"لميس جابر" وقتل المصريين ودفنهم أحياء!
اختارت الدكتورة "لميس جابر" اليوم نفسه الذي يعلن فيه الفريق "أسامة ربيع" رئيس هيئة قناة السويس عن أعلى إيراد شهري للقناة في تاريخها، كي تكرر كلامها عن خطأ قرار التأميم!
في 19 يناير عام 1867 منحت الحكومة الفرنسية الطبيب "اوبير روش" لقب فارس، بعد منحه وسام الشرف من درجة فارس، نظرا لما وصفته الحكومة الفرنسية ب "الجهود التي بذلها لعلاج العمال المصريين المشاركين في حفر قناة السويس"!! فما القصة؟
القصة أصلا من عند الوسام المذكور الذي كان كيدا في المصريين، ودليل على انعدام الضمير الفرنسي من الأساس! فقبل الوسام بعامين ضربت الكوليرا تجمعات العمال المشاركين في الحفر دون معرفة السبب، حتى تردد أن الوباء جاء مع الحجاج الذين نزلوا بالمنطقة!، ما يعنينا أن الوباء قضي على آلاف العمال بل وبلغ في مصر كلها 61 ألف مصريا! نعم 61 ألفا!
قبل الكوليرا وكما يقول "عبد الحميد أبو بكر" في كتابه "قناة السويس والأيام التي هزت الدنيا"، إن الأوبئة مثل التيفود، وكان خطيرا جدا وقتها، والجدري والسل ومجمل الأمراض الصدرية قد قضت على آلاف العمال، بينما تحتفظ التقارير الطبية المحفوظة بمكتبة بلدية الإسكندرية عن الانزلاقات الطينية التي حملت معها صهاريج الفوسفور الحارق، التي حرقت آلاف المصريين الآخرين ودفنوا تحتها، وفيها، دون أي اعتذار أو تعويض، بل مزيد من تشديد القبضة الأمنية لمنع هروب العمال!
شركة المجرم "ديليسبس" خالفت وعودها للعمال بتوفير آبار مياه شرب عذبة، وخالفت وعودها بتوفير آلات حفر حديثة، فعاني عمالنا أشد صنوف العذاب في العمل، في ظروف معيشية صعبة، أغلبهم عاش في العراء، واعترفت الشركة بعدم قدرتها على توفير مساكن للعمال الذين كان عليهم الحفر بأدوات بدائية جدا "القفة والفأس"!
كثيرون لا يعرفون أن الزقازيق كانت مركزا لتجميع العمال واختيار الاقوياء، واستبعاد أصحاب الأجساد الضعيفة، ثم يسيرون إلى مكان الحفر سيرا على الأقدام، لأربعة أيام كاملة مقيدون بالحبال، ليعيشوا أيامهم السوداء، يأكلون العيش الذرة "البتاو" مع البصل والماء، ليلقوا مصيرهم المحتوم الذي أدى إلى وفاة 120 ألف مصري، من بين أكثر من مليون عامل شاركوا في الحفر، في بلد كان تعداد سكانه 4 ملايين نسمة! أي ما يعادل 3 ملايين قتيل تقريبا بتعداد اليوم!
هذا التاريخ وكأن الدكتورة "لميس جابر" لا تعرفه.. ومعها الدكتور "وسيم السيسي" ممن يهاجمون قرار تأميم قناة السويس كل حين.. وهو القرار الذي ثأر لهؤلاء الأجداد، الذي رمز له "محفوظ عبد الرحمن" بمشهد الفنانة أمينةرزق في فيلم "ناصر 56"ـ ممن لم تزل عظامهم الطاهرة تحت القناة ـ وكأنهم ليس شعبهم ولا بني وطنهم ولم يتحدثوا عنهم مرة واحدة..
روينا بعضا مما جرى لهم باختصار شديد جدا.. ولكن الشعب المصري الحقيقي له من يهتم به ويثأر له ولا يقبل انتظار القناة بيد عدوه يوم واحد وليس 12 عاما كما يقولون.. وللقصور وليالي الاميرات والامراء من ينبهر بها وبهم ويحكي عنها وعنهم وكأنه تاريخ المصريين الحقيقي! ثم تصرخ "لميس جابر" بكل جرأه أن هناك من زيف تاريخنا بعد ثورة أبناء الجيش العظيم عام 1952!! رحماك يا الله!!!
