رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ليبيا والقرار المصري

 الحقائق التي تصنع على الأرض هي ما يكتبه التاريخ، بصرف النظر عن شرعية أو لا شرعية ما تكتبه الدبابات وتحفره المدفعية والطيران فوق الأرض. ماحدث في ليبيا يحزن كل مصري وكل عربي وطني، لأن الاستعمار التركي بغطاء ليبي خائن سيتمدد مدفوعا بالحلم العثماني.

 

بالطبع كانت أنباء تراجع قوات الجيش الوطني الليبي تمثل غصة في القلوب، لأننا كنا على مشارف طرابلس، وداخل طرابلس، وتهيأ الناس لتحرير العاصمة العربية الساقطة بقبضة جبهة النصرة والدواعش والقاعدة والمرتزقة.. والسراج!

 

امتنع المشير حفتر عن اقتحامها خوفا على أرواح المواطنين، وتدمير العاصمة الجميلة، لكن الأتراك والمرتزقة والنصرة والدواعش، المؤلفة دولاراتهم، تمكنوا من طرد الجيش الليبي من ترهونة، وانسحب الجيش صونا للدماء في ترهونة أيضا.

 

اقرأ ايضا: الرومانسية الوطنية في الاختيار!

 

الأخلاق في الحرب.. مذبحة لمن يظن أنه يحارب الفرسان. لا أخلاق في الحرب.. ولا قواعد اشتباك مع الإرهاب.. يتمدد الخطر باتجاه سرت.. والشرق، أي نحو الحدود مع مصر.. مصر عيونها على سيناء، وعلى الجنوب، وعلى إثيوبيا، وعلى الحدود مع ليبيا.

 

ووسط هذا كله حرب مجهدة خانقة مكلفة مع فيروس يدمر أمان وعافية البشرية وثروات الناس قاطبة. وسط هذا كله تتحدد أهمية المبادرة المصرية للم الشمل الليبي ووضع حل سياسي يقوم على مجلس رئاسي ممثل للأقاليم الثلاثة وانتخابات رئاسية وبرلمانية بعد سنة ونص، هي الفترة الانتقالية، ومحادثات عسكرية وسياسية في جنيف تحت مظلة الأمم المتحدة..

 

اقرأ ايضا: المؤامرة المتبادلة والأدلة الغائبة!

 

لم تتحرك مصر نحو هذه المبادرة مع المشير حفتر والمستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الشرعي، بمعزل عن الشركاء الكبار، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات وروسيا وأمريكا والسعودية.. وهذا يفسر بوضوح الترحيب الدولي السريع، واسع النطاق بالدور المصري في الدعوة الى حل سياسي يحقن الدماء ويطرد العملاء والمرتزقة والإرهابيين ويحفظ مقدرات الشعب الليبي.

 

كلام الرئيس السيسي واضح ومنذر، الوضوح أنه أعاد المسئولية مرة أخرى إلى المجتمع الدولي ووضع الأطراف أمام الحقيقة. وبخاصة ألمانيا راعية مؤتمر برلين، وأمريكا المترددة. عشية تدفق قوات المرتزقة خرج السفير الأمريكي في طرابلس بتصريح دعا فيه إلى خروج جميع المرتزقة والمليشيات. أما التحذير فكان واضحا.. أمن مصر ولبييا متلازمان.

 

قبلها بأيام اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لودريان أن التدخل العسكري التركي بالسلاح والمرتزقة لن يمر بلا رد. لم يقع رد بعد.

 

اقرأ ايضا: الرومانسية الوطنية في الاختيار!

 

انتهز أردوغان الظرف الوبائي الدولي وانكفاء كل دولة تعالج مصيبتها وتمسح جراحها وتحصي خسائرها وتدفن أو تحرق موتاها، ومضى بالقوات والقادة والمستشارين الأتراك والأسلحة الثقيلة، يفرض حقائق عكست الموازين على الأرض.

 

لم يكن ما جرى ولا ما يجرى، خارج حسابات القيادة المصرية، تتعامل بحكمة وحذر وتخطيط وتتحسب لكل خطوة. مرة أخرى، كان الرئيس السيسي جادا في تحذيره: أمن ليبيا القومي من أمن مصر.

 

اقرأ ايضا: 100 وش للكاملة أبو ذكرى!

 

يشعر الناس بالقلق، ويحملون هم الخطر المتمدد، ويتعاطفون مع الدولة قيادة وحكومة، لأن الحمل ثقيل مرهق، لكنهم واثقون في أن مصر قادرة على اتخاذ القرار الصحيح.. "أمن مصر القومي في رقبة رجل يدرك جيدا متى وأين وكيف يتدخل في الوقت المناسب للمحافظة عليه"..

 

Advertisements
الجريدة الرسمية