رئيس التحرير
عصام كامل

نهر الخير

مع قرار مجلس الوزراء، القاضي بفرض حظر التجوال الجزئي، مع إلزام جموع المواطنين بمنازلهم منعا لتفشي فيروس كورونا، وما صاحب هذا من توقف بعض المهام والأعمال لدى قطاعات عديدة من أبناء الوطن بشكل مؤقت، برزت مبادرات جانبية أظهرت أصالة معدن المصريين، وتكاتفهم وقت الأزمات، ووقوفهم على قلب رجل واحد، كًل يقدم ما يستطيع من مساعدة أو معونة.

 

أبرز تلك المبادرات، كانت التى قدمت من أبطال الجيش الأبيض أطباء مصر، وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعى، بالرد على الاستفسارات الطبية للمواطنين دون الحاجة إلى الذهاب إلى العيادات الخاصة أو المستشفيات فى تلك الظروف، خاصة إذا كانت الحالات المرضية لا تستدعى تدخلا طبيا فوريا وعاجلا ويمكن مع بعض الارشادات الطبية أن يمن الله بالشفاء من خلالها.

اقرأ أيضا: أسير المعروف

 

أجريت تواصلا مباشرا مع استشارى أسنان عبر أحد تلك الجروبات التى دشنت عقب الأزمة لهذا الغرض، بشأن شكوى ابنتى من بعض آلام اللثة، وسرعان ما بادر الطبيب المحترم بالرد الفورى والمباشر مع قليل من الاستفسارات كتابة عن الحالة ووصف الدواء الناجع.

 

بصرف النظر عن ممارسات قلة من الأطباء أعطت انطباعا سيئا، إلا أن تلك الأزمة وحدت الجميع على روح واحدة تفيض بالخير والعطاء.

 

وجدت كرم الخلق فى صديق الأسرة الطبيب الدكتور محمد، الذى لا يبخل بالمشورة فى أى وقت ولأى أحد، فضلا عن بشاشته فى وجه مرضاه، وتعامله معهم بإبتسامة تهون وتخفف وتكتب سطور الشفاء العاجل، قبل الخروج من عيادته.

 

اقرأ أيضا: المتنمرون

أيضا وجدت هذا فى الطبيب ابن القرية، حينما بادر فور ظهور الأزمة بوضع نفسه تحت أمر أهل قريته "مجانا" عن طريق الاستشارات الطبية عبر تطبيق "واتس آب" والهاتف، فضلا عن دوره الرائع فى نشر الوعى بشكل دائم بين أبناء قريته عن الفيروس وطرق مواجهته.

 

أذكر بالخير والدعاء بالرحمة جارى استشارى الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور نبيل، الذى توفى عن عمر ناهز السبعين، وحتى وفاته كانت رسوم زيارته زهيدة للغاية رغم خبرته الواسعة وعلمه الفياض، مردفا بكلمة واحدة "هذا العلم من الله أرسله معى إلى الناس".

 

مبادرات أبطال الجيش الأبيض، فى هذا الوقت العصيب من عمر الوطن، أعطت درسا نبيلا  فى القيم المجتمعية الراقية، فى العطاء بلا مقابل وقت المحنة، فى التعاون والتعاضد والتكاتف وقت البلاء حتى يأذن الله برفعه، فلكل أصحاب المعطف الأبيض الراقى، دمتم فى قلوبنا.

الجريدة الرسمية