رئيس التحرير
عصام كامل

وزير السياحة والآثار: "التحرير" سيصبح بعد تطويره أشهر ميادين العالم.. والأشجار الخضراء والورود ستكسوه بالكامل | حوار

وزير السياحة والآثار
وزير السياحة والآثار مع محرر فيتو

 الانتهاء من ترميم قصر البارون إمبان بمصر الجديدة وافتتاحه الشهر الجارى 

 توقيع عقد مع شركة أوراسكوم لإدارة وتشغيل الخدمات بمنطقة آثار الهرم وافتتاح متحف كفر الشيخ فى أبريل

 2020 عام النهوض بالسياحة.. وافتتاح المتحف الكبير الحدث الأبرز 

 مشروعات ضخمة واهتمام واسع بـ"العلاجية" و"الدينية".. وخطة للاستفادة من مسار العائلة المقدسة 

 المعارض الخارجية ساهمت فى زيادة عدد السائحين.. وزيارات قادة الدول لمصر رسالة أمان للعالم

 الصينيون على أرض مصر سيغادرون فور انتهاء رحلاتهم .. ولم ترصد حالة واحدة لفيروس كورونا 

 وقعت على ملف تسجيل موقع أديرة وادى النطرون فى قائمة التراث العالمى باليونسكو

 

تراهن الحكومة المصرية على الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، بعد دمج الوزارتين اللتين انفصلتا منذ ٥٥ عاما، فى النهوض بالقطاعين وتحقيق الترويج السياحى المطلوب لجذب أكبر عدد من السياح خلال العام الجارى والأعوام المقبلة لإثراء خزينة الدولة بالعملة الصعبة، وللوقوف على مستقبل قطاعى السياحة والآثار والمشروعات الجارية بهما لتحويلهما إلى مصادر جذب حقيقية تبهر السياح خلال عام 2020.

وكان لـ "فيتو" هذا الحوار معه ليكشف خطة الحكومة فى استعادة السائحين إلى مصر ، حيث أكد أن الآثار وزارة يستلزم عملها التواجد فى كل محافظات مصر بشكل مستمر، مضيفا "كنت أعمل بالآثار عددا كبيرا من الساعات يوميًا، ولما أضيفت إلى السياحة بدأت أقرأ فى كل ملفاتها وزادت ساعات العمل، فوزارة السياحة كانت موجودة وتعمل، ولها إنتاج على الأرض قوى، وأصبح لدى من كل منصب اثنان، وحتى يحدث الدمج بهدوء ودون مشكلات يجب الاقتراب من الموظفين، وتقريب وجهات النظر.  ..

*كيف تتعامل الدولة مع ملف السياحة حاليًا؟

الدولة تولى ملف السياحة والآثار حاليًا اهتماما ملحوظًا يشهد به الجميع خارجيًا وداخليًا، وذلك من حجم الإنشاءات الأثرية الضخمة فى قطاع المتاحف، والتطويرات والترميمات التى توليها الدولة لقطاعات الوزارة المختلفة، سواء الآثار الإسلامية أو القبطية أو اليهودية، وكذلك الآثار المصرية القديمة، أو آثار العصر الحديث، إضافة إلى العديد من التسهيلات التى تقدمها الدولة للمستثمرين السياحيين. 

*وماذا عن أهم المشروعات والافتتاحات فى 2020؟

  من المقرر افتتاح قصر البارون إمبان بمصر الجديدة خلال فبراير الجارى، بعد أول عملية ترميم شاملة للقصر منذ إنشائه، والذى سيمثل نقطة جذب كبير للسياحة الثقافية، وتكلفت أعمال ترميمه 104 ملايين جنيه . وخلال فبراير أيضا سيتم افتتاح متحف الغردقة، والذى يعتبر أول متحف فى مصر بالمشاركة مع القطاع الخاص، والدولة لم تنفق جنيهًا واحدًا لبناء المتحف، بل الشريك الخاص تحمل كافة المصاريف مقابل الحصول على نصف أرباح المتحف، حيث جهزوه إنشائيًا بالكامل حسب اشتراطات المجلس الأعلى للآثار.

وهذه الخطوة تأخرت كثيرا، ولو تم تنفيذها قبل ذلك لكان لدينا فى كل محافظة متحف يعرض الآثار المصرية للزوار دون أن تتكلف الحكومة المصرية جنيها واحدا، وخلال فبراير أيضا سيتم افتتاح أول مطعم وكافيتريا فى منطقة الأهرامات ضمن مشروع تطوير هضبة الهرم الذى كانت لا يوجد بها مكان واحد يشترى منه الزائر زجاجة مياه ، وذلك بعدما تم توقيع عقد مع شركة أوراسكوم لإدارة وتشغيل الخدمات بمنطقة آثار الهرم.

