رئيس التحرير
عصام كامل

لطفى الخولى يكتب: مصطفى أمين قيمة كبيرة فى تاريخ الصحافة

مصطفى أمين
مصطفى أمين

فى لقاء اجرته الصحفية زينب عبد الرازق مع الكاتب الصحفى لطفى الخولى، ونشرته مجلة نصف الدنيا عام 2000 عن الكاتب الصحفى مصطفى أمين قال: أحب أن أسجل أن الصحفى مصطفى أمين قيمة كبيرة فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية رغم الاختلاف معه فكريا .. لكن لا نملك إلا الاحترام لتاريخه فى المهنة وفى ترقيتها، وأيضا احترام مواقفه ونضاله من أجل الديمقراطية بعد خروجه من السجن بحيث أصبح ظاهرة نافذة بناءة فى مصر.

وبالنسبة لقضية مصطفى أمين فقد صاحبتها حملة لا يستطيع الإنسان أن يتقبلها بسهولة وخصوصا من جرب السجن وجرب الاتهامات مثلى، وبالتالى أشك كثيرا فيما نسب إليه لدرجة أننى اقترحت عندما اجتمعنا فى بيت الراحل جلال الدين الحمامصى مع على أمين عند عودته من إنجلترا فى عهد السادات أن نصدر بيانا باسم كل الكتاب والمفكرين والصحفيين نطالب فيه السادات بالافراج عن مصطفى أمين.

 

 

وكان اقتراحى مفاجأة .. فكيف لكاتب يسارى مثلى أن يطلب ذلك ومصطفى أمين وهو القطب المعادى لليسار، لقد كنت مؤمنا بأن هذه القضية هى قضية تمس حرية الصحافة والمهنة، لكن الحمامصى رأى أن وجود اليساريين فى بيان مثل هذا قد يوغر صدر السادات.

وأدان الإعلام مصطفى أمين قبل أن يحاكم وهذه قضية خطيرة، إلا أنه أحيانا كانت الأجهزة فى عهد عبد الناصر تستدعى عددا من الصحفيين والكتاب لتجعلهم يسمعون، أو تقدم لهم أوراق التحقيق وتعرض عليهم الخطابات التى كتبها مصطفى أمين فى هذا الإطار أو تسمعهم التسجيلات التى كانت ملفقة بعناية، والذى لا يعرفه أحد أولهم مصطفى أمين نفسه، أنني رفضت الذهاب لقراءة وسماع هذه التلفيقات وقلت “لازم نسمع مصطفى أمين شخصيا” أنا لا أدرى هل كان لـ”هيكل” دور فى هذه القضية .. أنا أشك فى هذا لأنه فى النهاية كان هناك مدرسة التابعى الصحفية التى كانت تضم مصطفى وعلى أمين والدرجة الثانية هيكل، وانقسمت المدرسة بعد ذلك وأصبح هناك تمييز خاص لهيكل، وهكذا يحدث فى كل بلد، وقد يكون هذا التمييز لهيكل قد أثار نوعا من الغيرة المهنية .. وهذا احتمال. 

مصطفى أمين يكتب: عمل الصحفى تضحية وليس رفاهية

وكان هناك صحفيون بدأوا مع هيكل ولم يصلوا إلى النقطة التى وصل إليها، وكان بعضهم أقرب إلى عبد الناصر فى البداية، وعبد الناصر كان يعلم أن الصحفيين والصحافة فى العالم أصبحوا مصدر معلومات لصاحب القرار فى إنجلترا وفرنسا وروسيا وأمريكا، ولقد مارس عبد الناصر ذلك وكان يطلب من هيكل ومصطفى أمين أن يتحدثوا مع المراسلين الاجانب وكبار السياسيين فى الغرب، وكان يستفيد من ذلك ولأن مصطفى أمين بفكره السياسى ضد الاشتراكية فقد كان هناك فاصل بين عبد الناصر وتوجهاته وبين مصطفى أمين وتوجهاته، وهناك ناس لا تفرق وتعتبر المعارضة فى مثل هذا الاتصال جاسوسية .. وهذا شيء مختلف.

الجريدة الرسمية