رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: عندما تحولت فضائيات الرياضة إلى وسيلة لتغييب جيل (3)

فيتو

كان الله في عون الرئيس والحكومة التي تسلمت تركة ثقيلة من فضائيات رياضية كانت تعتمد عليها أنظمة سابقة في إلهاء الشباب وتغييب عقولهم وحولتهم إلى كسالى وأدوات غير منتجة لاتصب في صالح الوطن.

تحدثنا في المقالين السابقين عن تسبب تلك الفضائيات في بث بذور التعصب الأعمى وحولت الرياضة إلى وسيلة إلهاء للمواطن الذي جعلته يجلس أمام الشاشات حتى الساعات الأولى من الصباح.. فكيف يستيقظ في الصباح للعمل؟!

 

زغلول صيام يكتب : إصلاح الرياضة المصرية يبدأ من القضاء علي مافيا فضائيات الرياضة (2) 

 

وتكلمنا أيضا عن مقدمي البرامج غير المؤهلين الذين أدخلوا البيوت لغة جديدة تفتقد إلى أبجديات الذوق العام وكانوا سببا في إبراز نماذج لا هم لها سوى جمع المال.

اليوم نستكمل ونؤكد ما قلناه سابقا من أن تلك الفضائيات وبمباركة الحكومة في عهود سابقة حولت جميع أيام الأسبوع إلى أيام إجازات من خلال جدول دوري مشغول كل أيام الأسبوع بضغط من المعلن والشركات الراعية.

في كل دول العالم تقريبا ما عدا مصر دائما مباريات كرة القدم في أيام الإجازات فقط أما نحن فهي كل أيام الأسبوع لأن هذا معناه استديوهات تحليل و"سبوبة شغالة" وأرقام فلكية يتقاضاها مقدمو البرامج وكأنهم هم من يلعبون داخل الملعب.

لك أن تتخيل سيدي القارئ أن أكبر الدوريات في العالم سواء الإنجليزي أو الإسباني أو الفرنسي أو الإيطالي أو حتي الدول الفقيرة تلعب مباريات الدوري على مدار يومين فقط وهما السبت والأحد فقط ولكن نحن لدينا دوري كل يوم مباراة.

كنا زمان نلعب الدوري على مدار يوم أو يومين والجميع يتذكر أيام الجمعة ومباريات في ملاعب مختلفة وكل شخص يشجع فريقه فأنا لست معنيا بالفريق الآخر أكثر من معرفة نتيجة اللقاء وكانت الأسرة تلتف حول التلفاز أو مدرجات الاستاد بعد صلاة الجمعة للترفيه عن نفسها ولكن عندما تم اغتصاب باقي أيام الأسبوع كان لابد أن نعدل مواعيد المباريات لتقام ليلا وهو ما يعني استهلاك طاقه كهربائية والوطن في أمس الحاجة إليها سواء مصانع أو مشاريع كبرى رغم أن الدوريات العالمية تكون مواعيد المباريات بالقرعة والغالبيه العظمى تقام في "نهار ربنا".

ولانندهش عندما نجد نجمنا العالمي محمد صلاح يلعب في الثالثة عصرا والشمس طالعة والأكثر من ذلك أن انديتنا ومنتخباتنا عندما تسافر إلى أفريقيا للعب في البطولات القارية تلعب في "عز الظهر" وفي دول كبيرة مثل مصر والنماذج كثيرة في جنوب افريقيا ونيجيريا والكاميرون وكل دول القارة ولذلك تكون نتائجنا في مباريات الذهاب ضعيفة لأن لاعبينا لم يعتادوا اللعب نهارا ويصبحوا مثل (الفراخ الدايخة).

من الذي فعل ذلك ؟ ومن السبب ورائه ؟ إنه الطمع والجشع من جانب شركات راعية وفضائيات تبحث عن الإعلان ولا يعنيها الوطن .

والآن أصبح من الضروري تعديل تلك الأوضاع وإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي من خلال قرارات حاسمة بشقيها الرياضي والإعلامي .

وزارة الرياضة مع اتحاد الكره عليهما إصلاح المنظومة من خلال إعادة مواعيد مباريات كرة القدم إلى يومين فقط في الأسبوع ليتفرغ المواطن للعمل ووزارة الإعلام او الهيئه الوطنية للإعلام عليها أن تحدد مواعيد للبرامج الرياضية بحيث لا تتجاوز الحادية عشرة مساء ومدة محددة لا تتجاوز الساعة ونصف وستوديوهات تحليل تنتهي بعد المباراة بنصف ساعة .

أما البرامج التي تبدأ قبل منتصف الليل وتستمر حتى صباح اليوم التالي فهي هدفها القضاء علي أجيال وإيقاف عجلة الإنتاج في الوطن .

مستمرون حتي ينصلح الحال في فضائيات الرياضة أو يقضي الله أمرا كان مفعولا.. وللحديث بقية. 

الجريدة الرسمية