رئيس التحرير
عصام كامل

وتحولت كلماته عن الفيروسات إلى واقع نعيشة الآن!

ولأنه كان عالماً حقيقياً فقد خصص الراحل الدكتور مصطفى محمود حلقات من برنامجه "العلم والإيمان" الذي لم نرَ مثله هذه الأيام للتأكيد على أهمية العلم والتعليم في حياة الدول والشعوب فقد كان مؤمناً بأنه لو انتشر فيروس قاتل في العالم وأغلقت الدول حدودها -وهو ما يحدث اليوم- وانعزلت خوفاً من الموت المتنقل ستنقسم الأمم في الغالب إلى فئتين..

 

فئة تمتلك أدوات المعرفة، وتعمل ليلا نهارا لاكتشاف العلاج، وفئة أخرى تنتظر مصيرها المحتوم.. وقتها ستفهم المجتمعات أن العلم ليس أداة للترفيه بل وسيلة للنجاة. وهو ما أدركته الدول الآن حتى أن الحكومة بادرت بتوجيه استثمارات ضخمة للتعليم والبحث العلمي والصحة في السنة المالية الجديدة.

 

الرسائل المهمة للإفتاء والأزهر والصحة!

 

لم يستبعد عالمنا الجليل الدكتور مصطفى محمود أن تتحول كلماته عن الفيروسات إلى واقع يعيشه العالم وليس المصريين وحدهم.. فالعزلة فرضت نفسها على الدول فأغلقت حدودها خصوصاً الأشد نكبة بكورونا.. خوفا من انتشاره ووقاية للمواطنين منه حتى يصل العلماء إلى العلاج الناجح  لهذا الوباء الفتاك الذي يبدو أننا بصدد وقت ليس قصيراً حتى يتحقق هذا الأمل.

 

حياة الناس والدول تغيرت مع كورونا وسوف يحدث مزيد من التغيير والتحولات الدراماتيكية بعد كورونا.. فنصف العالم سوف يرزح تحت نيّر الفقر وسيجتاح العالم ركود اقتصادي بدأت إرهاصاته بالفعل وسوف تكون له تداعيات خطيرة في شتى الدول..

 

وفي النهاية نحن في حاجة لتأمل بعض الأقوال المأثورة لعالمنا الكبير الدكتور مصطفى محمود الذي قال:

- اعملوا واكدحوا إلى الله لطلب العلم وليس بتربية اللحى وتقصير الجلابيب ولبس القباقيب والتمسك بالمظهريات والثانويات فإن أول آية نزلت في كتابكم هي "اقرأ".

 

الدروس المستفادة !

 

- المرض في هذا العالم فريضة، والعذاب ضريبة واجبة لهذه القلوب التي تطفح بالكراهية.. لا بدّ أن تمرض لأن العالم مريض وعلاقاته مريضة.

 

غاندي هو رمز التقدم وليس عربة الكاديلاك لأن بالمحبة يكون الإنسان إنساناً.

 

- لن تكون متديناً إلا بالعلم، فالله لا يُعبد بالجهل.

فهذا زمن الضنك يا سادة برغم العلم والاختراعات.. لقد تقدمنا.. كسبنا الكثير لكن ما خسرناه كان أكثر.. خسرنا النبل والإنسانية والمحبة والبساطة.

 

الجريدة الرسمية