجيزة بعد عودته من أسوان، وكان سعر الكشف الرائج وقتها هو 5 جنيهات، فقرر عبد الباسط أن يكون سعر «الفيزيتا» الخاص به هو ثلاثة جنيهات فقط، قائلا: «الناس هنا مستواهم المادي ضعيف وفيه ناس غلابة كتير».

لم يفكر عبد الباسط في رفع ثمن كشفه منذ ذلك الحين، مبررا ذلك بأن أسعار الأدوية في زيادة مستمرة، وكذلك أسعار التحاليل والأشعة، متابعا: «مصاريف المريض مش بتنتهي عند الكشف فقط ده لسه فيه أدوية وعلاج وتحاليل.. فكفاية على المريض أسعار الحاجات دي، وقررت أخلي كشفي زي ما هو رأفة بحالة الناس».

مجاهد مصطفى
وأيضا الدكتور مجاهد مصطفى طبيب الغلابة في بني سويف الذي يقطن وأسرته داخل منزله بقرية طلا التابعة لمركز الفشن أقصى جنوب محافظة بنى سويف، ورغم الظلام الدامس طوال الطريق من سمسطا إلى القرية ، إلا أن الوضع تغير أمام منزل الدكتور مجاهد مصطفى فأعمال الخير تضيء منزل الطبيب الذى تم اختياره ضمن 5 أشخاص في مبادرة "صناع الأمل" العالمية، بدولة الإمارات بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات.

وأبدى الطبيب حزنه الشديد لكشف ما كان يفعله طيلة ثلاثين عاما من علاج المرضى بأجر رمزي وتقديم المساعدات للفقراء والأيتام من أهالي القرية والقرى المجاورة قائلا: تجارتى مع الله ولا أبغى من الدنيا شيء ولا أنتظر التكريم سوى من المولى عز وجل، وذلك بعد قيام أحد الأشخاص بترشيحه للمسابقة.

ياسر ضيف 
النموذج الرابع فى لوحة شرف «أطباء الغلابة»، هو استشارى جراحة العظام بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية، الدكتور ياسر ضيف، الذى لا تزيد قيمة الكشف فى عيادته على 5 جنيهات، تنفيذًا لوصية والدته، والتى رغم رحيلها لا يزال يحافظ على وعده لها بعدم زيادة تلك القيمة مهما حدث.

الدكتور ياسر ضيف الذى يملك 35 عامًا من الخبرة فى مجال جراحة العظام، عمل فى مستشفى شربين، ثم خرج على المعاش بعد أن تجاوز 60 عامًا، ومن ثم تفرغ للعمل فى العيادة وسط البسطاء.

عبدالعزيز حامد
وفى وسط القاهرة، تقع عيادة الدكتور عبدالعزيز حامد، استشارى الأمراض الجلدية والأطفال، والذى يعمل طبيبًا للأطفال منذ عام 1968، بثمن كشف لا يزيد على 5 جنيهات.


ولا يقتصر الأمر على الكشف بـ5 جنيهات فحسب، ويساعد «حامد» المرضى فى العلاج عن طريق منحهم عينات مجانية يحصل عليها من شركات الأدوية، فضلًا عن إجراء بعض التحاليل فى العيادة، مثل: السكرى، ونقص الدم، وهشاشة العظام، وذلك بدون مقابل، ومن ضمن سعر الكشف.

حلمي المصري 
الدكتور حلمى المصرى، طبيب الباطنة والجهاز الهضمى والكبد، يفتح عيادته يوم الجمعة للكشف بـ 5 جنيهات فقط في أرض اللواء بالجيزة، مع إمكانية إجراء تحاليل والحصول على بعض الأدوية مجانًا، فضلًا عن توافر جهازى رسم القلب و«السونار» فى العيادة. 


«المصرى» بدأ عمله فى إحدى مستشفيات بنى سويف، حيث كان يخصص يوم الجمعة للكشف بمقابل 5 جنيهات، وعندما جاء للعمل فى القاهرة داخل مستشفى الوراق العام، قرر أن ينقل فعله الخيرىالى  إحدى المناطق الشعبية ليختار فى النهاية «أرض اللواء». 


وقال طبيب «أرض اللواء»، إنه يستقبل نحو 60 مريضًا يوم الجمعة، ويحرص على كتابة العلاج الأكثر فعالية والأرخص ثمنًا، لذا لا يتعدى سعر «الروشته» 50 جنيهًا، وبعضها يكون بـ10 جنيهات فقط، مضيفًا :«الطبيب يمكنه تشخيص الحالة وصرف علاج مناسب لها بأقل تكلفة، لكن للأسف هناك أطباء يحصلون من الصيدليات على نسبة من ثمن الروشتة».

حسام موافي
وأيضا الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الطارئة بطب قصر العيني ليس مجرد طبيب ولكنه حكيم، لا تقتصر مهمته على فحص المريض واكتشاف ما يعانيه من خلل عضوي فحسب، بل تمتد إلى معرفة ما وراء الأعراض التي يشكو منها.

وإذا كان الأمر يتعلق بأسباب نفسية يساعده على التخلص منها، حصل على لقب المعلم المثالي ٦ مرات على مستوى كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، ومثلها على مستوى نقابة الأطباء، يتخذ من جبر الخواطر قاعدة في حياته كلها، ومنطلقًا لصناعة الأمل، مستلهمًا إياها من إمام الدعاة إلى الله الشيخ "محمد متولي الشعراوي" رحمه الله. 


الجريدة الرسمية