رئيس التحرير
عصام كامل

من الهكسوس إلى كارتة الشعراوي وليلى علوي.. "فيتو" داخل ورش تصنيع الحنطور بطنطا | صور

محرر فيتو داخل قلعة
محرر فيتو داخل قلعة صناعة الحنطور بطنطا

فى طنطا بلد شيخ العرب “السيد البدوى” ما زالت مهنة عربات الحنطور تعافر لتواجه شبح الإندثار لتحتفظ بمكانتها القديمة بجانب أحدث السيارات التى تملأ شوارعها طوال اليوم وعلى الرغم من عدم الرغبة بها كوسيلة للمواصلات إلا فى الأعياد والمناسبات فقط للهروب من زحمة السيارات ولكنها بفضل تاريخها ما زالت تجذب السيّاح وتذهب بهم إلى الماضى.  

وتتميّز مدينة طنطا بمحافظة الغربية بأنها تعد المدينة الوحيدة بالدلتا لتصنيع عربات الحنطور منذ زمن كبير فى صناعة الحنطور والكارتة.

العم “عادل” احد العاملين بتلك المهنة بمنطقة “الصاغة” بمدينة طنطا يروى حكايته مع تلك المهنة قائلا: ”ظهر الحنطور في بدايته باسم العجلة الحربية وقد بدأ استخدامها في مصر في حياة المصري القديم بعد دخول الهكسوس وترجع كلمة "الحنطور" في الأصل إلى اللغة التركية وتعني عربة يجرها الخيل وكانت وسيلة انتقال أساسية حتى ثلاثينيات القرن الماضي بعد أن عاود إدخالها للبلاد الإيطاليون ظلت في تلك الفترة وسيلة انتقال خاصة بالملوك والبشاوات في مصر.

ويستكمل حديثه موضحا ”بأن الحنطور قديما عبارة عن عربة لها جانبان زجاج تغطيها الستائر وتقودها أجود الخيول العربية الأصيلة بعد تقلب الأوضاع ومظاهر الفترات الزمنية بمختلف أشكالها أصبح الحنطور وسيلة مواصلات للأسر العادية إذ كانت الواحدة تحمل 6 أفراد حتى أوشكت على الانتهاء لا سيما منطقة السيد البدوى بطنطا.  

كما أضاف “الأسطى محمود”: ”أنه تعلم المهنة عن والده حيث كان يعمل معه فى صباه وتعلم الصنعة التى انتقلت بالوراثة فى العائلة.

20 صورة ترصد مدينة بورفؤاد منذ أكثر من 100 عام

وأشار إلى أنه قديما كانت أجزاؤه تأتى جاهزة والصناع المصريون ما عليهم إلا تجميعها كنا نستورد «الكوبيل الملكي» واستحدث الصانع المصرى أشكالاً للحنطور غير موجودة فى بلادها مثل البنز والفينون وتم تطوير العربات الملكية فهى مخصصة للملك وبجواره فرد واحد ولها شبابيك مغطاة بستائر أصبحت بـ2 كابينة لتستخدمها الأسر الملكية وكان الحنطور فى البداية مخصصًا للأمراء وعلية القوم يجرها الحصان العربى الأصيل وكان العامة يركبون "الكارو" ويجرها الحمير.

النقش على النحاس.. فن أصيل يزين منطقة المسجد الأحمدي في طنطا (فيديو وصور)

وأوضح أنه بعد فترة تم تطوير شكل "الحنطور" ليركبه العامة فاستخدم خشب أشجار التوت فى صناعة “الفينون”: الذى يسع ستة أشخاص والبنز وهو الحنطور المكشوف يسع شخصين وكان وسيلة انتقال الأغنياء والعامة وانتشرت الورش هنا فى منطقة الصاغة بطنطا وفى السنوات الأخيرة قبل ثورة يناير كان الحال معقولًا السياحة كنا نقوم بتوريد الشغل إلى مدن الأقصر وأسوان وكانت هناك طلبات من الخواجات على الحنطور لكن الآن الحال لا يسر.

إبداع على أوتار النول.. "قاسم" يصنع سجاد الكليم من بواقي الأقمشة بالغربية (فيديو)

نصر عادل أحد أصحاب الورش قال:” بنعافر فى الصنعة بعد ترك أبناء المهنة لها والعمل على توكتوك مؤكدا “أن الطلب فقط لمدينة الإنتاج الإعلامى وبعض أصحاب مساحات الأرض الواسعة يطلبون الكارتات القديمة أما أشهر من صنعت لهم "كارتة" فهو الشيخ الشعراوى طلب كارتة له وعملنا كارتة الفنانة "ليلى علوى" فى مسلسل "حديث الصباح والمساء" والفنان أحمد السقا لمزرعة الخيل التى يملكها فى الهرم.

أما عن تكلفة الحنطور فيقول: ”تتكلف من 10 إلى 15 ألف جنيه “، متابعا ”أن مدينة طنطا كان فيها 10 آلاف حنطور والآن لا يوجد فيها غير 3 حناطير يركبهم الناس الرايقة وسائق الحنطور معذور لأن المحافظة دائمًا تطارده وتتعامل معه على أنه "عربجى" وهو زمان كان اسمه "الأسطى باشا" يعنى سائق الباشوات فالمحافظة ترفض تجديد التراخيص لعربات الحنطور والورش وطبيعى أن المهنة تضيع والآن لفة الحنطور تكلف 30 جنيهاً يركبه المخطوبون  والسياح ورواد مولد السيد البدوى وسائق الحنطور لا يستطيع تغيير مهنة أفنى فيها عمره.

الجريدة الرسمية