رئيس التحرير
عصام كامل

الإشاعات والفضيلة الغائبة!


عشرات بل مئات أو حتى قل آلاف من نشطاء "فيس بوك" و"تويتر" ممن نشروا إشاعات عديدة الأيام الماضية بكل مستويات ودرجات وأشكال الإشاعات.. من الإشاعة المباشرة إلى الأخبار المتداولة غير الصحيحة.. والتي لكل منها هدف ما.. نقول هؤلاء العشرات أو المئات أو الآلاف ممن رأينا إشاعاتهم وأخبارهم الكاذبة ونحن ذاهبون عائدون على فيس بوك لم نر واحدا منهم قد كتب اعتذارا أو أعلن عن ندمه أو أبدي أسفه أو أي شيء يشير على خطأه فيما فعل !


كثيرون من هؤلاء كانت إشاعاتهم تطول أشخاصا بعينهم.. خصوصا في إشاعات الوفاة باعتبارها مع ما يطول الشرف والاعتبار اسوأ أنواع الإشاعات، وهي من النوع الذي يتجاوز الشخص المستهدف في ذاته إلى عائلته وأسرته والمحيطين به.. تزعجهم وتؤلمهم وتهينهم وتحرجهم وتربكهم..

ومن هنا كان تشدد المشرع في جرائم النشر فيما يتعلق بالشرف وسمعة العائلات، خصوصا إن كان لا يتعلق أو يتصل بالشأن العام.. وبالتالي لا يتعلق ولا يتصل بالمال العام ولا بمصالح البلاد والعباد..

السؤال: من يتسرعون في نشر هذه الأنباء الكاذبة والإشاعات المؤلمة الجارحة المسيئة بكل تبجح.. أين هم عند نفيها وتكذيبها؟ أين شجاعتهم عندئذ؟ ما هو شكلهم أمام غيرهم وأمام أنفسهم؟ وأين ضميرهم؟ أين شجاعة الاعتذار؟ هل هو التكبر؟ وإن كان ذلك كذلك فلماذا يتكبرون في الحق ولا يتكبرون في الباطل؟

الاعتذار هو الفريضة الغائبة من حياتنا ومن سلوكنا، رغم أنه سلوك متحضر يرضي الله ويرضي عباد الله ويرضي الضمائر، بشرط بسيط جدا.. أن تكون حية من الأساس!
الجريدة الرسمية