رئيس التحرير
عصام كامل

داعية أزهري يبين حكم اصطحاب الأطفال للمسجد

أرشيفية
أرشيفية

قال الشيخ مـاهر خضير، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف إن  الإسلام اعتنى بالأطفال وأوصى بهم وجعل حبهم والعطف عليهم علامة من علامات الرحمة في القلوب وعن عبد الله بن شداد قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس إذا أتاه الحسن أو الحسين، قال مهدي: أكبر الظن أنه الحسين - - فركب على عنقه وهو ساجد، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر، فلما قضى صلاته، قالوا: يا رسول الله لقد أطلت السجود حتى ظننا أنه قد حدث أمر ؟ قال : "إن ابني هذا قد ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".

 

وأوضح خضير، لفيتو أن قمع الأطفال عن المساجد أو ذهابهم بلا ضوابط كلاهما سلوك غير صحيح وليس من الشرع فقد ثبت في نصوص كثيرة أن الأطفال كانوا يذهبون إلى المسجد كالحديث السابق ذكره وأيضا كان صغار الصحابة كأنس بن مالك وعبدالله بن الزبير وباقي أولاد الصحابة يدخلون المسجد ويقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على دخولهم، بل هو القائل صلى الله عليه وسلم : (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين).

 

وأما عن حكم اصطحاب الأطفال إلى المسجد فقال: العلماء استدلوا على جواز إحضار الأطفال عمومًا إلى المساجد بعموم الأحاديث منها ما أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ» واستثنوا منهم من كان لا ينتهي عن التشويش على المصلين إذا نُهِيَ عنه، فبينوا مشروعية منعهم من دخول المساجد، على أن يكون ذلك المنع بالرفق والرحمة، بلا عنف ولا ضجر ولا تسخط ، وهذا الطفل إما أن يكون مميز (يعرف الخطأ من الصواب ويسمع ويطيع) أو أن يكون غير مميز، فإن كان مميزًا فلا يمنع من المسجد ولا بأس في ذلك على أن يعلمه أهله حرمة المسجد وما له من حقوق قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم6 ] وفي هذه الآية يأمر الله عز وجل عباده المؤمنين بأن يوأدوا واجبهم في بيوتهم من التربية والتوجيه والتذكير ليقوا أنفسهم وأهليهم النار . قال علي رضي الله عنه في معنى هذه الآية : " علموهم وأدبوهم " .

وقال الحسن البصري رحمه الله : " مروهم بطاعة الله ، وعلموهم الخير " . وقال الشافعي : " على الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم ، ويعلمونهم الطهارة والصلاة ويضربوهم على ذلك إذا عقلوا " .

 

داعية أزهري يوضح خطورة الحسد وكيفية الوقاية منه

 

 

وأضاف: إن كان الطفل غير مميز ويسبب إيذاء وتشويش على المصلين فلا يستحب احضاره للمسجد حفاظا على حرمة ومكانة بيوت الله تعالى.  قال العلامة الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب" (2/176، ط. دار الفكر): [قال المتولي وغيره: يكره إدخال البهائم والمجانين والصبيان الذين لا يميزون المسجد؛ لأنه لا يُؤْمَنُ تلويثُهم إياه، ولا يحرم ذلك؛ لأنه ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى حاملا أمامة بنت زينب رضي الله عنهما وطاف على بعيره، ولا ينفي هذا الكراهة؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم فعله لبيان الجواز فيكون حينئذ أفضل في حقه فإن البيان واجب].

 

الجريدة الرسمية