رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء محمد نجيب يتحدث عن صورة مصر الغد

اللواء محمد نجيب
اللواء محمد نجيب


الأحداث تتوالى فلا تجد فيها الناس الا ما يؤكد ان مصر العزيزة كانت بحاجة الينا نحن رجال الثورة.. إلى ثورتنا.. إلى الاسس العظيمة التى عقدنا العزم على ان نرسيها فى ارضنا الطيبة.

بهذه الكلمات بدأ اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر حواره مع الكاتب حلمى سلام، ونشرته مجلة "روز اليوسف" في العيد الأول للثورة عام 1953.. وأضاف:

ونظرة واحدة لما يدور فى محكمة الغدر من محاسبة للفاسدين والخونة يعطيكم أصدق صورة لشكل الحكم خلال السنوات الطويلة الماضية، لقد كان حكما فاسدا عفنا فاحت رائحته حتى خنقت الانفاس وزكمت الانوف.

كان حكما يديره الخدم ويوجهونه لصالح حفنة من الاسياد فسدت ضمائرهم وخربت ذممهم، وكان علينا بعد ان ولينا الحكم أن نبدأ العمل لنعمر ذلك الخراب الشامل، وما كان يمكن ان نصلح هذا الخراب بين يوم وليلة، فما يهدم فى ليلة لا يتم بناؤه فى ايام وشهور.. بل يحتاج الى سنين طويلة من الصبر والعناء الدائم المتصل، ويحتاج الى الهدوء والطمأنينة والسلام.
وقد كان لنا دستور من ارقى دساتير الدنيا، جعله الحاكم مطية ذلولا لأغراضهم، وتضاءل شأن الدستور حتى انتهى به الامر الى ان داسه الطغاة تبعا لهم، ومن هنا ألغينا هذا الدستور لانه كان اضعف من ان يدافع عن نفسه، وقد هيأنا الامر للجنة تجمع ثقات القانون والوطنية لتضع لنا دستورا جديدا قويا متينا يحمى نفسه اولا، ويحمى المحكومين من عبث الطغاة بهم.
وهناك شيء لا ينبغى ان يغيب عن بال أحد ذلك ان الرجل الذى يقبل ان يساوم على حقه لايستحق ان يكون صاحب حق ولن يحترم له الناس حقا على مدى الايام.

 

في ذكراها الـ ٦٨.. قصة الجندي المجهول الأمباشي عبد الحليم الشرتة شهيد ثورة يوليو


وأنا على استعداد للتفاهم مع الانجليز، ولكن عليهم ان يفهموا انهم مغتصبو حق منا، وقد حان لهم ان يردوا الينا هذا الحق المغتصب، ولن يقبل من أحد ان يساومنا على حقوقنا ورغم ذلك مستعدون للتفاهم.
إن صورة مصر الغد هى الامل الذى يداعبنى فى نفسى، ولست وحدى الذى يعيش بهذا الامل، بل يشاركنى فيه جميع المواطنين، فكلنا يحلم بمصر الغد.. بالصورة الجميلة لها، وهى ان تكون مرهوبة الجانب، وان يكون اساس نهضتها الاخلاق القويمة والعدالة الاجتماعية والتنظيم الصحيح.
وأعتقد ان هذ الامل ليس بعيد المنال، لقد دنا الامل واقتربنا من الغاية، ويجب أن يعي الشعب واجباته وحقوقه.


الجريدة الرسمية