وخلال شهر أبريل سيتم افتتاح متحف كفر الشيخ، والذى توقف العمل به منذ سنوات طويلة، ثم سيليه افتتاح متحف المركبات الملكية فى بولاق، وأيضا افتتاح جزئى لمتحف شرم الشيخ وهو ثاني متحف على البحر الأحمر بعد الغردقة ، بهدف جذب السائحين لبقية الآثار المصرية.  ومن ضمن الافتتاحات والأحداث الضخمة فى أجندة السياحة والآثار نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة، حيث سيتم نقل 22 مومياء ملكية و17 تابوتا ملكيا، وسيكون موكبا عالميا، تم الاستعداد له بعمل بروفة حية على الموكب، حيث تم اختيار العربات، وعمل تصميمات لعربات حربية، وتجهيز ماكيتات ليتم تركيبها على العربات التى ستنقل المومياوات لتأخذ الشكل المصرى القديم وتم اختيار الموتوسيكلات والخيول.

كما قمنا بتجهيز متحف التحرير فأعيد ترميم الواجهات، وكذلك ترميم الأسوار لتظهر ألوانها الحقيقية لأول مرة، وفتح بوابة المتحف الرئيسية لأول مرة منذ عام 2011.  كما نقوم حاليًا بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة بتوحيد إضاءات ميدان التحرير، ودهان العمارات بلون موحد، ورفع أي لافتات إعلانية وتجهيز كافة نقاط المسار وإزالة أي مظهر غير حضارى منها، ميدان التحرير بعد تطويره سيكون أشهر ميادين العالم حيث ستكون إضاءة العمارات ومجمع التحرير والمسلة والكباش موحدة، وكذلك الألوان، بالإضافة إلى أنه سيتضمن استراحات رخامية لجلوس المواطنين الوافدين للميدان لقضاء وقت ممتع بالإضافة إلى الأشجار والورود، الخضرة التى ستكسوا الميدان بالكامل.

إلى جانب افتتاح قاعتين جديدتين بمتحف الحضارة المصرية بالفسطاط، وهما قاعة العرض المركزية وقاعة المومياوات فى نفس يوم نقل المومياوات الملكية، ولكن سيتم عرض المومياوات بعد 14 يوما من النقل لخضوعها لخطة التأقلم مع البيئة الجديدة والمعالجة، والحدث الأهم وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير بحضور ملوك ورؤساء جميع الدول، والتى ستستمر لعدة أيام فى نهاية 2020. 

*مصر أرض المسلات، فكم مسلة واقفة فى مصر الآن؟

  مصر حتى عام 2017 كان بها 8 مسلات واقفة فقط، وكانت موزعة كالتالي : 4 منها فى الأقصر، والخامسة أمام صالة الوصول والمغادرة فى مطار القاهرة الدولى، والسادسة فى المطرية، والسابعة فى حديقة الأندلس أمام برج القاهرة، والثامنة فى محافظة الفيوم.  وخلال العام الماضى تمكننا من ترميم وتوقيف 13 مسلة، اثنتين فى العاصمة الإدارية الجديدة، وثالثة أمام متحف العاصمة، ورابعة أمام مبنى الأوبرا فى العاصمة أيضا، ونقل مسلة حديقة الأندلس لمدينة العلمين الجديدة، ومسلتين تم توقيفهما فى صان الحجر - شرقية، ومسلة معلقة فى المتحف المصرى الكبير، والأخيرة ستقام فى ميدان التحرير، وبذلك يكون عدد المسلات فى مصر 13  مسلة بالتساوى مع مدينة روما التى كان يقف بها أكبر عدد من المسلات المصرية القديمة. 

*ما أسس وضع مدينة على الخريطة السياحية؟

  إذا أراد مصري السفر للسياحة فى فرنسا فأول ما يتبادر لذهنه ليزوره سيكون العاصمة باريس، وفى إنجلترا يزور لندن، ولكن هل معنى ذلك أن مانشستر أو ليفربول سيئتين وليس بهما سياحة؟ أبدًا، ولكن السائح القادم إلى مصر أول مرة ولديه 7 أيام فقط سيختار الأبرز دائمًا، فمثلا السائح الراغب فى زيارة المعالم الثقافية، وأول مرة سيأتى لمصر فسوف يشترى الرحلة الأشهر "القاهرة - الأقصر - أسوان"، حيث إن الشركات الأجنبية كى تغرى الزائر تطرح عليه كأولوية أولى المعالم البارزة، والذى سيأتى المنيا إما صاحب الزيارة الطويلة لمصر، بحيث سينتهى أولًا من "القاهرة - الأقصر – أسوان"، ثم يبدأ فى زيارة عدد من المزارات كالمنيا وسوهاج. 

وفى أوائل التسعينيات عندما عملت كمرشد سياحي كنت أخرج بالفوج السياحى من القاهرة إلى أبو سمبل، أديرة وادى النطرون، أديرة البحر الأحمر، المنيا، ونبيت ونزور بنى حسن وتل العمارنة وتونا الجبل والأشمونين، ثم سوهاج الدير الأبيض والدير الأحمر وأبيدوس، ثم دندرة ثم الأقصر ثم أسوان، وكانت الرحلة بالأتوبيس السياحى تستغرق 14 يوما متتالية.

وتأثر هذا الإقبال على هذه الرحلة الطويلة عندما انتشرت شائعات عن عدم وجود أمن وأمان فى المنيا ومصر الوسطى، فتوقف هذا النوع من الرحلات، كما توقفت أيضا الرحلات النيلية عن المنيا وسوهاج أيضا.

والمنيا لديها المقومات الطبيعية والأثرية التى تؤهلها لتكون مزارًا سياحيًا قويًا، والزائر الذى سيأتيها نوعان، الزائر الذى جاء مصر سابقًا وشاهد معالم القاهرة والأقصر وأسوان، ويريد رؤية غيرها، وكذلك الزائر الذى رحلته فى مصر تستغرق وقتًا أطول، فالزائر صاحب الرحلة السريعة، والزيارة الأولى فى مصر سيفضل المعالم الشهيرة، الهرم والأقصر وأسوان، والبحر الأحمر وشرم الشيخ.

والأمل أن تقوم شركات السياحة فى البورصة السياحية العالمية بعرض منتج ثقافى طويل متنوع يشمل مصر كلها، وهذا هو ما نسعى له الفترة المقبلة، نحن نسعى جميعًا لأن يزور السائح المنيا وسوهاج وغيرها من المحافظات فهذا يحقق دخلا إضافيا للدولة، وعندما كنت وزيرا للآثار فقط، كنت حريصا على دعوة سفراء العالم لحضور الافتتاحات والاكتشافات فى محافظات الصعيد، حتى يسجل كل سفير فى تقريره الزيارة، ويشهد بما تتمتع به مصر من أمان. 

*وماذا عن إعلان مصر للطيران تعليق الرحلات للصين؟

اللجنة الوزارية لبحث معوقات التنمية السياحية ناقشت هذا الملف، ولكن الإجراءات التنفيذية لوزارة الصحة مستمرة، فعمل الوزارة من حجر صحى وغيره مستمر، وهذا الموضوع تم مناقشته فى مجلس الوزراء، وتم التنسيق ما بين رئاسة الوزارة والصحة والسياحة والداخلية والدفاع والطيران، فليس هناك قرار فردي، والدولة جميعها تعمل فى هذا الملف، وأى فرد قادم من أي دولة أخرى سواء برى أو بحرى أو جوى سيتم التأكد من خلوه من الفيروس، والسفير الصينى أوضح أن الصينيين على أرض مصر سيغادرون فور انتهاء رحلاتهم، ولم ترصد حالة واحدة للفيروس سواء صينى أو غير صينى أو مصرى على أرض مصر. 

*هل يخرج قانون السياحة الموحد للنور قريبا؟

الوزارة حاليًا تعمل على قانون السياحة الموحد حاليًا، والمستشار القانونى للوزارة سلمنى نسخة للدراسة وسوف أطلع عليه شخصيًا حيث سأسمع من القطاع ومن المستشارين ومن المتخصصين حتى يخرج فى صورته المثالية، مثلما حدث مع قانون الآثار، كما يتم الآن وضع قانون لتنظيم الحج والعمرة، وهو قانون جديد تمامًا، لوضع ضوابط مستدامة، قانون مصرى لا يتغير سنويًا، يضبط البوابة والتأشيرات وكل ما يتعلق بهذا الأمر. 

*وماذا عن حملات الدعاية للسياحة المصرية بالخارج؟

  لم تكن هناك حملات خارجية لمصر، والآن نعمل على حملتين خارجيتين شعارها المتحف الكبير، كما نعمل على حملة دعائية ترويجية داخلية تقوم على رفع الوعى السياحى لدى المواطنين، ستعمل على تعريف المواطن وخصيصًا النشء بالسياحة وأهميتها، ونأمل فى حملة خارجية ضخمة تشمل الأماكن السياحية فى مصر كلها. 

*وهل مكاتب السياحة الخارجية غير كافية للترويج لمصر بالخارج؟

  لدينا 8 مكاتب سياحية خارجية، وهى حاليًا مغلقة، وسيتم تشغيلها وتعيين مدير لكل مكتب، ويعمل بكل قوته، قبل تشغيل وإنشاء مكاتب جديدة. 

