رئيس التحرير
عصام كامل

الوحش الإلكتروني.. وأين نحن؟! (2)

قلنا بالأمس إن هموم الصحافة وتحدياتها وشواغلها الكبرى في أغلب دول العالم لم تعد تقتصر على طبيعة علاقتها بالسلطة، ولا في هامش الحرية المتاح لها، بل الخطر الأكبر يكمن في تآكل أقتصادياتها بعد اكتساح "الوحش الإلكتروني" لسوق النشر ، متسبباً في إغلاق صحف والإطاحة بـ "بزنس" هائل بالملايين ..

 

ورغم ذلك فمازلنا نتحدث هنا عن أمور أبعد ما تكون على التطور ومسايرة العصر.. وكيف نتوصل إلى صيغة زواج شرعي بين مهنة عريقة وثورة جامحة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. ومن ثم فلابد أن توقع ما هو أبعد وأخطر.

 

اقرأ ايضا : القرار الأصعب!

 

لم تعد الشكوى من تغول السلطة أو قيامها بقصف الأقلام أو مصادرة الصحف، فمالك أي صحيفة بإمكانه أن يغلقها بالضبة والمفتاح إذا ما تعرض للخسارة في ظل شح الإعلانات التي كانت تمول الصحف..

 

ومن ثم فإن عملية الإنقاذ تتطلب قيادات مهنية على مستوى عالٍ من الكفاءة، قيادات تملك خيالاً خصباً يناسب واقعاً جديداً سريع التغير في عصر يقتضي أن يتسلح الصحفي بدراية تكنولوجية ولغة أجنبية ودخل محترم يكفل له الاستقلالية والقدرة على المنافسة..

 

اقرأ ايضا: في ضرورة التنوع في الآراء!

 

ولا أدري سبباً واحداً يمنع نقابة الصحفيين وهيئات الإعلام والصحافة ومجالسها العليا من عقد مؤتمر يحضره شيوخ المهنة وكبار الاقتصاديين وشباب الصحفيين للبحث عن صيغ مبتكرة لإصلاح أحوال الصحافة ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.. وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب.

الجريدة الرسمية