رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: المخالفون للقيود الكورونية.. هم أسباب تفشي الوباء

منتصر عمران
منتصر عمران
18 حجم الخط

دور الدولة في التصدي لأي وباء أو خطر يهدد الوطن أو يعرض الشعب للمخاطر أن تسن القوانين وتضع المحاذير من أجل الحفاظ على الشعب.

ففي حالة وباء كورونا سنت الدولة القوانين ووضعت المحاذير ولكن ماذا نفعل بعقول أصبحت هي الوباء الحقيقي الذي يمثل خطرا داهما على الأنفس والأرواح.. علاوة على تقصير بعض المسئولين في القيام بدورهم المنوط بهم؟!

وهنا أتكلم عن الوضع في قريتي لكوني أحد أفرادها من باب النصيحة فقط والبلاغ دور الأنبياء فما بالنا بمن دونهم كمثال لباقي قرى الجمهورية.

فبعد انتشار الوباء وبصوره كثيفة في القرية أصر الاهالي على التشبث بالموروثات والعادات التي ربما تتعارض مع تعاليم الدين.. وعلى الرغم من أنه حتى ولو كان من الدين.... ففي وقت الفتن وتفشي الوباء يمنع ما هو واجب ومندوب فما بالنا بالمباح حفاظا على الأنفس لان الحفاظ على الأنفس من الضروريات الشرعية التي لا غنى عنها.

فالافراح وما يصاحبها من إختلاط.. وطبعا لا اتكلم عن ما يصاحبها من منكرات الجميع يعرفها... فحتى مع زيادة الكارثة وتوديعنا لاحبتنا بسبب هذا الفيرس نرى عدم الالتزام بالاحترازات الوقائية وتعرض الجميع للتهلكة بسبب هذه التصرفات الرعناء.. وإذا كان هناك تقصير من المسئولين في المجلس القروي للتصدي لمثل هذه التجاوزات الغير مسئولة وتخليهم عن تحمل المسئولية بالتصدي لهذه التجاوزات بقوة القانون إلا أن ذلك لا يمنع من أن يقوم كل رب اسرة بواجبه تجاه أسرته من باب المسئولية الشرعية لانه كما قال رسولنا: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.

والظاهرة الأخرى التي يصر عليها اهل قريتي ظاهرة العزاء وخاصة بين صفوف النساء وغالبيتهن من كبار السن.. ففي واقعة حدثت مؤخرا ان سيدة كانت مختلطة لسيدة مسنة توفت بحالة كورونا ذهبت للعزاء وطبعا دون إحترازات او مسافات للتباعد بل كانت المقابلة بالمصافحة والاحضان وخاصة من كبار السن مما نتج عنه تعرض اكثر من سيدة لفيروس كورونا احداهن توفيت بعد عشرة أيام من أدائها لواجب العزاء وذلك لكبر سنها

وإذا كان بعض المسئولين يحملون المواطنين المسئولية بإصرارهم على إقامة المناسبات دون التقيد بالاحترازات.. مستغربا بقوله: ليس من المعقول ان نضع على كل إنسان عسكري فلا بد من التوعية وان يقوم أصحاب الرأي والمشورة بدورهم في التصدي لمثل هذه التجاوزات.

فأقول لسيادته: هذا تهرب من المسئولية لأنه بيدك السلطة والقانون وكما قيل في الأثر “يزغ بالسلطان ما لايزغ بالقرآن”.

فبحق الوضع أصبح كأننا في سفينة في عرض البحر وتعرضت للطوفان وفيها ومن بيننا سفهاء ومستهترون يريدون أن يخرقوا السفينة فإذا تركناهم وما أرادوا هلكوا وهلكنا جميعا.. وإذا أخذنا على ايديهم ومنعناهم مما أرادوا نجوا ونجينا جميعا... فلا بد من الضرب بيد من حديد على يدي المستهترين والذين لا يبالون بعظم الكارثة.

اللهم بلغت..... اللهم فاشهد..

الجريدة الرسمية