رئيس التحرير
عصام كامل

حرب إعلامية أم تهاون.. حقيقة تحول الصين إلي مركز عالمي لنشر الأوبئة في العالم؟

فيتو

منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد في إحدي الأسواق المتواجدة داخل مدينة ووهان الصينية وانتقاله منها إلي مختلف أنحاء العالم، تسلط العديد من وسائل الإعلام العالمية خاصةً الأمريكية الضوء علي اكتشاف أو رصد أي إصابة محتملة بأي عدوي أو فيروس داخل الأراضي الصينية.


ففي الآونة الأخيرة تحدثت التقارير الإعلامية بين الحين والآخر عن ظهور عدوي جديدة داخل الأراضي الصينية، فهل تتربص وسائل الإعلام بالصين، أم أن تهاون السلطات مع العديد من النشاطات المشبوهة والتي تدينها العديد من المنظمات الدولية خاصةُ فيما يتعلق بالأسواق البرية والبحرية المختلفة يعتبر سببا في تفشي الفيروسات والأوبئة؟



الأسواق البرية والبحرية في الصين
تلقت السلطات الصينية منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد من إحدي الأسواق البرية في مدينة ووهان الصينية، العديد من الاتهامات في التسبب في نشر الأوبئة، بالأضافة إلي إدانه العديد من الدول والمنظمات لتلك الأسواق.


ومن جهته، صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة طالبت الصين بإغلاق أسواق الحيوانات البرية للأبد، مشيرا إلى وجود صلة بين تلك الأسواق وانتشار الأمراض حيوانية المنشأ.


وأكد بومبيو في وقت سابق "نظرا للصلة القوية بين الحيوانات البرية المباعة بشكل غير قانوني في أسواق الحيوانات وبين الأمراض حيوانية المنشأ، طالبت الولايات المتحدة جمهورية الصين الشعبية بإغلاق أسواق بيع الحيوانات البرية وكل الأسواق التي تبيع الحيوانات بشكل غير قانوني وللأبد".


وفي محاولة لتحسين مظهرها، أعلنت السلطات الصينية في وقت سابق عن اعتزامها منع بيع الكلاب الأليفة داخل الأسواق البرية، إلا أنها تراجعت عن هذا القرار في وقت لاحق ونظمت واحد من أكبر المهرجانات التي يتم تنظيمها في البلاد من أجل أكل وتناول الكلاب.

فيروس هانتا
في شهر مارش الماضي، تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أنباء تفيد برصد أول حالة وفاة في الصين بفيروس غير معروفٍ يسمى "فيروس هانتا".


وبحسب صحيفة «جلوبال تايمز» الأمريكية، فأن رجلًا من مقاطعة يونان الصينية تُوفي بسبب فيروس هانتا، وذلك أثناء وجوده في حافلة سيارة كبيرة للنقل العام، ذاهبا لمقاطعة شاندونج الصينية، مضيفةً أنه تم عزل 32 شخصًا آخرين مخالطين للخص المتوفي.


وليس فيروس هانتيا بالجديد، إذ تم اكتشافه للمرة الأولي عام 1993 في جنوب غرب الولايات المتحدة، ومنذ عام 2013 سجلت الولايات المتحدة 637 حالة إصابة بالفيروس، غالبيتها في الولايات المتحدة مع اكتشاف حالات في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.

السلمون
وشهدت العاصمة الصينية بكين خلال الأسبوعيين الماضيين، ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وجميعها تقريبا مرتبطة بسوق ضخم لبيع المواد الغذائية بالجملة.


وقالت وسائل إعلام حكومية إن الفيروس تم اكتشافه على الألواح المستخدمة في تقطيع سمك السلمون المستورد في سوق شينفادي، مما أثار مخاوف في أنحاء البلاد.


وسارعت محلات البقالة والمطاعم في جميع أنحاء بكين إلى سحب سمك السلمون من أرففها، وتوقفت الواردات من أوروبا.


وكانت الحياة قد عادت إلى طبيعتها في بكين بعد شهرين لم تسجل خلالهما أي إصابة، لكن ظهور بؤرة جديدة في سوق شينفادي لبيع الفاكهة والخضار بالجملة في بكين، أعاد إحياء المخاوف من تفشي موجة جديدة في كامل البلاد.


وكثفت السلطات من إجراءاتها المشددة، إذ أجرت فحوصات على نطاق واسع على آلاف السكان وقامت بتعقيم المطاعم. ووضع حوالي 30 مجمعاً سكنياً قيد الحجر الصحي في بكين وأغلقت جميع المدارس في بكين حتى اشعار آخر، كما دعت السكان إلى تفادي التنقل غير الضروري خارج بكين، وخفضت بشكل كبير الرحلات الجوية، حظرت على الأفراد المقيمين في مناطق تعتبر فيها المخاطر متوسطة الى عالية مغادرة العاصمة.

الخنازير
وأفادت دراسة جديدة اليوم الثلاثاء، بأن فيروسا جديدا من فيروسات الإنفلونزا، تم اكتشافه في خنازير بالصين، محذره من أنه أصبح أكثر عدوى للبشر ويجب مراقبته عن كثب خشية أن يتحول إلى فيروس وبائي محتمل أو جائحة.


وأظهرت الورقة المنشورة في دورية أمريكية أن فريقا من الباحثين الصينيين درس فيروسات الإنفلونزا المكتشفة في الخنازير بين عامي 2011 و2018 ورصد فيروس «G4» وهو من سلالة فيروس «H1N1»، وبه كل السمات المميزة الضرورية لفيروس وبائي مرشح.


وقال الباحثون في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم إن مستويات مرتفعة من الفيروس رُصدت في دماء العاملين في مزارع الخنازير، مضيفين أنه يتعين إجراء مراقبة وثيقة على نحو عاجل للتجمعات البشرية خاصة العاملين في قطاع تربية الخنازير.


وأوضح العلماء في دراسة أن الفيروس المسمى "G4 EA H1N1" ينتقل من الخنازير إلى الإنسان، وبما أن للفيروس سلالة جديدة، فالبشر لا يملكون المناعة ضده، ما يستوجب مراقبته بعناية، لافتين إلي أن لقاحات الإنفلونزا المتوفرة حاليا لا تحمي من السلالة الجديدة، لكن هناك إمكانية لتعديلها وجعلها فعالة.


كما أشار العلماء إلي أن الفيروس هو مزيج من 3 سلالات من الإنفلونزا، واحدة من الطيور الأوروبية والآسيوية، وسلالة الإنفلونزا التي تسببت في تفشي إنفلونزا الخنازير عام 2009، وإنفلونزا أمريكا الشمالية التي تحتوي على جينات من فيروسات الطيور والبشر وإنفلونزا الخنازير.

الجريدة الرسمية