رئيس التحرير
عصام كامل

علي مجتبى الأقرب.. من يخلف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي؟

علي خامنئي
علي خامنئي

تصاعدت الصراعات داخل أروقة النظام الإيراني بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ليجري الحديث عن اختيار خليفة للمرشد الحالي علي خامنئي الذي تجاوز الثمانين من عمره، في قرار من شأنه أن يحدد مصير الدولة الإيرانية.

وأورد تقرير لصحيفة فايننشال تايمز أن المتشددين في إيران يعتقدون أن لهم اليد العليا في عملية اختيار خليفة لخامنئي بعد وفاته، حيث يرى المتشددون، أن الأحداث الأخيرة تؤكد الحاجة إلى زعيم براجماتي، مستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة، حسب الصحيفة.

دور الحرس الثوري

ووفقا للصحيفة فإن عملية الاختيار تعتمد على كفة ميزان القوة في ذلك الوقت داخل إيران، والتي أشارت إلى أنه حاليا يميل أكثر لصالح الحرس الثوري وأنصارهم من المتشددين، خاصة أن الحرس الثوري ليس مجرد قوة عسكرية، فالسياسيون المقربون منه موجودون في مؤسسات مختلفة مثل مكتب القائد الأعلى والبرلمان والقضاء، إلى جانب ذلك سيطرته على أذرع في قطاعات الاتصالات، والتجارة، والبتروكيماويات، والثقافة بإنتاج الأفلام والوثائقيات، وجهاز استخبارات مخيف مسؤول عن سجن الناشطين المؤيدين للديمقراطية والمواطنين ذوي الجنسية المزدوجة المتهمين بالتجسس.

اقرأ أيضا: 

خطبة جمعة انتظرها ملايين.. خامنئي: واشنطن استغلت حادث الطائرة للتغطية على اغتيال سليماني

مركز القوة

وقال مسؤول من النظام للصحيفة: "عندما يموت خامنئي سيتولى الحرس الثوري السيطرة بالكامل على البلاد ليتمكن مجلس الخبراء من اختيار قائد، وفي ذلك اليوم، سيكون الحرس الثوري القوة العليا للتأثير على الاختيار، وكبح أي أزمة محتملة، والأهم من ذلك الحفاظ على وحدة أراضي البلاد"، حسب التقرير.

ويقول محللون حسبما نقلت قناة الحرة عن فايننشال تايمز،  إن "للحرس الثوري بعض التأثير على المرشد علي خامنئي، لكنه يظل مواليا له ويحترم كلمته الأخيرة في جميع الشؤون، وبالتالي فإن الزعيم المقبل، قد لا يتمتع بذات السلطة التي يملكها خامنئي".

مواصفات خليفة خامنئي

ويعتقد بعض المراقبين السياسيين أن المرشح الناجح لخلافة خامنئي سيحتاج إلى أن يكون شابا متشددا له دوافع أيديولوجية، خاصة أنه لم تتم مناقشة مسألة المتنافسين المحتملين لخامنئي بشكل علني، لكن على انفراد تكثر التكهنات حول من هي الشخصية التي يفضلها الحرس الثوري.

المرشد المقبل

التكهنات تشير إلى أنه "على مجتبى"  نجل خامنئي البالغ من العمر 51 عاما والذي يواصل الدراسة الدينية المتقدمة في الحوزة الدينية في قم، مما يمنحه مكانة رجل دين رفيع المستوى ضروري لدور القائد الأعلى.

ويقول أحد أقاربه-بحسب الصحيفة-  إن "مجتبى يمتلك عقلية مماثلة لأبيه ولديه نظرة ثاقبة في القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية".

ويضيف "لديه علاقات جيدة مع الحرس الثوري، قد لا يتمتع بسلطة والده، لكن الحرس لا يمكنه فرض إملاءاته عليه".

إبراهيم رئيسي

المرشح المحتمل الآخر هو إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2017 لصالح روحاني، ويتم المفاضلة بين المرشحين المحتملين بعد موت خامنئي في مدينة قم، حيث لعبت الحوزة الدينية هناك دورا حيويا في انتصار الثورة في عام 1979 وهي الآن تعد ثاني أهم مؤسسة بعد الحرس الثوري.

لكن ومع ذلك، فإن كبار رجال الدين في مدينة قم يعدون كبارا في السن، من أبرزهم آية الله العظمى حسين وحيد خراساني (99 عاما) والذي يعد أكبر رجال الدين منزلة، وكذلك هناك آخرون مثل لطف الله صافي كلبايجياني (100 عاما) وحسين نوري حمداني (94 عاما) وناصر مكارم الشيرازي (92 عاما) وموسى الشبيري زنجاني (91 عاما).

وتقول الصحيفة إن الحرس الثوري مصمم على أن يكون المؤسسة الأيديولوجية والسياسية المركزية التي يمكن أن تختار الزعيم الديني التالي لحكم إيران وتوسيع نفوذها خارج الحدود باتجاه العراق.

 

مخاطر التجربة

وقال أحد المقربين من المرشد: "لا يمكن للبلاد أن تتحمل المخاطرة بفترة من التجربة والخطأ من قائد عديم الخبرة".

ويرجح المتشددون، اختيار الزعيم الجديد من قبل كبار رجال الدين في مجلس الخبراء، وهو الهيئة التي في  عهد لها الدستور بتعيين وعزل قائد الثورة في إيران، وهو ما يرفضه الإصلاحيين الذين يؤكدون أن  اعتماد المرشد يحتاج إلى شرعية عامة تتجلى في انتخابات وطنية.  

الجريدة الرسمية