رئيس التحرير
عصام كامل

«الحجب» يسيطر على "جوائز الدولة".. وزيرة الثقافة تصفه بـ«الشيء المؤلم».. ومطالب بتطبيق نظام «النقاط» بالإضافة للاقتراع

فيتو


في ظروف تعد هي الأصعب التي تمر بها الأنشطة والفعاليات والمحافل الثقافية، نظرا للإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الدولة في إطار خطة مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).

 

وبعد العديد من المشاورات والنقاشات، وعقب قرار رئاسة الوزراء بإعلانها في موعدها، أسدلت وزارة الثقافة، ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة، الستار على جوائز الدولة لعام 2019/2020، بإعلانها أسماء الفائزين بالجوائز، بعدما اجتمع أعضاء المجلس الأعلى للثقافة.

 

حجب الجوائز 

 

وتم الإعلان عن المتوجين بجوائز الدولة في فروعها الأربعة (النيل، التقديرية، التفوق، والتشجيعية)، تقديرا لمجهوداتهم التي قدموها في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وسائر مجالات الفنون والثقافة.

 

وكان من أبرز ما شهده إعلان الجوائز هذا العام، هو كم الجوائز التي حجبت في فروع المختلفة، حيث حجبت 13 جائزة في فروع جوائز الدولة التشجيعية، كما حجبت إحدى جوائز فرع العلوم الاجتماعية بجائزة التفوق، والجائزة الرابعة في فرع العلوم الاجتماعية بالجائزة التقديرية، لتطغى ظاهرة حجب الجوائز على اجتماع الدكتورة إيناس عبد الدايم بأعضاء المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي.

 

 

مقترحات

، وتم طرح العديد من الاقتراحات للمناقشة وللحد من الظاهرة، وخلصت الاقتراحات إلى ضرورة تعديل لائحة فروع جوائز الدولة، حتى يتسنى لأكبر عدد من الشباب المشاركة بها، وبذلك يمكن القضاء على ظاهرة حجب الجوائز خصوصا بفرع جوائز الدولة التشجيعية.

 

وأكدت وزيرة الثقافة أن حجب عدد من جوائز الدولة لعام 2019 شيء مؤلم جدا بالنسبة للوزارة وللمبدعين، مشيرة إلى أن هناك عددا كبيرا من فروع جوائز الدولة هذا العام لم يتقدم له أحد، وذلك لأن تخصصات تلك الفروع غير موجودة على أرض الواقع.


وفي لفتة طيبة، وتقديرا لما قدمه رموز وكبار الفنون والآداب، الذين رحلوا عن دنيانا، من عطاء وإرث فني وثقافي هائل، منح المجلس جائزة النيل في مجال الفنون هذا العام لاسم الكاتب المسرحي الراحل لينين الرملي الذي وافته المنية في فبراير الماضي، كما منحت أيضا جائزة الدولة في التفوق في مجال الفنون لاسم المخرج الراحل محسن حلمي، الذي رحل عن دنيانا ديسمبر الماضي. 

أدب الطفل

 

ومن جهته أكد الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، رائد أدب الطفل، أن «منحه جائزة الدولة التقديرية في الآداب، من قبل وزارة الثقافة يعد تقديرا لأدب الطفل، والمعرفة الثقافية والاجتماعية والنفسية الذي يساهم فيها هذا المجال في خلق جيل واع ومميز».

 

وأضاف «الشاروني»: رغم التكنولوجيا الحديثة التي تساهم في خلق أجيال جديدة لمن هم دون الـ 18 بشكل أكثر ذكاء، إلا أنه من الصعب إغفال الدور الهائل الذي تقدمه كتب الأطفال سواء قصصا ومؤلفات أو عند تحولها إلى أفلام مجهزة لهذه الفئة العمرية، وذلك التكريم يعد تكريما لجميع محبي وقراء كتابات الأطفال، مؤكدا سعادته الكبيرة بجائزة الدولة رغم حصده قرابة ال50 جائزة من داخل مصر وفي العديد من دول الوطن العربي. 

 

لينين الرملي

 

ومن جهتها قالت الناقدة فاطمة المعدول زوجة المسرحي الراحل لينين الرملي، والذي منحه المجلس الأعلى للثقافة جائزة النيل في الفنون: :«منذ البداية وأن أقف بجوار زوجى الراحل، لكن الظروف دائما كانت ضده، ولطالما عاش حياة صعبة، لكننى بعد الإعلان عن منحه الجائزة أصبحت في قمة سعادتي، وكنت أتمنى أن يكون لينين بيننا الآن ليشاركنا فرحتنا بالجائزة.

 

وأضافت: جوائز الثقافة هذه الدورة متوازنة كثيرا وعادلة وأنا ممتنة لوزارة الثقافة ولأعضاء المجلس الأعلى للثقافة الذين صوتوا لاسم لينين الرملي الذي ترك عدد ليس بالقليل من المؤلفات والكتابات لم تنفذ بعد بصورة فنية، كما أن له مسلسل كامل انتهى من تأليفه قبل رحيله بأشهر قليلة".


أما الدكتور جودة عبد الخالق، المفكر الاقتصادي، وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، فأكد أن حصوله على جائزة النيل في مجال العلوم الاجتماعية، يمثل قيمة كبيرة بالنسبة له، كما غمرته السعادة الكبرى.

 

وعن ترشحه للجائزة كشف «عبد الخالق» أن جمعية الأخصائيين الاجتماعيين هي من رشحته، الأمر الذي يشجعه على تقديم المزيد من المجهودات في عمله والمجال الاقتصادي والاجتماعي.

 

ودعا المفكر الاقتصادي المجلس الأعلي للثقافة ووزارة الثقافة برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم، إلى ضرورة إضافة طريقة جديدة لاختيار الفائزين بجوائز الدولة، مشددا على عدم اختيار الفائزين من خلال الاقتراع فحسب، وإنما يجب إضافة وتطبيق نظام النقاط الذي يعطي على أشياء قدمها الفائز على أرض الواقع وحسب نقاطه يفوز بالجائزة، وذلك النظام مطبق في جائزة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، فلا تعتمد على الاقتراع وإنما النقاط المجمعة والتي تحسب آليا حتى يحصل أفضل المتقدمين والمرشحين على الجوائز بشكل أكثر شفافية ووضوح.


في حين عبرت الدكتورة هدى وصفي رئيس مركز الهناجر للفنون ومقرر لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة سابقا عن سعادتها بعد فوزها بجائزة الدولة التقديرية في الفنون للعام الحالي مؤكدة أن إجماع المصوتين على اختيارها ضمن الفائزين يشعرها بالتقدير والسعادة، وأضافت: حصلت على العديد من الجوائز في دول أوروبية.

 

كما حصدت تكريما من اليونسكو لكن إجماع أعضاء لجنة التصويت بجوائز الدولة على اختياري «حاجة ترفع الرأس»، كما عرفت أنه هناك جائزة للشباب المبدع أقل من 18 سنة، وهذا شيء حميد، لأن هذه الفئة العمرية ثرية بالمواهب الشابة التي تمتلك طموحا ومقدرة كبيرة على تقديم أعمال إبداعية جيدة جدًا. 

 

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية