رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما ومرسي أغرقا الشرق الأوسط في فوضى


أغرق الرئيسان المصري محمد مرسي والأمريكي باراك أوباما الشرق الأوسط في فوضى، عندما أعلن أوباما الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة جمعت معلومات استخباراتيه تؤكد استخدام سوريا الأسلحة الكيميائية، وبناء على ذلك قرر أوباما توريد الأسلحة للمعارضة السورية، ولكن هذا القرار يعمل على زعزعة الاستقرار كما كان الأمر في العراق.. ومن المحتمل أن تقع الأسلحة في أيدي جبهة النصرة وهي إحدى الفصائل الثورية في دمشق التي أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة، التي تسعى لإقامة فروع لها عبر الحدود حيث تنتشر جبهة النصرة في العراق والآن في سوريا.


كما أن الولايات المتحدة قررت ترك الطائرات الحربية "أف-16" داخل الأردن بعد المناورات العسكرية الأخيرة التي انتهت، كما دعا الرئيس المصري محمد مرسي بفرض الحظر الجوى على سوريا، بينما قال مرسي بشأن هذا الأمر إنه ليس في مصلحة الولايات المتحدة.

كما أن دعوة مرسي للجهاد ضد الطائفة الشيعية المنتمية للإسلام وتشكل 40% من السكان المسلمين للشرق الأوسط، تمثل منعطفا خطيرا، حيث وصف الشيعة بأوصاف مستفزة، ودعا إلى إبادتهم وهم يمثلون الغالبية من سكان العراق وإيران وينتشرون في أماكن كثيرة أخرى مثل سوريا والكويت وأذربيجان واليمن ونيجيريا وغانا ولبنان والبحرين والسعودية واثنتى عشرة دولة أخرى.

وتعتبر دعوة مرسي، بمثابة إعلان الحرب على سوريا والعراق وإيران، وهي الحرب التي تتزامن مع الأهداف التوسعية من إسرائيل الكبرى والعناصر المارقة من وكالة المخابرات المركزية.. ولم يكتف مرسي بذلك بل دعا أيضًا للحرب على إثيوبيا في الأسبوع الماضي بعد تحويل إثيوبيا مجرى نهر النيل كخطوة أولى لبناء سد النهضة.

ويقول المحللون: إن سلوك مرسي غريب وغير مستقر، واتهموه باليأس لعدم قدرته على التعامل في حل المشاكل الداخلية التي تبدو أنها تتحرك بلا هوادة نحو تجديد المواجهات المحلية على نطاق واسع ضد الحكومة في القاهرة.

مرسي أثبت فشله لعدم وفائه بوعوده، وفشل في متابعة قضية غزة بعد الهجمات الإسرائيلية في نوفمبر 2012، واقترب مرسي وأردوغان من إسرائيل وتركا سكان غزة تتساقط فوق رؤوسهم القنابل العنقودية والذخائر الكيميائية.. ويترك أوباما كل هذا ويزعم أن حكومة "الأسد" استخدمت الأسلحة الكيميائية نتيجة الضغوط الدولية على واشنطن من اللوبي الإسرائيلي، الذي لا يمل من افتعال قضايا مفتعلة، ويدفع الولايات المتحدة للمواجهة مع روسيا.

أمريكا تدفع ثمن الابتزاز الإسرائيلي بتقديم المساعدات العسكرية المحدودة لمنظمات الثوار وتدعم العلاقات مع الإرهابيين في سوريا، ما يجعل أمريكا تقع في حرج كبير بدفعها للعنف الطائفي في سوريا وقمع الحركات الديمقراطية الحقيقية.
نقلا عن: برس. تى.في
الجريدة الرسمية