رئيس التحرير
عصام كامل

خالد الشريف.. رجل تسعى تركيا تعيينه على رأس جهاز الاستخبارات الليبي

فيتو


في أحدث سلسلة من التدخلات التركية في ليبيا، بدأت أنقرة تضغط على حكومة الوفاق لتعيين مقربين منها وموالين لأجندتها الحافلة بدعم الجماعات الإرهابية على رأس الأجهزة الأمنية وفي المناصب الحساسة، خاصة بجهاز الاستخبارات العسكرية، أكثر الأجهزة السيادية أهميّة داخل الدولة.


هذا ما كشفه تقرير نشره موقع "أفريكا أنتلجنس" المتخصص في الشؤون الاستخبارية والاستراتيجية، الذي أكد عزم تركيا فرض مرشحها الإرهابي الخطير والمسؤول العسكري بالجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة خالد الشريف، لتولي رئاسة المخابرات في حكومة فايز السراج، حيث تدفع أنقرة بقوة لتعيين هذا الرجل سيئ السمعة وصاحب التاريخ الأسود في ليبيا، في منصب رئيس المخابرات.


ويتزامن ذلك مع زيارة يؤديها وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس الأركان التركي ياشار غولر اليوم الجمعة إلى العاصمة طرابلس، فيما يبدو أنه للضغط من أجل ترشيح خالد الشريف، بينما تدور خلافات بين أطراف مختلفة للحصول على منصب رئيس المخابرات ونائبيه، من بينهم قائد العمليات الخاصة في الزنتان عماد الطرابلسي ورجل الأعمال المصراتي محمد العيساوي.
وبينما تحاول تركيا منح مقاتلين سابقين في تنظيم القاعدة أدوارا جديدة في الدولة، لم ينس الليبيون أبدا جرائمهم، حيث يعدّ مرشح أنقرة خالد الشريف (55 سنة)، من أخطر الإرهابيين المطلوبين للجيش الليبي، لانتمائه لتنظيم القاعدة وارتكابه جرائم في حق الشعب الليبي.
والشريف، هو قيادي بارز فيما يسمى "الجماعة الليبية المقاتلة" الموالية لتنظيم القاعدة التي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المقيم في تركيا، وهو متهم بالإشراف المباشر على نقل الأسلحة والدعم المالي للجماعات الإرهابية فترة توليه منصب وكيل وزارة الدفاع الليبية عقب أحداث عام 2011، قبل إقالته من منصبه عام 2014، بعد اتهامه بتزويد الميليشيات الإرهابية بالعاصمة طرابلس بالسلاح، ودعمه المباشر لأنصار الشريعة في بنغازي والقاعدة في درنة.
ولخالد الشريف المكنى "أبو حازم الليبي" تاريخ في الإرهاب، حيث تشير المعلومات الموثقة في ملفه الأمني لدى جهاز الأمن الداخلي السابق، إلى أنه غادر ليبيا إلى أفغانستان عام 1988 للانضمام إلى الجماعات المتطرفة هناك، وحصل على منصب قيادي في الجماعات الإرهابية بأفغانستان حتى وصل إلى زعيم الجناح المسلح ونائب زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، قبل أن يعود إلى ليبيا للمرة الأولى 1996.
في عام 2003، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه في باكستان وتم ترحيله إلى ليبيا مجددا، وظل في السجن إلى عام 2008؛ حيث أطلق سراحه بعد أن أعلن قبوله بالمراجعات الفكرية.
وبعد رحيل معمر القذافي، وتحديداً في ديسمبر 2012، تولى الشريف قيادة ما يعرف بـ"الحرس الوطني" وسجن الهضبة الذي يقبع فيه مسؤولون من نظام معمر القذافي، وكذلك وكالة وزارة الدفاع، قبل إقالته من منصبه عام 2014 لتورطه في دعم الإرهابيين بالعاصمة طرابلس وتزويدهم بالسلاح، وانتقاله للإقامة في تركيا.

الجريدة الرسمية