رئيس التحرير
عصام كامل

اللهُ.. في عصر العلم "2"


لا يزال الحديثُ موصولًا عن كتاب: "الله يتجلى في عصر العلم"، الذي يثبت فيه علماء غربيون أنه كلما تقدمت حركة العلم، تضاعفت الأدلة على وجود خالق مُتحكم في هذا الكون، وأن الأمور لا تمضى خبط عشواء، وأن كل شئ عنده بمقدار، على النقيض تمامًا من بعض صغار العقول وضعاف العقول الذين يدَّعون أن الكون بلا خالق ولا إله!!


يرد العلماء في هذا الكتاب على أولئك الذين يدَّعون أن الكون نشأ هكذا عن طريق "المصادفة"، فيشرحون لنا معنى "المصادفة" ويشيرون إلى استخدام الرياضة وقوانين "المصادفة" لمعرفة مدى احتمال حدوث ظاهرة من الظواهر.

ومن الأمثلة التي وردت في الكتاب المذكور: "إذا كان لدينا صندوق كبير مليء بآلاف عديدة من الأحرف الأبجدية، فإن احتمال وقوع حرف "الألف" بجوار حرف "الميم" لتكوين كلمة "أم" قد يكون كبيرًا، أمَّا احتمال تنظيم هذه الحروف لكي تكون قصيدة مُطولة من الشعر أو خطابًا من ابن إلى أبيه فإنه يكون ضئيلًا إن لم يكن مستحيلًا".

الكتاب الذي أعدَّهُ "كريسى موريسون"، وترجمه "محمود صالح الفلكى"، وقدَّمه وكتبَ مقدمته الدكتور "الدمرداش عبد المجيد سرحان"، وراجَعه الدكتور "محمد جمال الدين الفندى"، نوَّهَ إلى أن العلماء قد حسبوا احتمال اجتماع الذرَّات التي يتكون منها جُزيء واحد من الأحماض الأمينية، باعتبارها المادة الأولية التي تدخل في بناء البروتينات واللحوم..

فوجدوا أن ذلك يحتاج إلى بلايين عديدة من السنين، وإلى مادة لا يتسع لها هذا الكون مترامي الأطراف، هذا لتركيب جزيء واحد على ضآلته، فما بالك بأجسام الكائنات الحية جميعًا من نبات وحيوان، وما بالك بما لا يُحصى من المُركبات المُعقدة الأخرى، وما بالك بنشأة الحياة وبملكوت السموات والأرض؟

ويُجزم العلماء بأنه: "يستحيل عقلًا أن يكون ذلك قد تم عن طريق المصادفة العمياء، وأنه لا بد لكل ذلك من خالق مبدع عليم خبير، أحاط بكل شيء علمًا وقدر كل شيء ثم هدى".

كتاب "الله يتجلى في عصر العلم" يُبيِّنُ مزايا الإيمان بالله والاطمئنان إليه والالتجاء إلى رحابه في الصحة والمرض، وكلما نزلت بالإنسان ضائقة أو تَهدَّدَهُ خطر أو أوشك أمل لديه أن يضيع. وقد لمس الكثيرون حلاوة الايمان في أنفسهم، بل وضرورته لهم ولغيرهم، فتشبثوا به وحرصوا عليه حتى ذهب بعض العلماء إلى أن بالإنسان حاجة بيولوجية تدفعه إلى الإيمان بالله، "فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ".

ليس ذلك فحسب، بل إن الكتاب يُبينُ كيف أن الإيمان بالله هو أصل الفضائل الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية جميعًا، فبدون هذا الإيمان يصبح الإنسان غالبًا حيوانًا تحكمه الشهوة ولا يرده ضمير، خصوصا إذا تم تلقينه بعض المبادئ منزوعة الإنسانية.. "وفى أنفسهم، أفلا يتفكرون"؟!
الجريدة الرسمية