رئيس التحرير
عصام كامل

أسلاك الموت

مع اشتداد ضراوة فصل الشتاء وهطول الأمطار بغزارة، نتوقع بين الحين والآخر نبأ مؤلما فى المواقع والصحف، عن مصرع رجل أو امرأة أو طفل، صعقا بالتيار الكهربائي لأنه لامس أحد أعمدة الإنارة المعدنية أو مر إلى جواره، أو مر فى بركة مياه لامستها أسلاك الموت التى لفظها باطن العمود إلى العراء، فتتحول فى لحظة إلى سلاح قتل فورى، لا يرحم بشر أو حيوان.

 

فمثلا حمل إلينا يوم الخميس 26 ديسمبر 2019، وحده، نبأ مصرع 4 أشخاص فى محافظات مختلفة بسبب ملامستهم الأعمدة "الصاعقة"، خلال موجة الطقس السيئ، ففى المنوفية لقي طالب بالصف الثالث الإعدادي، مصرعه، إثر لمسه عمود كهرباء، بقرية هورين التابعة لمركز بركة السبع، كما لقيت سيدة بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، مصرعها، إثر تعرضها لصعق تيار كهربائي أثناء مرورها بجانب عامود إنارة به ماس كهربائي.

 

وفى نفس اليوم أيضا لقي طالب بكلية الهندسة بالدقهلية مصرعه، صعقا بالكهرباء إثر لمسه عمود إنارة بالشارع أثناء هطول الأمطار، كما لقى رجل، في مركز قلين، بمحافظة كفر الشيخ، مصرعه صعقاً بالكهرباء بعد ملامسته أحد الأعمدة أيضا.

 

اقرأ ايضا: النظرات القاتلة

 

وأنقذت العناية الإلهية، بائع أسطوانات بوتاجاز في محافظة الدقهلية، بعدما نفق حصانه صعقا من أحد أعمدة الكهرباء، بينما تمكن صاحبه من الإفلات من العمود بأعجوبة.

 

وفى الشرقية نتذكر فى شهر أكتوبر 2019، مقطع الفيديو المؤلم الذى تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى، إذ لفظت الطفلة مروة صاحبة الـ 9 سنوات أنفاسها أثناء عودتها من المدرسة بمدينة العاشر من رمضان بعد أن صعقت بجوار عمود إنارة، حيث فوجئ المارة بسقوط الطفلة صريعة بعد أن أمسك أحد أسلاك العامود المكشوفة بملابسها المبللة بالمياه لتلقى مصرعها في الحال، وقام الأهالى باستخراج جثمانها من المياه عن طريق إنتشالها من حقيبتها المدرسية، بواسطة "لودر".

 

واقرأ ايضا : ساعات الرعب

 

وفى القاهرة أيضا لقى عامل مصرعه صعقا بالكهرباء، أثناء مروره بأحد شوارع المعادي بسبب مياه الأمطار، إذ تبين أن أحد أعمدة الإنارة كانت تلامس أسلاكها مياه الأمطار بالشارع، ما تسبب في مصرعه في الحال.

 

ومؤخرا فكر الأهالى فى ابتكار العديد من الأفكار فى محاولة لمنع سقوط ضحايا جدد، فمنهم من قام بتغطية الأعمدة بأجولة من البلاستيك المستخدم في تعبئة الغلال، ومنهم من غطى العمود المجاور لمنزله، عن طريق شق ماسورة صرف صحى بلاستيكية ولفها حوله.

 

واقرأ ايضا: ملاحم النصر

 

اقتراح لتفادى وقع تلك الحوادث المؤلمة، التى تترك ألما فى قلب كل أسرة تفقد عزيزا بتلك الميتة البشعة، وربما يفيدنا فى هذا أكثر، الخبراء فى قطاع الكهرباء، لماذا لا يتم عمل خطة قومية لإحلال أعمدة نقل الكهرباء فى الريف، أو أعمدة الإنارة بأعمدة خشبية بمواصفات معينة تتحمل العوامل الجوية والصدمات، أو من البلاستيك السميك على غرار المستخدم فى مواسير الصرف الصحى أو الغاز الطبيعى، والتى تتحمل ضغطا عاليا وتتميز فى ذات الوقت بالجودة والمتانة، مع الإبتعاد التام عن استخدام الأعمدة المعدنية، التى ثبت بلاشك أنها غير عملية، وتنبش أظافرها المميتة في كل من جاءه قدره أن يقترب منها ، لننقذ أرواحا بريئة قد يغتالها وحش الصعق الكهربائي، وتدفع فاتورة إهمال جسيم من بعض موظفى الأجهزة المحلية.

 

الجريدة الرسمية