*وماذا عن سياحة المؤتمرات وهل يتم استغلالها لصالح الترويج لمصر؟

  وقعت على مؤتمرات كثيرة للغاية فى مصر، وهو ملف كبير قيد الدراسة. 

*وهل سيتم دمج الأعمال الإدارية للآثار والسياحة؟

  الآثار وزارة يستلزم عملها التواجد فى كل محافظات مصر بشكل مستمر، والآثار تشهد مرحلة حساسة للغاية فى عمرها، حيث لدينا عدد كبير من الافتتاحات كلها ستؤتى ثمارها فى 2020، فكنت أعمل بالآثار عددا كبيرا من الساعات يوميًا، ولما أضيفت إلى السياحة بدأت أقرأ فى كل ملفاتها وزادت ساعات العمل، فوزارة السياحة كانت موجودة وتعمل، ولها إنتاج على الأرض قوى، وأصبح لدى من كل منصب اثنان، وحتى يحدث الدمج بهدوء ودون مشكلات فيجب الاقتراب من الموظفين، وتقريب وجهات النظر.  عندما دخلت مقر وزارة السياحة وجدت عددا من المكاتب مغلقا، وليس لها رؤساء فبدأنا مرحلة التكليف، والدراسة، ومرحلة اجتماعات كثيرة لفهم طبيعة الملف والوقوف على كل خباياه. 

*وهل تؤتى المعارض الخارجية للآثار ثمارها فى الدعاية لمصر؟

  أكثر ما قام بالدعاية لمصر، فى الفترة السابقة، المعارض الخارجية التى تجولت بالعالم كله، والاكتشافات، والشراكات الدولية التى عقدتها الدكتورة رانيا المشاط، والمتحف المصرى الكبير، والأمن والأمان اللذان حققتهما الدولة، والتواجد السياسى للرئيس السيسى خارجيًا، وتواجد رؤساء الدول داخل مصر. 

*وماذا عن السياحة الاستشفائية؟ 

السياحة الاستشفائية أو العلاجية عواملها قوية فى مصر، ومجلس النواب بذل مجهودا عظيما لعمل قانون للسياحة العلاجية فى مصر، وعثرت على ملف للسياحة العلاجية موجود منذ أعوام ولم يتم تفعيله أدرسه حاليًا للنهوض بهذا القطاع. 

*هل هناك اهتمام بملف السياحة الدينية؟

  نحن مهتمون بالسياحة الدينية، فقد زرت مقرات مسار العائلة المقدسة، وافتتحنا المعبد اليهودى، وعدد كبير من المساجد، وجبل الطير ومقابر آل البيت، ولكن العائق هو الترويج، وسنضع السياحة الدينية فى الحملة الدعائية للدولة المصرية، ويجب أن تضع الشركة الأجنبية هذه المزارات على أجندتها.  ووقعت على ملف تسجيل موقع أديرة وادى النطرون فى قائمة التراث العالمى باليونسكو وهو أول تقدم لمصر فى هذا الملف منذ 17 عاما.

*وما هى خطة إحياء مسار العائلة المقدسة بمصر؟

  شرفت بزيارة كل مقرات مسار العائلة المقدسة، والتحديات التى تواجهنا فى هذا الموضوع كبيرة للغاية، خصوصا أن المسار يضم 25 منطقة، والسؤال هنا هل سائح العائلة المقدسة سيترك الأهرامات مثلًا ويتفرغ للمسار؟ التحدى هنا فى الزائر، حيث إن مشكلة المسار فى أنه لن يتفرغ له إلا الذى فرغ تمامًا من كل المزارات الشهيرة فى مصر، والأفضل هنا أن نطعم البرنامج بتشكيلة من السياحة الثقافية، حيث يتم زيادة نقاط سياحة دينية أو روحانية، حتى يتم إحياء المسار بالتدريج، والدولة تعمل فى خطة إستراتيجية طويلة المدى لإنهاء ملف مسار العائلة المقدسة كاملًا، حيث تمت الموافقة على مبلغ 60 مليون جنيه لتجهيز البنية التحتية لهذا المسار، والتى بدأتها الدكتورة رانيا المشاط وأكملها الآن، وهذه خطة طويلة المدى، حيث سيتم تجهيز المسار بطرق وفنادق ومقار إقامة، وهذا سيحتاج لوقت طويل، ونعمل الآن على خطة قصيرة المدى وهى المقرات الدينية الحالية التى بالفعل يتم زيارتها، والتى نعمل على تنشيطها. 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"  

الجريدة الرسمية