لماذا ارتفعت شعبية الموسيقى الصوفية في الوطن العربي؟
في خطوة توضح تنامي شعبية الموسيقى الصوفية، بالبلدان العربية، يستعد مهرجان مسقط 2020، للموسيقى الصوفية للانعقاد في الفترة من 19 إلى 22 يناير القادم، وهي النسخة الثانية من المهرجان، الذي يقام لمدة أربع ليالٍ متتالية.
لماذا تجددت الصراعات داخل منظومة إعلام الإخوان؟
ويشارك في المهرجان، فرق صوفية محلية ودولية، ويأتي الانعقاد هذه المرة، بعد إقامته لأول مرة قبل عامين، في فعالية كانت الأولى من نوعها في السلطنة، وتتسيد المهرجان للمرة الثانية، فرق «سالار عقيلي» الإيرانية، و«الزاوية» العمانية، و«فريد أياز» الباكستانية، وهي أبرز الفرق الصوفية المشاركة في المهرجان حتى الآن.
ولا يعرف الكثيرون، أن الموسيقى والفن الصوفي، كان متوهجًا بشدة، وسيطر على عملية تحديث الغناء العربي، أواخر القرن التاسع عشر، وحتى منتصف القرن العشرين، وتولى شيوخ الإنشاد الديني آنذاك في مصر، عملية تطوير الموسيقى العربية.
وأدى دمج الغناء مع اللمسات الصوفية، إلى توهج سيد درويش، ويوسف المنيلاوي، وسلامة حجازي، وإبراهيم القباني، وأبو العلا محمد، وزكريا أحمد، ما أحدث نهضة كبرى للغناء المصري، وجميعهم هؤلاء يعرفهم الجمهور المصري والعربي حتى الآن بلقب "المشايخ" بسبب تاريخهم القديم في الحركة الصوفية.
ويمكن القول، إن الاحتلال العثماني للبلدان العربية، وولع ملوكه بالإنشاد الصوفي، أكثر ما ساهم في نشر هذه الظاهرة، بمصر والعراق وبلاد الشام، وغيرها من البلدان العربية، في وقت متقارب، وتعد الأناشيد الدينية، والاحتفالات الموسمية، والموالد، والحضرة الصوفية، أهم أشكال الفن الصوفي.
ومع ظهور الفرق الصوفية الحديثة، خلال السنوات الماضية، أصبح الفن الصوفي، محل تقدير كبير من الشباب، ويقبل على حفلاته جمهور كبير، متنوع الأفكار والثقافة والمستوى الاجتماعي، خاصة مع إدخال الكثير من التحديثات على طريقة الإنشاد، والآلات الموسيقية، ما يعزز من حالة الامتزاج بالروحانيات مع الله.
وحسب الباحثة إسراء المرسومي، نشأت الموسيقى الصوفية لأول مرة في أفغانستان، على عكس ما يروج البعض، أن نشأتها كانت في المغرب وباكستان وتركيا، وتتعدد مدارس الموسيقى الصوفية، ولكن أشهرها منذ بدايتها وحتى الآن، المولوية، التي أسسها جلال الدين الرومي، وهو أفغاني الأصل، وخلفها تأتي البكداشية، والعلوية.
