رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

انتصار الأردن ودلالات عودة "الباقورة" و"الغمر"!


عادت "الباقورة" و"الغمر" إلى الأردن بعد ربع قرن تحت الإدارة الإسرائيلية بمقتضى اتفاقيات "وادي عربة"، التي وقعتها الأردن مع العدو الإسرائيلي عام 1994، وهي الاتفاقيات الوحيدة التي تمت بين العدو ودول أو أطراف عربية بعد أن فشلت كل المسارات الأخرى بإصرار إسرائيلي على إفشالها المسار السوري كالفلسطيني على السواء!


"الباقورة"، هي قرية صغيرة تتبع محافظة "أربد" في الشمال الغربي الأردني، ومساحتها بالمقاييس الأردنية تعادل 6 آلاف دونم، وهذا يساوي بالمقاييس المصرية 1500 فدان، وبالتالي فهي مساحة صغيرة جدا مثلها مثل "الغمر"، التي تتبع محافظة "العقبة" في الجنوب الغربي الأردني، وهي في حدود 4 كيلومترات مربعة! وعلى الفور تم أمس رفع العلم الأردني وإنزال الإسرائيلي!

الفترة السابقة شهدت الأردن حراكا شعبيا يطالب الحكومة بمنع تمديد الإيجار الذي وقعه الأردن وقت توقيع الاتفاقيات، حيث كانت "الباقورة" تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1950 وليس في عام 1967، وبالتالي كانت فكرة تأجيرها وقتها حلا وسطا، واليوم تعود الأرض لأصحابها..

ولأننا لا ننشر أخبارا وإلا كنا متأخرين جدا عن كل وسائل الأخبار في العالم.. إنما نقف عن دلالات ما جرى.. فـ"الباقورة" هي التي شهدت العملية الفدائية للجندي "أحمد الدقامسة" عام 1997 بعد إطلاقه النيران على سائحات إسرائيليات أهانوه وهو قائم على حراسته.. وأفرج عنه بعد 10 سنوات سجنا.. بعد التحام شعبي كبير مع قضيته انتهت بالإفراج عنه.. واليوم الشعب الأردني الشقيق يرفض استمرار اتفاق تأجير الأرض مهما بلغ صغر مساحتها.. ونقف أيضا أمام ملك يستجيب لشعبه ويرفض استمرار الإيجار!

السؤال: مثل هذه الاتفاقيات تحدد قبلها بفترة طويلة ومن المؤكد أن رفض الأردن استمرار التأجير كان قبل فترة لا تقل عن عامين على الأقل.. فهل كان ذلك سببا لتحريك الاضطرابات في الأردن؟ بالطبع لا نقول إن كل من خرجوا في التظاهرات الأردنية ينفذون أجندة خارجية، إنما نقول إن هناك رءوسا تحرك وتنفخ في النار ويتوفر لها فرص التأثير الجماهيري!

في كل الأحوال مبروك للأردن الشقيق ولشعبه الحبيب.. وها هو الشعب العربي في الأردن يجدد معرفته بعدوه.. وليس صحيحا أن الصراع حاجزا نفسيا ولم تعد إسرائيل بعبع ينتقم ويعاقب مخالفيه! وها هي الشعوب العربية في كل مكان تحدد عدوها من صديقها لتعود في الأخير لا حصن لها إلا قوميتها وعروبتها، مهما طالها من تشويه متعمد ممن يريدون المنطقة مفككة وضد نفسها!
Advertisements
الجريدة الرسمية