رئيس التحرير
عصام كامل

حادث شارع "طلعت حرب"!


لا أحد على وجه الدقة يعلم ما الذي جرى مساء أمس الأول في واحد من أهم وأشهر شوارع القاهرة.. الثابت أن زفة لعروسة كانت في الشارع عند منتصف الليل، والمصريون يبدعون في مثل هذه المناسبات حتى تشعر من تنوع أشكال الاحتفال من "اتحرج واجري يا رمان" في الأحياء الشعبية، إلى حفلات الزفاف الصباحية في بعض فئات الطبقات الارستقراطية، نقول حتى تشعر أننا أكثر من بلد وأكثر من شعب!


والثابت أيضا أن سيارة مسرعة جدا تصطدم فجأة بالرصيف، ومنه إلى المشاة فوقه، وفجأة تتحول أجواء الفرحة في الشارع إلى كارثة، حيث تدهس السيارة كل من على الرصيف في هذه الوقت، الذي تبدأ ملامح البرودة تزحف فيه على شوارع القاهرة في هذا التوقيت، فيسقط ما بين 15 إلى 17 شخصا بين قتيل وجريح، قيل في الأرقام الأولية إنهم 4 قتلى والباقي مصابون ثم اتضح أن شكل الإصابات الخطيرة، أوحي بذلك بينما القتلى اثنان والمصابون 13 !!

الذي من غير المؤكد أن الشاب الطائش كان مخمورا، ربما ساهم في ذلك الجنون إلى فعله، وبشكل لا يقوم به من في كامل وعيه.. وربما كان مخمورا بالفعل!

الآن عند من الخطأ؟

رجال المرور يستوقفون سائقي السيارات من أجل حزام الأمان أو من أجل التحدث في المحمول أثناء القيادة، ومع ذلك يستهجن أغلبية المارة تصرف رجال المرور ويعتبرونه ظلما يقومون به! وعندما يتدخل رجال الشرطة لمنع التجاوز في مواكب الزفاف بالشوارع لحماية الناس والنظام، نجد المارة أنفسهم يسخرون من ذلك ويتهمون الشرطة بالعكننة على الناس!!

في نفس الوقت الذي يساهم البعض -من أبناء الشعب المصري نفسه- من الهبوط بقيمة الإنسان المصري إلى أقل قيمة ممكنة بين شعوب الأرض، حتى إن البعض يضع الروح التي كرمها الله وكرم صاحبها في كفة وثمن تذكرة قطار أو غرامة التدخين في كفة، دون حتى توازن عاقل بين المخالفة وبين الثمن المقابل لها!! حتى كان وصف البعض -مع كامل الاعتذار- هو " كلب وغار"! وبما يخالف الأديان كلها ويخالف الأدب والفطرة السوية!

الآن ما الحل في مثل هذه الجرائم الكارثية التي باتت تتكرر كثيرا ليس في السيارات المجنونة الطائشة فحسب، بل في كل صور الاستهتار بالقانون وأرواح الناس؟! ما الحل ونحن لا نعرف ثقافة الإبلاغ عن المخالفين وتحمل المسئولية من أجل وطن متحضر ومتقدم، ننتظره وننتظر أن نبنيه وبات شعار الجميع "وانا مالي"؟!

ما الحل في جيل لم يحصل على قسط مناسب من التربية وبين اسر حصلت على الأموال دون تعب مناسب، فدللت أولادها على حساب المجتمع كله فأطلقوا شهواتهم وسياراتهم بل وكلابهم في وجه الجميع؟! ما الحل؟!
الجريدة الرسمية