رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى مجزرة أسطول الحرية.. ثلاثة أعوام مضت على الاعتداء الصهيوني على "مرمرة" وما زالت ذاكرة غزة المحاصرة مخضبة بدماء الشهداء.. تدهورت بسببها العلاقات بين إسرائيل وتركيا

العلاقات بين اسرائيل
العلاقات بين اسرائيل وتركيا

وقعت مجزرة أسطول الحرية بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بعملية عسكرية أطلقت عليها اسم عملية "نسيم البحر" أو عملية "رياح السماء" مستهدفة بها نشطاء على متن قوارب تابعة لأسطول الحرية. حيث اقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية كبرى سفن القافلة المعروفة باسم "مافي مرمرة" التي تحمل 581 متضامنًا من حركة غزة الحرة معظمهم من الأتراك داخل المياه الدولية، ووقعت تلك الأحداث في فجر يوم 31 مايو 2010 في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط.


أسطول الحرية مجموعة من ست سفن تضم ثلاث سفن تركية وسفينتين من بريطانيا، بالإضافة إلى سفينة مشتركة بين كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت، تحمل على متنها مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا، من بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية وجمعيات وأشخاص معارضين للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، ومتعاطفين مع شعبه وقاموا بتجهيز القافلة وتسييرها، وكانت في مقدمة المنظمين لرحلة أسطول الحرية مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية.

انطلق أسطول السفن من موانئ لدول مختلفة في جنوب أوربا وتركيا، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة ليماسول في جنوب قبرص، قبل أن تتوجه إلى القطاع مباشرة. وانطلق الأسطول باتجاه قطاع غزة في 29 مايو 2010، محملا بعشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات، والمئات من الناشطين الساعين لكسر الحصار، الذي قد بلغ عامه الثالث على التوالي.

يذكر أن أسطول الحرية المتجه إلى غزة حظي بتغطية إعلامية ضخمة إلى جانب أنه حمل على متنه أجهزة بث فضائي لأول مرة، فقد ضم ما يزيد على 36 صحفيًّا يعملون في 21 وكالة أنباء ووسائل إعلام عالمية؛ بهدف نقل وقائع تحرّك الأسطول أولًا بأول في مختلف القنوات حول العالم.

وفور حدوث الاعتداء الصهيوني على الأسطول تسارعت مختلف وسائل الإعلام في تغطيتها للحدث وأظهرت بما لا يدع مجالًا للشك بشاعة الجيش الصهيوني.

ومن أبرز الأسماء التي شاركت في الأسطول الشيخ رائد صلاح زعيم الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل، حنين الزغبي عضو في الكنيست الإسرائيلي وهي أول امرأة تنتخب لعضوية الكنيست عن حزب عربي، أنيت غروث عضو البوندستاج الألماني، فهمي بولنت يلدرم رئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية.

وعقب الهجوم على أسطول الحرية قرر مجلس حقوق الإنسان تشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم على الأسطول، وتتكون هذه اللجنة من ثلاثة خبراء مستقلين هم ديسموند دي سيلفا من بريطانيا وماري شانتي دايريام) من ماليزيا وكارل هدسون فيليبس من ترينداد وتوباجو، وقد بدأت التحقيق أغسطس 2011 في نيويورك وتم إصدار نتائج أولية تدين إسرائيل في 15 سبتمبر.

وبعد الهجوم على الأسطول توترت العلاقات الإسرائيلية التركية تدهورا سريعا وإنعكس ذلك التدهور على كافة المجالات إنعكس هذا التدهور على كافة المجالات خاصة الاقتصادية والعسكرية ،فقد شهد التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل انخفاضا بنحو 28% بعد أن وصل لذروته في 2008 حيث كان قد بلغ نحو 3.5 مليارات دولار.
الجريدة الرسمية